احتضنت مؤخرا، ثانوية موسى بن نصير التأهيلية، يوما دراسيا حول موضوع «تدبير التوترات بالوسط المدرسي وآثارها على العملية التربوية» نظمه المركز المغربي لتقويم ودعم الإدارة التربوية بتعاون مع النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالخميسات. وشارك في هذا اللقاء مفتشون تربويين ومدير المؤسسات التعليمية. وتأتي هذه المبادرة للمركز لتنضاف إلى لقاءات أخرى تواصلية وتكوينية لفائدة الأطر الإدارية والتربوية بنيابة الخميسات. وقد لامس اللقاء عدة محاور هامة، على رأسها دور مدير المؤسسة التعليمية وأهميته في تدبير العلاقات التربوية والنفسية، وهو الدور الذي ركزت فيه الدكتورة سميرة الشمعاوي أستاذة بالمركز التربوي الجهوي، على المقاربة السيكولوجية لتدبير الزمن من خلال معالجة الواجهتاين الأساسيتين لهذه المقاربة والمتمثلتين في تدبير الضغط وتدبير الصراع مرورا بالمحطة التعريفية الخاصة بتحديد المفاهيم لكل من الضغط والصراع وتجلياتها وأشكالها، والتقنيات المساعدة في تدبيرها. وتطرق الدكتور احمد دكار، أستاذ بالمركز التربوي الجهوي، لكفاية مدير المؤسسة التعليمية في تدبير التوترات بالوسط المدرسي معرفا بالنزاعات، أسبابها، أنواعها ومميزاتها، وكذا كفاية تدبير النزاعات في إطار تعدد مهام المدير. أما الأستاذ مصطفى مقبول، مفتش جهوي للشؤون الإدارية بأكاديمية الرباطسلا زمور زعير ورئيس المركز المغربي لتقويم ودعم الإدارة التربوية، تناول الأبعاد المختلفة للتوترات بالوسط المدرسي، تجلياتها، تداعياتها وآليات التدخل، مستهدفا التحسيس بكون تدبير التوترات جزء من عملية التدبير، ومن تم ضرورة التعرف عليها والتمييز بينها، مبرزا تداعيات هذه التوترات وآثارها السلبية؛ على مستوى مسار اطر الإدارة التربوية؛ وعلى الوسط والمحيط المدرسي، ليخلص إلى التفصيل في كيفية التعاون معها وتدبيرها. وتطرق الأستاذ حسن عديلي مفتش التعليم الابتدائي إلى دور الوساطة كآلية لفض التوترات بالوسط المدرسي من خلال تحديد معناها العام والقانوني، كما تطرق إلى اختصاصات مؤسسة الوسيط لينتهي إلى الوساطة في الفضاء المدرسي. ليفسح المجال بعد ذلك لتعميق النقاش، والتمعن في المفاهيم الأكاديمية المقدمة حول دور الإدارة التربوية في تدبير التوترات في الوسط المدرسي ومدى نجاعتها في حل مجموعة من الإشكالات التي يواجهها المدير في تسيير الشأن التربوي اليومي بالمدرسة العمومية، ليجمع الحاضرين على أهمية مثل هذه اللقاءات التي تخلق تراكما حقيقيا للارتقاء بالإدارة التربوية.