انتقل إلى عفو الله، صباح أمس الخميس، بالرباط، بإحدى المصحات في العاصمة الرباط، الزجال المغربي الطاهر سباطة. وعلم من مصدر مقرب أن الراحل فارق الحياة عن سن تناهز 70 سنة، بعد صراع مع المرض. ويعد الفقيد أحد الزجالين المغاربة الذين أثروا الأغنية المغربية بإبداعاتهم ونصوصهم الخالدة، إذ غنى له أغلب الفنانين المغاربة، منهم، على الخصوص، نعيمة سميح في "شفت الخاتم واعجبني"، ومحمد الحياني في "الوسادة". اشتهر الفقيد بالأغنية الخالدة "عندي بدوية"، التي كتب كلماتها سنة 1963، وشكلت تأشيرة ميلاده الفني المتواصل على مدى حوالي نصف قرن. وهي الأغنية التي لحنها محمد بنعبد السلام، وغناها محمد الإدريسي، وقال عنها الراحل "بادية الخميسات كانت فأل خير علي، إذ أعطتني الإحساس المطلوب لأقدم سنة 1963، إلى الجمهور المغربي عبر صوت الإدريسي، إحدى أجمل القطع المغربية، وهي مهمة في مساري". وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، اعتبر مصطفى بغدادي، الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، أن وفاة الزجال الطاهر سباطة "خسارة فادحة للأغنية المغربية، بالنظر إلى المساهمة النوعية والكبيرة التي قدمها الراحل خدمة للفن المغربي الراقي". وأضاف أن أغاني الفقيد سباطة تميزت ببعديها الاجتماعي والوطني، وكلماتها الإبداعية الإنسانية الجميلة، التي تمتح من عمق الوجدان المغربي الأصيل، مذكرا أن الراحل سبق أن تعامل مع مختلف الفنانين والمطربين والملحنين المغاربة، وكان من بين مؤسسي النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، وعضو مكتبها التنفيذي الأول، ومندوبها في الرباط. وأشار إلى أن الراحل الطاهر سباطة ترك في خزانة الإبداع المغربي ثلاثة دواوين، هي: "الكرفي"، و"لالة فطومة"، و"الساروت"، مضيفا أن الفقيد تعامل في هذا الإطار مع كل من محمود الإدريسي، في أغنية "هايلة"، ومحمد الغاوي، و"الثلاثي آمنا"، ومحمد الحياني، في أغنية "الوسادة"، والبشير عبدو، في أغنيتي "كورنيش طنجة"، و"الحسيمة زينة"، ومريم بلمير، في "الدارالبيضاء الباهية"، وغيرهم . وبدوره أعرب الفنان مولاي أحمد العلوي، رئيس النقابة المغربية للمهن الموسيقية، عن تأثره البالغ لرحيل الزجال الطاهر سباطة، معتبرا أن الفن المغربي بفقدانه هذه الكوكبة المتميزة من الفنانين، ومن ضمنهم الفقيد سباطة "أصبح يعيش حالة يتم مؤلمة ومؤثرة". وأشاد العلوي بالخصال التي تحلى بها الراحل إلى آخر أيامه، المتمثلة على الخصوص في "الحس الوطني العالي، والارتباط بقضايا المجتمع، والبعد الإنساني الراقي في شخصيته"، مما أهله "ليسجل اسمه ضمن قائمة أسماء رواد كبار" من أمثال الطيب العلج وحسن المفتي وفتح الله لمغاري. وختم أن الراحل عانى كثيرا خلال الأيام الأخيرة من حياته، متجلدا بصبر وإيمان قويين، مبرزا أن ما تركه الفقيد للخزانة الوطنية تجسيد قوي لمساهمته النوعية في إرساء مقومات ومعالم أغنية مغربية عصرية وهادفة، سيذكرها التاريخ، "مخلدا اسمه من ذهب" في سجل الفن المغربي المعاصر.