أبرز الباحث والأستاذ الجامعي عثمان أشقرا القيمة العلمية لكتاب "البيعة ميثاق مستمر بين الملك والشعب" حيث ان موضوعه له "ارتباط بالنقاش السياسي والفكري المنطلق من سياق إعداد وإقرار دستور مغربي جديد"، مشيرا الى أن تقديمه بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى ال 12 لعيد العرش له دلالات عميقة. وأوضح أشقرا أستاذ التعليم العالي بجامعة عبد الملك السعدي بتطوان في مقال خصصه لهذا الإصدار مغزى آخر يتمثل في تجديد التعامل والرؤية للوثيقة التاريخية من حيث الموضوع والوظيفة، أي وضع الاهتمام بالوثيقة في سياق القضايا الحيوية المثارة مجتمعيا وراهنا. وقال الباحث ان كتاب "البيعة ميثاق مستمر بين الملك والشعب" يضع بين يدي الباحث المختص والقارئ العادي على السواء "متنا" يضم كل نصوص البيعة المرتبطة بالسلاطين والملوك العلويين بالمغرب، إضافة إلى صورهم وأختامهم ونبذ حياتية عنهم. وقال أشقرا إن التنقيب والتجميع الذي يتميز به الكتاب يجب أن يستمر ويتوسع ويتعمم، ليتجاوز البحث التاريخي والسوسيولوجي والانتروبولوجي في المغرب عقبة "المتن الغائب"، معتبرا أن بهيجة سيمو، رائدة في هذا المجال. ومن جهة أخرى أبرز أشقرا الإخراج الفني والجمالي للكتاب، والذي جمع بين متانة وحرفية الطبع الحديث وبهاء ورونق الوراقة المغربية الأصيلة مما يجعل منه "تحفة فنية جديرة بالاقتناء والحفظ". وبخصوص فعل الإنجاز وأهمية الموضوع ومنهج التأليف في "البيعة ميثاق مستمر بين الملك والشعب"، أشار أشقرا إلى مقدمة المؤلفة التي بررت فيها هذا، إذ كتبت أن التفكير في هذا الكتاب نابع من القناعة بالأهمية البالغة لهذا الموضوع فهو "يؤرخ لعهد البيعة باعتبارها أساسا ثابتا من أسسنا الشرعية وقاعدة عظيمة لتمليك السلاطين والملوك في المغرب عبر العصور". واعتبر أشقرا أن "الإنجاز الرئيسي للكتاب" هو ما أكدته المؤلفة بنفسها في المقدمة بقولها " الكتاب يقدم مادة علمية يرجى أن يستفيد منها الباحثون في مجال مختلف العلوم مثل علم السياسة والتاريخ والأدب وعلوم الاجتماع والقانون والشريعة والخط والوراقة والختامة وغيرها من العلوم". وفي هذا الصدد وبعد أن ذكر بالاصلاح الذي بدأ يجتاح مجال ما له علاقة بتخزين وتدبير المعلومات والوثائق والنصوص وتسهيل توفيرها للطالب المنقب والباحث المختص، أكد الباحث أن تعيين الأستاذة بهيجة سيمو على رأس مديرية الوثائق الملكية يندرج في هذا السياق . وقال إن بهيجة سيمو "تمثل جيدا" جيل الباحثين والباحثات المغاربة الجدد الذين، بقدر تمرسهم بأساليب البحث التاريخي الأصيلة والمتأصلة، يحضر لديهم الهم التحديثي والرؤية الحداثية، اللذان يقعان في صلب الصيرورة التاريخية الواقعية المنطلقة في صميم المغرب المعاصر وليس على هامشه أو في استباق مفتعل عليه. ونتيجة لهذا التعيين على رأس مديرية الوثائق الملكية ، يبرز أشقرا، بدأ التغيير الفعلي والإيجابي يظهر على هذه المؤسسة العتيدة، حيث "صار فضاءها أرحب وبشوش ومنظم"، وتم حصر وضبط الوثائق وترقيمها علميا سلسا قي مجموعات يسهل الرجوع إليها مع التخطيط لبرمجمتها إعلاميا. كما استمر إصدار مجلة "الوثائق" مع إكسابها حلة ونفسا جديدين، وتم الشروع في إصدار سلسلة كتب "وثائقية" ذات طبيعة موضوعاتية تسهل على الباحثين المختصين عملهم وتغري غيرهم بالاهتمام بالوثيقة باعتبارها أسا من أسس المعرفة العلمية الرصينة ، و"البيعة ميثاق مستمر بين الملك والشعب " هو الكتاب الأول من هذه السلسلة، يخلص عثمان أشقرا.