يعتبر الطاهر سباطة من الزجالين المغاربة الذين أثروا الأغنية المغربية بإبداعاتهم ونصوصهم الغنائية إلى جانب آخرين من الرواد: أحمد الطيب لعلج، فتح الله المغاري، علي الحداني، عبد الرحمان العلمي، حسن المفتي وآخرون. والكثير من الشعراء المغاربة (القصيدة - والزجل.. ) كتبوا عن مناطق مغربية بمناظرها الطبيعية الخلابة.. في أشعارهم وأزجالهم: كما هو الحال في مدن فاس، مركش، طنجة، تطوان، إفران، أيت اورير: سلا، الرباط وجهات أخرى: إنتاج غنائي - أدبي أداه مطربون كبار بعد أن وضع لها الألحان فطاحلة الموسيقي المغربية، إضافة إلى المعزوفات الغنائية، تأتي في مقدمتها رائعة «رقصة الأطلس» التي أبدعها الراحل الملحن القدير عبد القادر الراشدي بمخيم «عين خرزوزة» بالأطلس المتوسط سنة 1948 . ومن بين هؤلاء نذكر الزجال والأستاذ الطاهر سباطة المعروف بغزارة إنتاجه الذي تناول فيه مواضيع كثيرة ومتنوعة، وطنية، عاطفية، اجتماعية، مونولوغ.. وقد اشتهر من بين ما اشتهر به بقطعة: «عندي بدوية»، وإن لم يرد اسم المنطقة التي كتبت فيها. والكثير من المغاربة لا يعرفون هذا الفضاء الذي رأت فيه النور، فقد استغل سباطة تواجده بالخميسات في مهمة سنة 1963، وكتبها ببحيرة توجد بضواحي عاصمة زمور تسمى «ضاية الرومي»، حيث كان يتجول بالأسواق المحلية في كل من الخميسات، تيفلت، أيت واحي، جودران، واستهوته هذه المنطقة بطبيعتها الخلابة، وأثارت انتباهه بدوية كانت تسوق قطيعها من الغنم كل صباح، وتعود به في المساء، وشرع في الكتابة التي توحي بها المنطقة. وبعد ان اكتملت هياكلها الغنائية منحها للمطرب محمد الادريسي الذي أداها بشكل رائع، وزادها روعة الملحن الكبير والمقتدر محمد بنعبد السلام، وخلفت صدى كبيرا في نفوس الناس وطنيا ومغاربيا، ولقيت نجاحا كبيرا. وبخصوص المنطقة «ضاية الرومي»، ملهمة الزجال لكتابة النص الغنائي المذكور، فإنها بحيرة، تبعد عن مدينة الخميسات ب 15 كلم جنوبا، مساحتها حوالي 90 هكتارا، عمقها من 8 إلى 9 أمتار ومحيطها 5 كلم، وتتوفر على عدة أنواع من الأسماك، وتعد منتجعا للاصطياف والاستجمام، كما عرفت سابقا بتنظيم ملتقيات رياضية مائية وأنشئت بها خلال السنين الأخيرة منشآت سياحية - إيوائية بإمكانها إنعاش السياحة بالمنطقة وإعطاء البحيرة قيمة إضافية.