"نعم استُشِرنا في دفتر التحملات وتصريحات المدير العام لا تعكس رؤيتنا لهوية دوزيم"! ما زالت الخرجات الإعلامية الأخيرة للمدير العام للقناة الثانية سليم الشيخ (الصورة) حول دفتر التحملات تثير مزيدا من ردود الفعل، آخرها ما أعلن عنه الصحافيان بالقناة هشام لعبودي والطاهر الطويل اللذان وجها رسالة إلى المعني بالأمر وكذا إلى الرئيس المدير العام ووزير الاتصال، عبّرا فيها عن اعتراضهما على بعض ما جاء في تصريحاته وخاصة قوله إن رأيه في الموضوع يعكس رأي كافة العاملين بالقناة. وأوضح الصحافيان المذكوران أن المدير العام لم يلتق بهما أو بزملائهما أو يفوض من يفعل ذلك قبل زمن التصريح، كما أنه لم يتدارس معهم مضامين دفتر التحملات الجديد الخاص بالقناة الثانية. ونفوا ما ذكره سليم الشيخ في حوار مع موقع إلكتروني من أن إدارة القناة استمعت إلى جميع المهنيين فيها وتدارست انعكاسات دفتر التحملات على طريقة العمل وعلى المضمون. كما نفوا قوله إنه، كمدير عام، قد كُلّف بتبليغ موقف جميع العاملين في القناة إلى الرأي العام"، وكذلك قوله "كانت هناك اجتماعات يومية ولساعات طويلة وشاركت فيها كل المكونات، والرأي الذي أقدمه الآن هو رأي المهنيين في القناة". وأشار الصحافيان لعبودي والطويل في الرسالة التي حصلت "هسبريس" على نسخة منها، إلى أنه سبق لمديرية البرامج أن راسلتهما في شأن إبداء اقتراحات وتعديلات لإغناء دفتر التحملات القديم، وذلك في سياق سلسلة المشاورات التي أطلقتها وزارة الاتصال مع المهنيين وكافة الفاعلين المعنيين بالإعلام السمعي البصري في المغرب؛ مضيفين أنهما قدّما اقتراحاتهما في نطاق اهتماماتهما المهنية، وأن تلك الاقترحات وجدت صدى إيجابيا في دفتر التحملات الجديد. وعبر الصحافيان المذكوران عن تنديدهما الشديد بالأجزاء المومأ إليها سابقا في هذا التصريح، والتي اعتبراها تصريحات سياسية بامتياز، تهدف بشكل واضح حسب قولهما إلى المساهمة في تقويض مجهودات الوزارة المشرفة على قطاع الإعلام، والرامية إلى تحسين أدائه، خصوصا على مستوى فتح النقاش العمومي وتقديم الخدمة العمومية المنوطة بمؤسسة إعلامية كالقناة الثانية. واعتبرت الرسالة أن بعض ما جاء في تصريح المدير العام للقناة الثانية، ركضاً في الاتجاه المعاكس لمسار التنزيل السليم للدستور المغربي الجديد الذي يتضمن تحديدا صريحا ل"الهوية الوطنية المغربية" اللغوية والثقافية والروحية والحضارية، الأصيلة والمنفتحة والمتسامحة؛ وأن التلفزيون العمومي المغربي، وفي مقدمته القناة الثانية، ينبغي أن يتشبع بهذه الهوية، خصوصا في ظل السياق السياسي الوطني الحالي الذي يُعَدّ استثناء عربيا بامتياز، حسب تعبير صاحبي الرسالة. وفي الإطار نفسه، علمت "هسبريس" أن مكتب تنسيقية النقابة الوطنية للصحافة المغربية في القناة الثانية اجتمع الأربعاء الماضي مع وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، وكان لافتا حضور مندوب عن وكالة المغرب العربي للأنباء وطاقم من القناة الأولى. وخلال ذلك الاجتماع الذي دام أربع ساعات، طرح نقابيو القناة الثانية عدة نقاط تهم ضرورة إطلاق آلية لحوار مؤسساتي منتظم للوصول إلى رؤية مشتركة حول مشروع العقد البرنامج الجديد الكفيل بالمساهمة في التنزيل السليم لمقتضيات دفتر التحملات، وكذا إطلاق عملية تشاورية واسعة حول مأسسة القطب العمومي في إطار "Holding". كما اتفق الطرفان على ضرورة القيام بإعادة الاعتبار للموارد البشرية داخل القناة الثانية، مشددين على دور هذه المؤسسة كفضاء للنقاش العمومي والتعددية والانفتاح والاستقلالية التحريرية وأخلاقيات المهنة. وعبّر أعضاء تنسيقية القناة الثانية عن انخراطهم الإيجابي في مسيرة تطبيق دفتر التحملات الجديد، مؤكدين على وجود إرادة قوية للعاملين في القناة الثانية من أجل الحفاظ على صورة المؤسسة ومكانتها ومواصلة النجاح الذي راكمته في عدة استحقاقات وطنية. كما طالبت التنسيقية بوقف تهميش الكفاءات المهنية داخل القناة، وكذا بإجراء افتحاص وتدقيق لصفقات الإنتاج الخارجي في السنوات الأخيرة، ليس من باب الاتهام المسبق لأي كان، ولكن من أجل معرفة كيفية تفويت مجموعة من الأعمال التلفزيونية لشركات بعينها دون غيرها، والتي كان من نتائجها حرمان شركات إنتاج أخرى من العمل وفق مبدأ تكافؤ الفرص، وكذا تعطيل العديد من الإعلاميين العاملين داخل القناة. وكشف مصدر مطلع ل"هسبريس" أن مصطفى الخلفي نفى خلال الاجتماع المذكور أن يكون حصل أي تغيير في هوية القناة الثانية في دفتر التحملات الجديد، معتبرا أن هذا الأخير ينص على أن "دوزيم" قناة للقرب والجهوية والنقاش العمومي والتثقيف عبر البرامج الحوارية والوثائقية، في مواكبة فعلية لاستحقاقات التحول الديمقراطي والاجتماعي والانفتاح السياسي والحضاري، في أفق تحقيق الاندماج الاجتماعي وتأهيل النخب الجهوية. وسلّم وفد النقابة الوطنية للصحافة المغربية لوزير الاتصال وثيقتين سبق للنقابة أن اشتغلت عليهم منذ حوالي عشر سنوات، تهمّ الأولى أخلاقيات العمل الإعلامي والثانية ميثاق التحرير. يذكر أن تنسيقية النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالقناة الثانية تضم كلا من: وديع دادة، سناء رحيمي، عادل بنموسى، هشام لعبودي، عبد الرحمن أمزلوك، خالد مصطفاوي، الطاهر الطويل، عبد الرحمن بوحديوي، محمد القنت، فؤاد العزوزي، عبد المجيد الزعم.