« شفت الخاتم وعجبني تمنيت يكون بين يدي من أول نظرة جلبني بغيت نشوفو واش قدي ولما قيستو طلبني ما يلبسوش حد بعدي» هي كلمات الأغنية التي يتغنى بها المغاربة بكل حب، الأغنية التي تذكرهم بصوت نعيمة سميح في زمن البدايات والتألق، الأغنية التي لم تنضب الأحاسيس التي تثيرها بمرور السنين وتقلب الأحوال؛ إذ على الرغم من مرور ما يزيد على ثلاثة عقود، استطاعت أغنية «شفت الخاتم وعجبني» أن تحتفظ بوفاء محبيها وأن تحافظ على تأثيرها الفني الجميل الذي يتردد مع كل لحظة فرح، هي أغنية «شفت الخاتم وعجبني» التي تمنح عن نعيمة سميح المحبوبة صورة وإحساسا يختلف عن آهات «جريت وجاريت» للحداني وعبد القادر وهبي و«أمري لله» للعلج وأحمد العلوي و«هاذا حالي» لفتح الله المغاري وعبد القادر الراشدي. عن أغنية «شفت الخاتم وعجبني»، يقول كاتبها الزجال الشهير الطاهر سباطة، في تصريح ل«المساء»: «هذه الأغنية لها سحر خاص وذكريات فنية جميلة، فقد كتبتها في سنة 1972 بعد سنوات من التمرس بالكتابة الزجلية، وقُدر أن تغنيها نعيمة سميح، رغم أن فنانا آخر كان من المفترض أن يسمعها الجمهور، إذ إنني قدمتها إلى هذا الفنان، الذي لا داعي إلى ذكر اسمه، فلحنها وغناها، إلا أنه لم يتوفق في أدائها، وهذا ما جعلني أفكر في أن تأخذ الأغنية منحى آخر. في هذا الوقت، ظهرت نعيمة سميح التي كانت قد حققت نجاحا نسبيا في إحدى أغنياتها. ومن أجل استثمار موهبتها، ارتأيت في سنة 1974 أن أمنحها هذه الأغنية لتكرس بها نجاحها وشهرتها. فهناك العديد من الأسماء التي برزت أو تألقت في أغنية وانطفأ وهجها بعد ذلك. وعلى هذا الأساس، قررت أن أقدم إليها أغنية «شفت الخاتم وعجبني». ولهذا الغرض، التحقت بالدارالبيضاء لأبحث عنها في الصالون الذي تشتغل فيه. وبعدما وجدتها، طلبت منها أن تتصل بالملحن عبد الرحيم السقاط لتستمع إلى هذه الأغنية. وبعد مدة، سجلنا أغنية «شفت الخاتم وعجبني». والجميل أن هذه الأغنية حققت نجاحا كبيرا أعطى لنعيمة سميح مزيدا من الشهرة وذيوع الصيت». وفي تعليقه على علاقة قصة هذه الأغنية بحدث واقعي، قال الطاهر سباطة: «أستند في كتابة كل الأغاني إلى أحداث واقعية، فالفنان هو الذي يصور ما يحيط به. وفي هذه القصة، استلهمت شخصية رجل أنيق للغاية، كان يحاول استمالة وخداع الفتيات من خلال إيهامهم بأنه سيتزوجهن، إذ يقصد الصائغ (الذهيبي) ويبدأ في إدخال الفتاة إلى عالم من الأحلام. من هنا، جاءت فكرة كتابة أغنية تحاول أن ترسم لحظات نشوة المرأة. ورفعا لكل لبس قد يحدث أو يبدو للبعض، فقد كنت أستشير زوجتي في كل صغيرة وكبيرة، كما أطلب مشورة بعض أصدقائي في بعض الأحيان». وفي سياق آخر، اعتبر سباطة أن لسكان مدينة الخميسات فضلا كبيرا في مساره الفني، إذ إن حسن تعامل هؤلاء في زياراتهم وصور حياتهم البسيطة ألهمته كتابة أغنية «عندي بدوية» التي لحنها محمد بنعبد السلام وغناها محمد الإدريسي، قائلا: «بادية الخميسات كانت فأل خير علي، إذ أعطتني الإحساس المطلوب لأقدم سنة 1963 إلى الجمهور المغربي عبر صوت الإدريسي إحدى أجمل القطع المغربية، وهي مهمة في مساري، دون نسيان الإشارة إلى أنني اشتغلت مع أغلب المطربين المغاربة، ومن بينهم محمد الحياني، محمود الإدريسي، نعيمة سميح، محمد الغاوي، البشير عبده،... مساري الفني طويل، والحمد لله أنه على الرغم من مرور كل هذه السنين فإني أحس بأنني قد بدأت لتوي، كما أحس برغبة تجذبني إلى الأغنية على الدوام. وهنا، أذكر أن لدي ديوانين نشرا يحملان على التوالي عنواني «الكرفي» و«لالة فطومة» إلى جانب ثالث في الطريق». ويختم الطاهر سباطة بوحه ل«المساء» بالقول: «علاقتي بالأغنية متواصلة، إذ سجلت، مؤخرا، أغنيتين مع الفنان البشير عبده خاصة بالمدن المغربية، إحداهما أغنية «كورنيش طنجة» والأخرى «الحسيمة زينة»، وقبل ذلك قمت بكتابة أغنية عن البيضاء بعنوان «الدارالبيضاء الباهية» التي غنتها مريم بلمير.