رضى زروق تحول حفل تكريم الفنانة المغربية لطيفة رأفت، مساء أول أمس السبت، إلى ما يشبه المأتم، عندما توفي الزجال والشاعر والأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، مصطفى بغداد، بعد دقائق من سقوطه مغشيا عليه فوق خشبة الفضاء الثقافي «هوليود» بمدينة سلا. وكان بغداد يتأهب لتقديم حفل فني يندرج في إطار الدورة السادسة عشرة للمهرجان الوطني للأغنية المغربية، قبل أن يفاجأ الجمهور الحاضر بسقوطه على ركبتيه ثم انهياره. واستدعى الحادث المفاجئ تدخل أعضاء من الفرقة الموسيقية التي كانت سترافق الفنانين المشاركين في المهرجان، إذ قام أعضاء منهم بحمله، قبل أن يتدخل طاقم طبي، عمل على نقل بغداد إلى أقرب مصحة قصد إسعافه. ولم تُجد المحاولات التي بذلها الطاقم الطبي الموجود بالمصحة نفعا، ليفارق بغداد الحياة بسبب أزمة قلبية مباغثة. وبدت الفنانة المغربية لطيفة رأفت، التي تم تكريمها خلال نفس الأمسية، جد متأثرة لوفاة بغداد، إذ انتقلت إلى المصحة فور سماعها بنبأ الوفاة، برفقة عدد من الفنانين المغاربة كعبد الله الغاوي ومحمود الإدريسي، الذي جمعه أكثر من تعاون فني مع الراحل. ولم يعلم أغلب المشاركين في الدورة السادسة عشرة للمهرجان الوطني للأغنية المغربية بخبر وفاة مصطفى بغداد، إلا بعد مرور أزيد من ساعة على وقوعه، إذ قيل للطيفة رأفت إن الراحل يعاني فقط من التعب والإجهاد وإنه سيعود لاستكمال باقي فقرات الحفل، قبل أن يُعلن فيما بعد عن خبر الوفاة داخل الفضاء الثقافي «هوليود»، ليتحول الحفل الفني إلى مأتم. واصطف الفنانون والمشاركون في الأمسية الفنية فوق الخشبة، وقرؤوا سورة الفاتحة ترحما على روح الشاعر والزجال الراحل، الذي أثرى الأغنية المغربية بالعديد من القصائد والمقطوعات التي غناها عدد من الفنانين المشهورين من أمثال عبد الهادي بلخياط ومحمود الإدريسي وغيرهم. وكان الراحل مصطفى بغداد ينوي تسليم رأفت هدية عبارة عن إطار من الثوب والخشب خُطت عليه سورة «يس»، غير أن الموت لم يسعفه للقيام بذلك. وانتقل عدد كبير من الفنانين المغاربة من كتاب كلمات ومطربين وملحنين إلى المصحة التي توفي بها الراحل، وشوهد عدد منهم وهو يذرف الدموع بطريقة هستيرية. ووجدت «المساء» صعوبة في الاتصال بالفنانين المغاربة، الذين عاصروا مصطفى بغداد، إذ غلب التأثر على معظمهم، فيما لم يشغل عدد منهم هاتفه النقال. وقال الفنان محمود الإدريسي، الذي غنى قصائد ومقطوعات لمصطفى بغداد، إنه في غاية التأثر بسبب رحيل زميله داخل النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، مشيرا إلى أن الساحة الفنية المغربية فقدت رجلا قدم الكثير للأغنية المغربية. وعرف الراحل بانتقاداته اللاذعة للبرامج الفنية التي تعرض في التلفزيون والإذاعات، خصوصا برنامج «استوديو دوزيم»، حيث قال بغداد في أكثر من مناسبة إن فكرة البرنامج «فاشلة» بالنظر إلى غياب طريقة علمية في متابعة ومواكبة المواهب الفنية التي تتخرج من البرنامج، كما قال مؤخرا إن جل الذين مروا من البرنامج باتوا يلجؤون إلى الغناء في الملاهي والمطاعم والمناسبات.