المغرب يشارك في مراسيم تشييع الفنانة المغاربية الكبيرة وردة الجزائرية ودعت الجزائر المطربة العربية الكبيرة وردة الجزائرية في موكب جنائزي مهيب، ووارت جثمانها الثرى في مربع الشهداء والمجاهدين في مقبرة «العالية» في العاصمة الجزائرية لترقد الى جانب كبار الشخصيات الجزائرية، وفي مراسم قل نظيرها لشخصية غير سياسية، وقفت نخبة من عناصر الحماية المدنية لاستقبال نعش «وردة الجزائر» في المقبرة، وسار وراءه نجلها رياض الذي كان يعيش معها. وبدا عليه تأثر شديد منعه من الادلاء بأي تصريح، وترافقت مراسم دفن الفنانة العربية مع اطلاق النساء اللواتي حضرن استثنائياً المراسم التي تقتصر عادة على الرجال، الزغاريد. وسار وراء النعش رئيس الوزراء احمد اويحيى وسعيد بوتفليقة شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إضافة إلى وفد مغربي يترأسه فؤاد عالي الهمة مستشار جلالة الملك محمد السادس، حضر الى الجزائر لتكريم هذه الفنانة المغاربية الكبيرة. وقبل ذلك سجي جثمانها لساعات في قصر الثقافة لالقاء نظرة اخيرة على المطربة الكبيرة. ووقف رجل ثلاثيني من عين دفلة «140 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة» امام الجثمان وهو يبكي صائحاً «وردة يا وردة» وقد اصيب بنوبة هيستيريا قبل ان يفقد الوعي ويتم اخراجه من القاعة. وخيّم الحزن على الجميع رسميين ومواطنين، وبدت وزيرة الثقافة الجزائرية متأثرة جداً إلى جانب مرافقيها من الفنانين. وتوالى الفنانون والأدباء والمثقفون والمواطنون في طابور ليلقوا آخر نظرة على الفنانة التي غنت للجزائر وللعرب. ووضعت وزارة الثقافة الجزائرية سجلين للتعازي في قاعة «الموقار» و»الأطلس» السينمائيتين، حتى يتسنى للمواطنين والشخصيات والفنانين لتقديم تعازيهم. ومن جهتها فتحت الإذاعة الرسمية أمواجها أمام المواطنين لتلقي العزاء في رحيل الفنانة التي عرفها جيل الثورة وجيل الاستقلال. وبثت الإذاعة الجزائرية لحظات مباشرة من قصر الثقافة لحظات التوديع، وقد كانت الحشود غفيرة كادت أن تمنع الصحافيين من التغطية. وطيلة نهار الجمعة الماضي ساد صمت جنائزي كبير في مقبرة العالية، بينما شرع عمال المقبرة في تجهيز المربع رقم 260، حيث سيوارى جثمان فقيدة الجزائر وردة. وأشادت الصحافة الجزائرية مجتمعة بالمطربة الكبيرة ونشرت عشرات الصور لها، وكانت وردة الجزائرية بدأت الغناء في سن الحادية عشرة في مقهى والدها في باريس. وغادرت فرنسا في العام 1958 قبل أربع سنوات على استقلال الجزائر. وقبل وفاتها كانت وردة صورت فيديو كليب بعنوان «مازال واقفين»، بمناسبة الذكرى ال50 لاستقلال الجزائر في الخامس من يوليو. وقدمت المغنية للشعب الجزائري أغنية «من بعيد» الوطنية التي تكرم فيها الجزائر الحرة، وتلمح إلى عودتها إلى بلدها بعد غياب طويل اكتنفه الغموض.