احتضنت مدينة فاس مؤخرا، حفل تقديم كتاب «البيعة، ميثاق مستمر بين الملك والشعب»، للأستاذة بهيجة السيمو، مديرة الوثائق الملكية بالرباط، بحضور نخبة من السياسيين والمؤرخين والمثقفين والجامعيين والأكاديميين. وشكل هذا اللقاء، الذي نظم بمبادرة من كلية الآداب والعلوم الانسانية فاس-سايس، مناسبة للخبراء والمهتمين من أجل تسليط الضوء على أهمية هذا المؤلف الذي يقع في 566 صفحة والذي يعد مجهودا فكريا لا غنى عنه بالنسبة لكل باحث لما يضم بين دفتيه من وثائق ومخطوطات وحقائق تاريخية شديدة الأهمية. وأكد المتدخلون خلال هذا اللقاء، أن الأستاذة بهيجة السيمو، التي حظيت بشرف تقديم هذا الإصدار لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين، نجحت في تسليط الضوء على مزايا وفوائد مؤسسة إمارة المؤمنين وروابط البيعة بالنسبة للأمة، مع التأكيد على خصوصية نظام الحكم في المغرب القائم على البيعة. وأشاروا إلى أن كتاب «البيعة ميثاق مستمر بين الملك والشعب»، مكن من الوقوف على رصيد وثائقي للحياة السياسية الحالية، وهو ما يجعله إنجازا علميا فريدا بما يقدمه من مادة علمية رصينة يستفيد منها علماء السياسة والمؤرخون وعلماء الاجتماع والأنثروبولوجيون للوصول إلى الموروث الثقافي والاجتماعي الغني للمغرب. ومن جانبه، أوضح الأستاذ الفارسي السرغيني رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الكتاب يسلط الضوء على ست مراحل تاريخية في مسار الأسرة العلوية، منذ النشأة واشتداد عود الدولة المغربية إلى غاية تأسيس الدولة الحديثة، وصولا إلى عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يتميز بتحقيق إنجازات كبيرة وإصلاحات عميقة تروم بناء مستقبل واعد. وأضاف أن كتاب «البيعة ميثاق مستمر بين الملك والشعب» يشكل مرجعا هاما بالنسبة للمؤرخين الباحثين في الموروث السوسيو ثقافي المغربي من أجل استلهام وابتكار أشكال جديدة في أنظمة الحكم انطلاقا من التقاليد العربية الإسلامية الأصيلة دونما الحاجة إلى استيراد نماذج من الغرب أو غيره.