الرباط / امحمد الدحماني نظمت السكرتارية الوطنية لهيأة الإدارة التربوية بتنسيق مع المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم(ف.د.ش) بمركز التكوينات والملتقيات الدولية بالرباط يومي 7و8 أبريل الجاري. الملتقى الوطني الأول للإدارة التربوية تحت شعار: "الإطار دعامة للمدرسة العمومية ومدخل للنهوض بأوضاع الإدارة التربوية " وقد جاء في الورقة التقديمية للملتقى أن الإدارة التربوية خضعت مند الاستقلال للمنطق التحكمي واعتبرت مجرد وسيلة لتمرير التوجيهات الرسمية المركزية وضبط العاملين بالمؤسسات التعليمية مع لجم أية مبادرة يمكن لأطر الإدارة التربوية القيام بها.بحيث لم تساهم في أي مشروع تفاعلي مع المحيط أو مع المرتبطين بالمدرسة من خارج الجهاز الرسمي...الشيء الذي حد من الإبداعية لدى هده الفئة وقلص لديها نزعات البحث والتجديد والقيادة وحصرها في دور ساعي البريد وضبط العاملين .. في ظل هذه الاكراهات وهذه العراقيل والعوائق الذاتية والموضوعية بزغت فئة قليلة استطاعت أن تظهر نجاعة كبيرة في التسيير الإداري والتربوي والمادي وفي تأهيل المؤسسات التعليمية بإمكانيات بسيطة وذلك اعتمادا على النفس فيما يخص التكوين الذاتي في مجال المعلوميات والاتصال مما أكسبها مهارات تدبيرية وتواصلية داعمة... لكن كل هذه المجهودات لم تحض بأي اهتمام من طرف المصالح المركزية واعتبر ذلك غير ذي جدوى حتى أن تقرير المجلس الأعلى للتعليم لسنة 2008 في جزئه الأول اعتبر مهنة مدير مؤسسة تعليمية فقط مهمة لإنهاء المسار المهني أو بديلا عن العمل داخل الفصل الدراسي...ومنذ أواخر التسعينات من القرن الماضي بدأت مرحلة في حياة الإدارة التربوية حيث شرع فيها في تجاوز النظرة التحكمية السابقة إلى نظرة واقعية عن مهام وأدوار الإدارة التربوية في إصلاح التعليم وهو ما عبر عنه تقرير المجلس الأعلى للتعليم حيث اعتبر أن التجديد البيداغوجي لايمكنه أن يمر إلا عبر مديرين ينخرطون بقوة في حياة مؤسستهم ويجعلون النجاح المدرسي في صلب اهتماماتهم ويتوفرون على مهارات عالية في مجال التواصل ويعرفون كيف يفرضون الانضباط والثقة ويقدمون الحساب عن آدائهم لمسؤولياتهم ولهم القدرة على حفز جميع المعنيين داخل المؤسسة وخارجها..."رغم هذا الوعي المتأخر بأهمية ودور أطر الإدارة التربوية في إنجاح أي إصلاح تعليمي فأن ذلك لم يتجسد في الاعتراف الفعلي بدور الإدارة التربوية والذي يجسد التدبير التربوي التشاركي ويعكس هوية المؤسسة ومشروعها ونتائجها حسب تقرير المجلس الأعلى للتعليم.. فالإدارة التربوية لم تتخلص بعد من تبعات النظرة التحكمية التي صاحبتها منذ سنين إذ لازالت مهام الإدارة تخضع لمنطق التكليف كما أن الإعفاء لا زال بدوره مرتبطا بقرارات فوقية مزاجية للإدارة نفسها وانحصر الاعتراف بدور الإدارة التربوية في إغراقها بالمهام دون توفير الإمكانيات ودون مراجعة أوضاعهم القانونية والإدارية بالموازاة مع المجهودات التي يقومون بها دعما للمنظومة التربوية ببلادنا.. إن المهام الجديدة التي أصبحت مرتبطة بالإدارة التربوية تطرح ضرورة مراجعة الإطار القانوني الذي لا زال يتحكم في الإدارة التربوية والانتقال إلى إحداث إطار خاص بالإدارة التربوية يضمن لها النهوض بدورها في إطار من الاستقرار والمسؤولية.. وهو ما حاول الملتقى الوطني الأول للإدارة التربوية الإجابة عنه من خلال مختلف الكلمات والمداخلات والورشات ..... فيوم السبت 7 أبريل استمع الحاضرون في هذا الملتقى من مختلف مناطق المغرب إلى كلمات لوزارة التربية الوطنية والسكرتارية الوطنية لهيأة الإدارة التربوية والنقابة الوطنية للتعليم.. تم ثلاثة عروض ألقاها كل من الأستاذ :عبد الإله مصدق حول مسار الإدارة التربوية ذكر فيها بالعديد من المراسيم الخاصة بالأطر العاملة بوزارة التربية الوطنية وببعض أسلاك الإدارة وبالصيرورة التاريخية التي عرفها منطق التكليف بالمهام الإدارية مرورا بالمرشد لتربوي مع مرسوم 1982 ثم مرسوم 1985 والجمع بين مراسيم سابقة... وصولا إلى الهندسة الجديدة مع مرسوم 2003 .تلى ذلك عرض عبارة عن مقاربة تشخيصية لوضعية مدير مؤسسة تعليمية بين التكليف بالمهمة والإدراج في إطار ادارى قار: ألقاه الأستاذ مصطفى العثماني كما ألقى الأستاذ محمد اليعكوبي عرضا بعنوان: نحو موقع جديد للإدارة التربوية..لتنطلق أعمال الورشات من أجل مناقشة مختلف العروض والمداخلات والأفكار التي طرحت حول موضوع الإطار التربوي ..ليتم يوم الأحد 8أبريل تقديم مختلف الخلاصات والاستنتاجات التي توصل إليها المشاركون في هذا الملتقى الوطني والتي تضمنها البيان الختامي... ومن بين أهم التوصيات التي سجلها الملتقى: إحداث إطار جديد لهيأة الإدارة التربوية بجميع الأسلاك...تشمل مدير المؤسسة مع مساعديه..... ولوج الإطار الجديد عن طريق امتحان مهني وفترة تكوينية لمدة سنة بمركز خاص..... توحيد المسار المهني لأطر الإدارة التربوية..صياغة قانون أساسي يستجيب للوضع الجديد...تحديد دقيق لمهام المدير مع تقليصها..استفادة مدير المؤسسة من حركتين انتقاليتين :جهوية ووطنية مع إتاحة إمكانية التبادل بطرق شفافة..اقتران إحداث الإطار الجديد لهيأة الإدارة التربوية بالمحاسبة والمساءلة...تخصيص حصيص لهيأة الإدارة التربوية بمراكز تكوين المفتشين..إمكانية تقلد مهام أخرى كرئيس مصلحة أو نائب إقليمي... جعل الملتقى تقليدا سنويا للتشاور والحوار.... الملتقى حضرته الأستاذة ناجية بنازيكي مديرة مجموعة مدارس بني دغوغ بنيابة اقليم أسفي ممثلة للإدارة التربوية بالنقابة الوطنية لتعليم (ف.د.ش) فرع جمعة سحيم حيث قدمت في هذا الملتقى الوطني مجموعة من الآراء والمقترحات النابعة من المعيش اليومي للإدارة التربوية في مختلف تجلياته ...