قال المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر،عبد العظيم الحافي، إن المغرب، الذي أصبح يتوفرعلى خبرة قوية في مجال تنمية الموارد الطبيعية والمحافظة عليها وكذا بالنسبة لمحاربة ظاهرة التصحر، التي هي ظاهرة كونية وإن كانت تهم بدرجة أكبر البلدان الإفريقية، مستعد ليتقاسم مع الدول الأخرى ما راكمه من تجربة في إطار التعاون جنوب-جنوب وخاصة في إطار مرصد الصحراء والساحل. وأضاف الحافي، في تصريحات للتلفزيون التونسي، على هامش مشاركته على رأس وفد مغربي في اجتماعات الجمعية العامة لمرصد الصحراء والساحل المنعقدة بالعاصمة التونسية، أنه من بين الأولويات الرئيسية التي ينبغي الاهتمام بها في هذا الصدد، مواجهة تدهور الموارد الطبيعية. وأشار إلى أن هذه الموارد تشهد تدهورا مستمرا سواء تعلق الأمر بالأرض التي تعرف انجراف التربة والترمل أو بالاستعمال المفرط لبعض الموارد الطبيعية الأخرى التي أصبحت تتقلص سنة بعد أخرى مثل الماء. وأبرز المندوب السامي في هذا السياق أن المغرب، بعد أن مر بمرحلة تعبئة المياه السطحية عبر البرنامج الخاص بتشييد السدود، الذي جعله يتوفر حاليا على أكثر من 110 سدا بحقينة تفوق 14 مليار متر مكعب، انتقل إلى مرحلة أخرى تتمثل في كيفية ترشيد استعمال هذه الموارد من جهة، والحفاظ على جودتها وإدماج تدبير الندرة والخصاص في السياسات العمومية عبر التحكيم بين القطاعات التنموية المختلفة، من جهة أخرى. وأضاف الحافي أن المملكة بفضل السياسة التي نهجتها الدولة طيلة العقود الماضية، اكتسبت تجربة متميزة، سواء بالنسبة لتعبئة المياه واستعمالها وإعادة استعمال المياه العادمة أو بالنسبة لمحاربة التصحر عبر تثبيت الانجراف على مستوى الأحواض المائية في أعالي السدود، حيث أصبحت هذه العملية الهامة تهم ما يفوق مليون هكتار. وقال إن المغرب أصبحت له أيضا خبرة كبيرة في كيفية مقاومة جوانب مهمة من ظاهرة التصحر والمتمثلة في انقراض العديد من الأصناف النباتية والحيوانية، حيث تتوفر البلاد على تجربة هامة في مجال المحميات الطبيعية، وكذلك الأمر بالنسبة لتأهيل وحماية الأراضي الزراعية من الترمل وزحف الرمال، عبر تثبيت الكتبان الرملية بطريقة ميكانيكية أو بيولوجية باللجوء إلى إعادة تثبيت التربة من خلال التشجير. وفي هذا الصدد أوضح المندوب السامي، أن المغرب يقوم سنويا بتشجير 50 ألف هكتار من الأراضي، أي ما يفوق 50 مليون شجرة، مشيرا إلى أن هذه العملية شملت حتى الآن أكثر من 650 ألف هكتار. وخلص الحافي إلى أن التوقعات التي تشير إلى تراجع التساقطات المطرية وارتفاع درجة الحرارة في أفق 2070 أو 2080، جراء التغيرات المناخية، دفعت المغرب إلى العمل على توظيف ما راكمه من خبرة في هذا المجال في إيجاد مقاربة استباقية تقوم على التوسع في عملية التشجير الحالية، اعتبارا لدور الغابة في الحفاظ على التوازن البيئي والنظام الإيكولوجي العام.