الإطلاع على المؤهلات الطبيعية والجمالية غيرالمستثمرة بالشكل المطلوب تنفست ساكنة إقليم تنغير الصعداء واستبشرت خيرا بعد تلقيها خبر تعيين الحسن أغجدام، العامل السابق للإقليم الجار زاكورة، في مكان العامل السابق الذي أثيرت حوله ضجة ما بعدها ضجة، سالت في شانها الكثير من المداد بسبب المشاكل والاحتقانات التي عاش على إيقاعها التنغيريون على مضض طيلة مدة تدبيره للشأن المحلي بإقليمهم. وخلال الزيارة التي قام بها الوفد الصحفي لإقليم تنغير مابين 8و11 يونيو الجاري في إطار برنامج الأنشطة التي يقوم بها نادي الجهوي للصحافة بأكادير، أجمع رؤساء المصالح الخارجية بالإقليم خلال لقائهم بممثلي وسائل الاعلام الوطنية الذين شاركوا في القافلة الاعلامية إلى الإقليم الجنوب الشرقي للمغرب، على أنه يتوفر على عدة مؤهلات بشرية واقتصادية وطبيعية وتراثية مهمة، لم تستمر بعد ،بالشكل المطلوب، من أجل نفض الغبار والتهميش اللذين طالا الاقليم الذي يعد من الأكبر في الجهة، حيث يمتد على مساحة تقدر ب 13007 كلم مربع، اي ما يمثل نسبة18 في المائة من المساحة الاجمالية لجهة سوس ماسة درعة، لكنه لم ينل بعد حظه من الجانب التنموي رغم بعض المبادرات المحمودة التي انخرطت فيها مختلف الجهات، لكن الضرورة تستدعي تكثيف الجهود من أجل إبراز واستغلال مقومات الإقليم البشرية ومؤهلاته الطبيعية، لتحقيق الانتعاشة المطلوبة والتنمية الشاملة المستدامة. وإقليم تنغير، يبقى من الاقاليم الحديثة العهد، وهو يتكون من 25 جماعة منها 20 جماعة قروية والباقي حضري، لكن غالبيتها تعاني فقرا وتهميشا كبيرين وضعفا من حيث البنيات التحتية الاساسية خاصة من ناحية الطرق، حيث وعورة المسالك اضافة الى الحالة المزرية للعديد من المقاطع الطرقية التي تربط الاقليم بباقي الجهات. نفس الخصاص يهم باقي القطاعات الاساسية كالصحة، التعليم والشباب والرياضة خاصة على مستوى الموارد البشرية باعتبارها العمود الفقري لأية تنمية. ففي المجال الصحي مثلا تعاني المنطقة من نقص حاد في الموارد الطبية والتمريضية، كما يعاني القطاع من عدم استقرار الاطر بالإقليم، لاستفادتهم من الحركات الانتقالية دون إغفال ضعف البنيات الصحية بالإقليم خاصة في المجال القروي، حيث تتمركز كثافة سكانية كبيرة لكن. رغم ذلك، فالمجهودات التي تبذل بدأت تعطي أكلها وتحاول قدر الامكان تلبية الطلبات وسد الخصاص الحاصل ولو بشكل مؤقت. مجال الشباب والرياضة الذي يعاني بدوره نفس الإشكال : قلة الاطر وغياب تام للمرافق السوسيو رياضية والاجتماعية باستثناء بعض المبادرات المحدودة والمحمودة من النسيج الجمعوي بالإقليم الذي ينشط باجتهادات خاصة وبرامج شاملة في إطار شراكات متنوعة ومختلفة، أجمع الجميع على أهميتها لمواجهة النقص الحاصل بالإقليم في مختلف المجالات . والجميل في هذا اللقاء الاعلامي هو المكاشفة والمصارحة التي اتسمت بها تدخلات كل الفاعلين وممثلي مختلف المصالح الخارجية بالإقليم، حيث ابتعدوا عن لغة الخشب ووضعوا اصابعهم على مكامن الخلل والضعف بالإقليم مقدمين اقتراحات وبرامج عمل لنفض الغبار عن هذه الربوع وجعله يتبوأ المكانة اللائقة به، خاصة وانه محج للزوار الاجانب الذين يستهويهم سحر طبيعة المنطقة المعروفة بالقصبات وبالمضايق المعروفة داخليا وخارجيا. وكان عامل الاقليم لحسن أغجدام لدى استقباله للوفد الاعلامي، اكد بدوره على اهمية التواصل من اجل ابراز مقومات الاقليم المتنوعة ونفض الغبار عنها وتمتينها، مع تأكيده على فتح أوراش كبرى للتنمية مضيفا ان اولى اولوياته مند تعيينه على رأس الادارة الترابية للإقليم، هو الحد من الاحتقان الذي تعرفه مجموعة من القطاعات الاقليمية، خاصة في مجالات اراضي الجموع حيث سيعمل على تقريب وجهات النظر بين قبائل المنطقة، من اجل المصلحة العامة للبلاد ووضع حد للصراعات الدائرة بشان تدبير ملف اراضي الجماعات السلالية، مشيرا في ذات الوقت، ان مصلحة المواطن المحلي ومطالب ساكنة الاقليم المشروعة، يجب التعامل معها بشكل ايجابي للتغلب على كل الاكراهات التي قد تعيق مسلسل التنمية بالمنطقة كمشكل المناجم، وفي مقدمتها، منجم اميضر الذي تواصل ساكنة المنطقة اعتصاماتها المفتوحة لما يقارب السنة، والحوار البناء والجاد والشفاف أساسي لحل كل المشاكل العالقة . سياسة عامل الاقليم المبنية على الحوار الجاد والموضوعي رحب بها الجميع واعتبرتها كل الفعاليات، بداية عهد جديد ،عهد السير نحو تحقيق التنمية الشاملة والكاملة ووضع قطيعة مع الماضي الاليم خاصة وان الملف المطلبي لساكنة اميضر مشروع يستوجب الجلوس وطرحه على طاولة لمناقشته والبحث عن حلول معقولة ومنطقية لرفع الاحتقان الدائر . الزيارة الاعلامية للمنظمة من طرف النادي الجهوي للصحافة بأكادير، كانت فرصة لكل ممثلي المنابر الاعلامية المكتوبة والمسموعة والالكترونية لزيارة مجموعة من المناطق السياحية الجذابة بالإقليم خاصة مضايق تودغى ومضايق دادس التي تجدب السائح بصورها وسحرها الأخاذ، والسياح الاجانب من مختلف دول العالم يشهدون بذالك رغم أن منتوج الإقليم لم يسوق بالشكل المطلوب ولم يحض بعد، بالمكانة التي يستحقها باستثناء ما يروجه هؤلاء الزوار ويسوقونه في بلدانهم عن الجمالية الطبيعية لدرعة في غياب اهتمام الجهات المسؤولة، خاصة وزارة السياحة والتجهيز وغياب الاهتمام بهذا الإقليم الفتي على مستوى البنيات الأساسية الضرورية والتي من شأنها المساهمة في الاقلاع المنشود لتنغير التي تعني بالأمازيغية، صاحبة الساعد. والتي تحتاج إلى كل السواعد حتى تتبوأ المكانة التي تليق بها.