دفتر تحملات القناة في صلب النقاش استقبل وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، مؤخرا وفدا يضم ممثلين عن المكتب النقابي وأعضاء من مجلس المناضلين للقناة الثانية. وقد تناول هذا اللقاء جملة من القضايا التي تخص راهن ومستقبل القناة الثانية والأوضاع المهنية للعاملين بها. ونظرا للظرفية التي تتميز بالنقاش العمومي حول دفاتر تحملات الشركات الوطنية للاتصال السمعي البصري، فقد ساهم الوفد بآرائه وسجل ملاحظاته حول مضامين «دفتر تحملات القناة الثانية-صورياد» الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا من طرف المجلس الأعلى للإتصال السمعي البصري. وعبر الوزير في كلمته عن تقديره الكبير لمساهمة النقابة من خلال مذكرة مقترحاتها لصياغة دفتر التحملات، وجدد استعداد الوزارة للعمل بشكل تشاركي مع النقابة، كما أشار إلى المراحل التي سبقت إعداد هذا الدفتر والتي اتسمت، حسب الوزير، بالمقاربة التشاركية، وأكد رغبة الوزارة في العمل على تطبيق مضامين دفتر التحملات وتحمل المسؤولية كاملة في إيجاد الموارد المالية الضرورية لذلك. وعبر الوفد النقابي في كلمته عن تثمينه لتضمين دفتر التحملات المصادق عليه مؤخرا لعدد مهم من المقترحات التي تقدمت بها النقابة، وخصوصا ما تضمنه من إجراءات وآليات ستساهم لا محالة في إيقاف نزيف إهدار الموارد المالية للقناة الذي يعتبر نوعا من أنواع الريع الإعلامي والفساد الذي تمت المناداة مرارا بمحاربته، كما أعرب عن تقديره للأهمية الكبيرة التي اتسم بها نقاش دفتر تحملات دوزيم، والذي مكن المواطن من المشاركة في النقاش العمومي حول مستقبل الإعلام السمعي البصري الذي ما فتئت النقابة نطالب بإصلاحه منذ مدة ليست بالقصيرة عبر عدد من الأشكال النضالية من بيانات ووقفات احتجاجية ومسيرات، سواء بشكل منفرد أو بتنسيق مع تنسيقية النقابات الأكثر تمثلية بالقطاع السمعي البصري العمومي. كما طالب الوفد النقابي باستدراك ما جاء في دفتر التحملات وذلك بضرورة إيلاء البرامج الرياضية المكانة التي تستحقها وتشجيع الإبداع بجميع أشكاله داخل شبكة برامج القناة وضمن إنتاجاتها، الشيء الذي وعد الوزير بالعمل على الأخذ به حين تحيين العقد البرنامج الحالي الموقع بين القناة والحكومة. وفي معرض الحديث عن عدد من النقط الأخرى المتعلقة بالموارد البشرية، وبإرساء آليات الحكامة الجيدة، اتفق الطرفان على تخصيص لقاء ثان في الأسبوع المقبل لتتمة النقاش حولها بتفصيل. وفي هذا الباب يدعو المكتب النقابي كافة العاملين بالقناة على صياغة مقترحاتهم في الموضوع ومده بها في أقرب وقت ممكن. وأعرب المكتب النقابي عن استعداده الدائم للتجاوب مع أوراش الإصلاح من خلال المقترحات التي سيقدمها في مذكرات منفصلة حول سياسة الموارد البشرية وحول مقاربته لما يجب وكيف يجب أن يعكس العقد البرنامج متطلبات ومضامين دفتر التحملات. وجدد المكتب النقابي عزمه على النضال المستمر والمسؤول من أجل الدفاع على هذه المنشأة الإعلامية الرائدة، وانتزاع المزيد من المكاسب لشغيلة القناة من خلال استثمار الرصيد النضالي الغني والحافل الذي راكمته نساء ورجال القناة، دون أي تفريط في مصالح العاملات والعاملين بكل فئاتهم. وجوابا على مجموعة من استفسارات مهنيي القناة بخصوص الخرجات الإعلامية الأخيرة لمسؤولي القناة، والتي يدعون فيها الحديث باسم المهنيين، يسجل المكتب النقابي أن تمثيلية المهنيين تؤطرها قوانين المملكة عبر الجمعيات أو الغرف المهنية أو النقابات وكل الأشكال القانونية المخول لها تمثيل العاملين. كما يهيب المكتب النقابي بجميع المهنيات والمهنيين التعبئة الذكية والاستعداد الكامل لتخليد ذكرى فاتح ماي، وجعلها مناسبة جديدة لاستنكار الوضعية غير المشرفة التي تعيشها القناة على المستوى المالي، والمطالبة بأعلى صوت باتباع سياسة إعلامية مهنية، تلك المهنية التي أظهرت شغيلة القناة أنها تمتلكها وتدرك كل معانيها وتجلياتها.