الملحن أحمد العلوي: الراحل يعتبر من كتاب الكلمات الذين أعطوا نفسا قويا للأغنية المغربية على مدى أزيد من أربعة عقود المطرب محمود الإدريسي: رحيل مصطفى بغداد يشكل خسارة كبرى للساحة الفنية والإبداعية بالمغرب تم بعد عصر يوم الأحد الماضي بمقبرة الشهداء٬ بالدار البيضاء٬ تشييع جثمان الزجال المغربي مصطفى بغداد الذي توفي مساء السبت 16 يونيو الجاري. وعرفت مراسيم تشييع الراحل الذي انتقل إلى عفو الله عن سن 62 عاما٬ مخلفا أربعة أبناء٬ حضور العشرات من الفنانين والكتاب والمغنين والأصدقاء. وكان الفقيد قد سقط مغشيا عليه حين كان بصدد تقديم حفل فني في إطار الدورة 16 للمهرجان الوطني للأغنية المغربية بسلا٬ ليسلم الروح بإحدى مصحات المدينة. ويعتبر الراحل٬ الذي كان يشغل مهمة الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة٬ من الأسماء البارزة في فن الزجل حيث أثرى رصيد الأغنية المغربية بالعديد من القصائد والمقطوعات التي غناها عدد من الفنانين المشهورين من أمثال عبد الهادي بلخياط ومحمود الإدريسي. ودافع مصطفى بغداد٬ الذي حصل على جائزة من المهرجان الدولي للموسيقى والغناء بالإسكندرية عام 2010، عن أغنيته «نداء القلب»٬ التي أداها منير غانمي٬ بإصرار عن إرساء إطار قانوني ونظام خاص للفنانين٬ ودعم الإنتاج الفني. كما انخرط بقوة في مضمار النهوض بالأغنية المغربية بمختلف أبعادها الإنتاجية والتوثيقية والمؤسساتية٬ فضلا عن معركته في مواجهة القرصنة. وأعرب الملحن أحمد العلوي٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ عن تأثره بوفاة الزجال والشاعر الغنائي مصطفى بغداد٬ مبرزا أن الراحل يعتبر من كتاب الكلمات الذين أعطوا نفسا قويا للأغنية المغربية على مدى أزيد من أربعة عقود. وبعد أن أشار إلى عمق العلاقات الإنسانية التي كانت تربطه بالفقيد٬ ذكر العلوي بأن الراحل كان مثقفا ومبدعا معروفا بشغفه الكبير بالفن المغربي٬ مشيرا إلى أن وفاته تعني غياب علم آخر من أعلام الفن المغربي والكلمة الراقية٬ التي تساقطت أوراق شجرتها مؤخرا على غرار علي الحداني٬ وحسن المفتي٬ وعبد الرحمان العلمي٬ وعلال الخياري. وبلسان الفنان وصديق الراحل٬ اعتبر محمود الإدريسي أن رحيل مصطفى بغداد يشكل خسارة كبرى للساحة الفنية والإبداعية بالمغرب٬ مبرزا أن الفقيد كان رجلا مثقفا وذا كفاءة عالية في التأليف والكتابة في مجال الأغنية والمسرح المغربي الذي كرس له بحوثه الجامعية العليا٬ وألف فيه ملحمتين ناجحتين عنوانهما «فلسطين»٬ و»الله على المغرب». وأشاد الإدريسي بأداء الفقيد على رأس النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة التي كان يشغل أمينها العام٬ مستحضرا جهوده من أجل الأخذ بيد الفنانين الشباب وتوجيههم في مسارهم الفني.