نظم المركز المغربي لتقويم ودعم الإدارة التربوية، بتنسيق مع الجمعية الوطنية لمديرات و مديري التعليم الابتدائي والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرباط ندوة حول موضوع «إشكالية تدبير الشأن التربوي بمؤسسات التعليم العمومي وذلك يوم السبت 05 مايو 2012 بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرباط. وقد تميزت هذه الندوة بحضور عدد مهم من الأطر التربوية والإدارية من مفتشين ومديري المؤسسات التعليمية إضافة المهتمين والفاعلين التربويين. افتتحت مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الرباطسلا زمور زعير هذه الندوة «تحت شعار» المدرسة العمومية ورهان الحكامة الجيدة»، بكلمة ركزت فيها على دور الإدارة التربوية في تحقيق إصلاح منظومة التربية والتكوين، والوظائف الجديدة المنوطة بمدير المؤسسة وما يستدعي ذلك من إمكانات معرفية وتواصلية، ثم دعت إلى ضرورة الالتفات إلى العوالم المتجددة التي أصبحت تستقطب الناشئة، والتعامل مع التلميذ بنظرة متجددة. إثر ذلك تعاقب على منصة الندوة ثلة من الخبراء في مجال الإدارة التربوية، حيث قدم في البداية الأستاذ محمد بيوض مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرباط مداخلة بعنوان «تأهيل الإدارة التربوية بين التجربة وبعض النماذج» تطرق فيها لتجربته في مجال التسيير الإداري مسلطا الضوء على بعض المقومات التي كانت وراء في نجاحه في مهامه، متمثلة أساسا في المبادرة تجاوز الأدوار الشكلية للمدير إلى المدير الفاعل، والانتقال من عملية التدبير اليومي إلى تدبير شامل يعتمد على العمل مع فريق. وفي إطار الاستئناس بالنماذج الناجحة، وبالنظر إلى الأدوار الجديدة التي أصبح يضطلع بها المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، قدم الأستاذ النموذج الألماني، سواء فيما يتعلق بمسطرة انتقاء مديري المؤسسات التعليمية وبرامج تكوينهم، أو من حيث السلطات والاختصاصات التي يتمتعون بها. أما المداخلة الثانية والتي قدمها الأستاذ محمد اليعقوبي، وهو مدير مؤسسة تعليمية وباحث في مجال التربية، فقد كانت بعنوان «مهنة المدير بين ضرورات التربية ومطالب المجتمع» تساءل فيها عن خمس أسئلة محورية تناولت دورالسلطات التربوية في توفير ضرورات التربية، ومسؤولية المدير في تدبير هذه الضرورات على الوجه الأكمل، ثم انتظارات المجتمع من المدرسة إضافة إلى مدى استجابة نظامنا التربوي لمتطلبات المجتمع ودور المدير في تحقيق جودة نظام التربية على صعيد المؤسسة. وخلال مداخلته قارن الأستاذ بين النموذج المغربي والنموذج التربوي الأمريكي، حيث انطلق هذا الأخير من المستجدات العلمية للوصول إلى تقديم تعليم جيد قادر على تحقيق تحول مجتمعي، كما انطلقت المقاربة الأمريكية من الفصل الدراسي مقابل التجربة المغربية التي أغفلت ما يجري على مستوى الفصل الدراسي. أما موضوع المداخلة الثالثة «حدود و صلاحيات رئيس المؤسسة التعليمية العمومية في تدبير العملية التربوية» والتي قدمها الأستاذ مصطفى مقبول، وهو منسق جهوي للتفتيش الإداري ورئيس المركز المغربي لتقويم ودعم الإدارة التربوية، فقد انصبت حول البحث في إشكالية التدبير التربوي، موضحا بأن الدور الأساس للمدير هو تدبير العملية التربوية، أما باقي العمليات فهي فقط وسائل لخدمة العملية المحورية، وقد تطرق الأستاذ في مداخلته إلى خمس نقط أساسية وهي: -السياق العام، حيث أصبحت تحظى اليوم الإدارة التربوية وأطرها باهتمام خاص، وتشهد تحولات مهمة سواء الجانب التنظيمي أو المتعلق بالمهام. -العوامل التي كانت وراء عدم تطور حقيقي لمجال الإدارة التربوية، ومن ثم تطوير ادوار أطر الإدارة التربوية.- انعكاسات هذا الجانب على ممارسة المدير للمهام والاختصاصات. -مدى امتلاك مدير المؤسسة التعليمية للقرار التربوي على مستوى المؤسسة التعليمية.- ثم العوامل التي تحد من نجاعة القرار التربوي وبالتالي نجاح تدبير العملية التربوية بالمؤسسة التعليمية.