من ينقذ تنغير من معاناتها؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه المواطنون بهذا الإقليم الذي عانى ولا يزال يعاني من ويلات تسيير شؤونه العامة منذ أن تم إسناد مقاليد السلطة في هذا الإقليم الفتي إلى العامل الحالي، هذا الأخير تنصل من كل المسؤوليات الملقاة على عاتقه، وتمادى في ممارسة هوايته المفضلة، وهي «النضال» بشكل علني ومكشوف في صفوف «حزبه» وحزب صديقه، ناسيا أو متناسيا للأسف الشديد بأنه قد أدى القسم خلال مراسيم تعيينه كمسؤول أول بهذا الإقليم الفتي، على أن يبقى مخلصا ووفيا لثوابت المملكة الشريفة، وأن يمارس عمله في حياد تام، لكن ولسوء حظ هؤلاء المواطنين المغلوبين على أمرهم، أبى هذا العامل المتعنت، إلا أن يخرج عن المألوف ويخون ما هو مؤتمن عليه ضاربا بعرض الحائط كل ما جاء به الخطاب الملكي السامي ل 20 غشت الأخير ومتجاوزا المضامين الجديدة للوثيقة الدستورية الجديدة للبلاد، الوثيقة المرجعية الأسمى للمغاربة. الغريب والمؤسف له هو أن تنغير في الآونة الأخيرة، شهدت جميع أنواع وأشكال الاحتجاجات الشعبية وبشكل شبه يومي: مسيرات غضب في الشوارع، وقفات أمام المؤسسات العمومية، تجمعات في الدواوير والمداشر المنسية والمتضررة، تطاحنات عنيفة بين القبائل، إضرابات ومقاطعات بالجملة (منجم إميضر نموذجا)، إغلاق الطرقات، رمي «السيد» العامل بالأزبال وتهديده في أكثر من مناسبة...، كل هذا يقع في تنغير في الجنوب الشرقي للمملكة المغربية، وكان عدد كبير من المنابر الإعلامية الوطنية، من بينها جريدتنا، قد حذرت من هذه الخروقات وفضحت كل هذه الممارسات المنبوذة في حينها، ولا من يحرك ساكنا، التنغيريون يتساءلون وباستغراب عن سبب هذا الصمت المطبق وغير المفهوم من طرف المسؤولين المركزيين، وعن عدم تدخلهم العاجل لتفادي أي انفجار محتمل، وفي أي لحظة في هذه المنطقة. للإشارة، فعامل إقليم تنغير هذا، لا يتوانى في كل حركاته وسكناته، ويستغل كل فرصة أتيحت له، لإيذاء حزب التقدم والاشتراكية، في شخص مناضليه الشرفاء، فهو يتلذذ بإفشال وعرقلة كل المشاريع المهيكلة في الجماعات المحلية التي تسير من قبل مناضلي هذا الحزب ويستعمل كل الأساليب الدنيئة للتأثير سلبا بشكل أو بآخر على مجريات الأمور. ففي الوقت الذي تتم فيه فرملة عجلة التنمية بهذه الجماعات، يتم الإغذاق بإكراميات حاتمية على جماعات «زبنائه» وذالك بتمرير عدد كبير من المشاريع التنموية عن طريق المجلس الإقليمي، الذي يتربع على كرسي رئاسته رفيقه في كل جولاته وصولاته، معظمها، تم الشروع في إنجازها في خرق تام ودون أي احترام لقانون الصفقات العمومية، كل هذه التضحيات المغشوشة وهذا التفاضل المقيت، يعزى منها تلميع صورة حزبه على حساب حزب الكتاب.. في نفس السياق، أعلن العامل حربا ضروسا ضد إحدى الشخصيات البارزة في الإقليم والمعروفة بنزاهتها واستقامتها خلال مسارها المهني والسياسي، حيث أتبثت هذه الشخصية جدارتها كمهندس محنك وكسياسي غيور على بلده ووطنه، والسبب هو التهديد القوي الذي يمارسه هذا الأخير على ترشيح صديق العامل في البام. حسابات سياسوية ضيقة، من شأنها أن تدخل إقليم تنغير في متاهات غير محمودة العواقب، المواطنون في غنى عنها، وبإمكان هذا المسؤول الضعيف أمام نزوات البعض تفاديها وبالتالي تفادي نتائج بعواقب وخيمة.