إصابات في مواجهات بين السكان والقوات الأمنية بنواحي إقليمالعرائش على إثر تدخل القوات الأمنية لتفريق مسيرة احتجاجية كان سكان دوار الشليحات يعتزمون القيام بها إلى مدينة العرائش مشيا على الأقدام، أول أمس السبت، احتجاجا على إحدى الشركات الفلاحية الأجنبية التي تشتغل في زراعة الأرز بالمنطقة، أصدرت وزارة الداخلية بلاغا نددت فيه بما أسمته أعمال العنف التي ارتكبها بعض المتظاهرين إزاء قوات حفظ النظام. وكان المحتجون من سكان دورا الشليحات الذي يبعد بحوالي 18 كلم عن مدينة العرائش، قد دخلوا في مواجهة مع القوات الأمنية التي استعملت الغازات المسيلة للدموع وفق إفادة مصادر من عين المكان مما أسفر عن إصابات متفاوتة وسط الطرفين. وأوضحت وزارة الداخلية في بلاغها أن تدخل القوات الأمنية كان من أجل تأمين السير العادي لعملية الحرث الخاصة بزراعة الأرز في إقليمالعرائش، مؤكدة على أنها لن تسمح بأي عرقلة لحرية الشغل وأنها ستحرص على التطبيق الدقيق للقانون ومعاقبة كل انتهاك له. وقالت وزارة الداخلية إن عشرة أشخاص من قوات حفظ النظام أصيبوا من قبل المحتجين الذين قاموا برشق القوات الأمنية كما حاولوا منع حركة السير على الطريق الوطنية الرابطة بين العرائش والقصر الكبير على مستوى دائرة العوامرة. وذكر البلاغ أن عملية الحرث تتعرض منذ أزيد من شهرين للعرقلة بشكل عنيف من طرف المتظاهرين المنحدرين من دواري «شليحات» و»سحيسحات» المحاذيين لأرض «الدومين» التي تستغلها شركة إسبانية٬ في الجماعة القروية «زوادة» بإقليمالعرائش بموجب عقدي إيجار وقعا عام 1998. وأوردت الوزارة في ذات البلاغ أنه عقب عقد اجتماعين برئاسة السلطات الإقليمية والمحلية وممثلي الشركة الإسبانية ومندوبي الدواوير المعنية٬ تم التوصل إلى تفاهم يتمثل في إحداث حزام للحماية ضد الحشرات طوله 150 مترا عرضا وعشر كيلومترات طولا ووضع برنامج لمواكبة التعاونيات المحدثة من قبل السكان. وكان سكان هذه الدواوير يعتزمون القيام بمسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام في اتجاه العمالة، للاحتجاج على هذه الشركة الفلاحية التي قالوا عنها إنها تستغل أراضيهم دون وجه حق ولم تحترم الاتفاق الذي كان يقضي بإعطاء الأولوية لأبناء المنطقة في التشغيل بالإضافة إلى أن برك المياه التي تشتغل بها هذه الشركة المتخصصة في زراعة الأرز، أصبحت تشكل مصدرا للحشرات التي تهاجم الدواوير المجاورة. ولما حالت القوات الأمنية دون تقدمهم في اتجاه المسيرة، بدأ مجموعة من المحتجين في رشقها بالحجارة، استعملت على إثر ذلك القنابل المسيلة للدموع أدت إلى اختناقات في صفوف المحتجين.