المجلس الوطني لحقوق الإنسان يحدث مراكز جهوية للتاريخ اختارت مؤسسة أرشيف المغرب اليوم العالمي للأرشيف الذي يصادف التاسع من شهر يونيو لتنظيم يوم دراسي، حيث تم خلال هذا اللقاء المنظم بتعاون مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومدرسة علوم الإعلام، طرح نماذج مقارنة لتدبير الأرشيف بكل من فرنسا، ألمانيا وتونس، وكذا ببعض القطاعات الوزارية بالمغرب وبالأخص على مستوى المراكز الجهوية للأرشيف التابعة لوزارة العدل. وأكد مدير مؤسسة أرشيف المغرب جامع بيضا، خلال هذا اليوم الذي احتضنت أشغاله المكتبة الوطنية بالرباط طيلة صباح يوم السبت الماضي، وحمل عنوان «أي تدبير للأرشيف بالمغرب في أفق الجهوية المتقدمة»، على الأهمية التي يضطلع بها الأرشيف في تاريخ البلد ومسار بناء دولة حديثة وعصرية، وإرساء مؤسسات على أسس صلبة، مبرزا أن الأرشيف يعني كل مؤسسات الدولة ومختلف القطاعات والأمر يستدعي انخراط مختلف الفاعلين اعتبارا لما يطرحه تنظيم الأرشيف من رهانات كبرى لكونه يعد أحد ركائز ودعامات مواصلة الإصلاحات الديمقراطية والمؤسساتية التي باشرها المغرب. وأردف قائلا «إن كل المرافق على اختلاف أنشطتها ومجالاتها لها صلة وثيقة بالأرشيف والرصيد الوثائقي، ومن استباق التفكير في كيفية تدبيره لأنه يرتبط ببناء مؤسسات الدولة والتي يجب إرساؤها على أسس صلبة». ومن جانبه جدد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إدريس اليازمي، التذكير بانخراط المجلس في السياسة العامة المرتبطة بحفظ الذاكرة الجماعية والتاريخ والإرساء لمؤسسة الأرشيف والتي تندرج كلها ضمن إعمال توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، مشيرا في هذا الصدد إلى برنامج التكوين الخاص بالأطر التي ستعنى بالتاريخ المعاصر للمغرب، معلنا في ذات الوقت عن إحداث المركز المغربي الذي ستؤول إليه هذه المهمة وذلك خلال شهر شتنبر القادم، فضلا عن إحداث متاحف جهوية للتاريخ والتي شرع المجلس قبل شهور في تنظيم ندوات جهوية بشأنها. أما مدير مدرسة علوم الإعلام٬ حسن لمعلم، الذي وقع اتفاقية شراكة تجمع مؤسسة أرشيف المغرب مع مدرسة علوم الإعلام تهم التنظيم المشترك لحفل توزيع الجائزة السنوية للأرشفة والتي تروم تشجيع البحث والتطور في مجال علوم الإعلام، فقد أشار إلى ضرورة الدفع بشكل حثيث في اتجاه إعمال اللامركزية على مستوى مأسسة الأرشيف على اعتبار أن المغرب يسير نحو إقرار الجهوية المتقدمة، مشيرا إلى مساهمة مدرسة علوم الإعلام في تكوين أطر مختصة في مجال الأرشيف . ويشار إلى أن اللقاء عرف مشاركة عدد من المسؤولين المغاربة والأجانب المعنيين بالأرشيف إلى جانب مجموعة من الخبراء والأساتذة المختصين، حيث تناول مدير الأرشيف الجهوي بمراكش، عبد الرحيم مومن، تجربة المراكز الجهوية للأرشيف التابعة لوزارة العدل والحريات،كما تم تقديم عرض ألقته المفتشة العامة للأرشيف بالمديرية العامة للتراث بوزارة الثقافة بفرنسا، جنيفييف إيتيين، حول موضوع «شبكة الأرشيف العمومي بفرنسا:التنظيم العام والتطور الحالي». وتناول المسؤول بمصلحة الأرشيف الجماعي بإحدى الجهات بألمانيا، غونار طيسك، موضوع «تدبير الأرشيف وفق شروط التدبير الذاتي الجماعي، التشريع وتجربة ألمانيا»، فيما قارب أستاذ الأرشيف بالمعهد العالي للوثائق بتونس، محمد صافي، موضوع «الأرشيف الوطني والجهوي في سياسة الأرشيف بتونس». هذا وشهد اللقاء أيضا تقديم الخبير في مجال الأرشيف الأستاذ إدصالح لعرض تناول فيه موضوع «تدبير الأرشيف في أفق تطبيق الجهوية المتقدمة»، كما قدم مصطفى فياض أستاذ بمدرسة علوم الإعلام تدخلا طرح فيه عددا من الإشكالات التي ترتبط بسؤال «أي نظام لتدبير الأرشيف بالمغرب في أفق تطبيق الجهوية المتقدمة؟». وفي نفس الإطار قارب الأستاذ بمدرسة علوم الإعلام، عبد الإله بشر، في تدخل له موضوع «نحو شبكة مغربية لإعلام الأرشيف».