تعبئة المهنيين من أجل الانخراط في المخططات الرامية للنهوض بالقطاع شكلت الأيام المهنية الثانية للسياحة، التي نظمت مؤخرا بأكادير، مناسبة للفاعلين في القطاع لتأكيد انخراطهم للقيام بأنشطة تجارية متشاور بشأنها بين القطاعين العام والخاص للنهوض بالسياحة التي تواجه تحديات مرتبطة بالظرفية الصعبة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأبرز المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، حميد عدو، خلال افتتاح هذا اللقاء، أن الحفاظ على تعبئة المهنيين مع تواصل دعم الفاعلين العموميين للأنشطة التجارية يعد المفتاح الرئيسي لتنشيط القطاع السياحي، معبرا عن تفاؤله بشأن آفاق نمو السياحة الوطنية، رغم الظرفية الصعبة. وأشار في هذا الصدد إلى أهمية تعزيز الأنشطة المتعلقة بالترويج للقطاع سواء في المغرب أو الخارج، بما في ذلك البحث عن أسواق جديدة، مؤكدا على ضرورة العمل على زيادة الرحلات الجوية نحو المغرب، باعتبارها أحد التحديات الراهنة، حيث أن غالبية الشركات الكبرى تخفض من نشاطاتها تحت وطأة ارتفاع أسعار النفط. وبالنسبة لرئيس الفدرالية الوطنية للسياحة، علي غنام، فإن لقاء أكادير يعد فرصة لتبادل الآراء حول وضع القطاع، وتعزيز التشاور بين القطاعين العام والخاص بشأن التدابير الرامية إلى النهوض بالقطاع والتوفر على الاليات اللازمة لضمان تحقيق أنشطة تجارية أكثر فعالية. كما ذكر بأهمية السياحة التي تحظى بالأولوية في الاقتصاد الوطني، مشيرا الى أن القطاع يشغل حوالي 500 ألف شخص، ويمثل 9 في المائة من الناتج الداخلي الخام، مما يجعله رافعة للنمو. وقد شارك في هذا اللقاء الذي يعد الثاني من نوعه بعد لقاء مراكش المنعقد في أكتوبر الماضي والذي خصص لسياحة الأعمال، حوالي 200 من مهنيي قطاع السياحة. وتطرق المدير الإقليمي لافريقيا بمنظمة السياحة العالمية، عصمان ندياي، الى الاتجاهات الرئيسية لقطاع السياحة على المستوى العالمي ضمن سياق يتسم بتواضع نمو القطاع، حيث يقدر هذا المعدل ب4،4 في المائة خلال عام 2011. وعزا ندياي هذا الركود إلى عوامل جيوسياسية مرتبطة بالتغيرات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والأزمة المالية العالمية التي أثرت على الأسواق الرئيسية، وكذا آثار الكوارث الطبيعية، خاصة تسونامي في اليابان. وفي هذا السياق، بلغ معدل ركود السياحة في المغرب (زائد 1 في المائة مقابل زائد 11 في المائة في 2010). غير أن الوضع كان أكثر حدة بالنسبة لبلدان مجاورة، ناقص 31 بالنسبة لتونس وناقص 32 بالنسبة لمصر. ويتوخى لقاء أكادير، إتاحة الفرصة للفاعلين والخبراء المغاربة والأجانب لتدراس وضعية مختلف الاسواق التقليدية والصاعدة بالنسبة لوجهة المغرب وكذا مناقشة مقاربات جديدة لاعطاء انطلاقة جديدة للقطاع. أغادير.. بنيت بالارادة والعزيمة أگادير أو أغادير (بالأمازيغية وتعني «مخزن الحبوب») هي عاصمة جهة سوس ماسا درعة بجنوب غرب المغرب. أسسها البرتغاليون حوالي عام 1500، ثم حررها المغاربة عام 1526. في عام 1911 وصلت المدمرة الألمانية بانثر رسميا لحماية الجالية الألمانية المقيمة بالمدينة مما أشعل أزمة أغادير بين فرنسا وألمانيا، والتي أدت لاحقا إلى إعلان المغرب محمية فرنسية عام 1913. في 29 فبراير 1960 وفي تمام الساعة 11 و47 دقيقة ليلا دمر زلزال المدينة بشكل شبه كامل. في 15 ثانية دفن 15,000 شخص تحت الأنقاض. تشكل السياحة والزراعة والصيد مصادر الدخل الأولى لهذه المدينة، وإذا كانت اليابان أول سوق للسمك المغربي، فهذا السمك بمعظمه يأتي من اكادير، كما أنها تعتبر من أغلى المدن المغربية. ومما تجدر معرفته عن اكادير أيضا أنها اليوم نقطة التصدير إلى أوروبا لاسيّما فرنسا. السياحة ما يميز مدينة أكادير الواقعة على الساحل الغربي للأطلسي، هو طقسها المعتدل، وطول شاطئها الممتد على مساحة 30 كيلومتراً، ورمالها الذهبية، وشمس مشرقة ل 300 يوم في السنة. وهذه الميزة هي التي جعلتها تحتل مكانة سياحية ممتازة، حيث تصطف فنادق ومنتجعات فخمة على الشاطئ وكلها تتوفر على ممرات مفتوحة في اتجاه الشاطئ، هذا بالإضافة إلى المعمار المغربي الذي يميز هذه الفنادق والمنتجعات بجانب اللمسة العصرية، بالإضافة إلى مرافق لممارسة الأنشطة الرياضية مثل الجولف والتنس والفروسية وغيرها، دون إغفال مرافق العلاج الصحي التي تعد من أكبر وأهم المنتجعات الصحية في المغرب وإفريقيا، خصوصاً في مجال «التلاسوتيرابي»، أي العلاج بمياه البحر. شاطئ أكادير واحد من أجمل شواطئ جنوب المغرب! وهو يقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تتراوح بين حمامات الشمس الهادئة في نزهة على الكورنيش، أو ركوب الخيل وممارسة الرياضات المائية، أو الجلوس على المقاهي والمطاعم الراقية على طول الساحل. الحديقة المعروفة أيضا باسم «حديقة العشاق»، هذه الحديقة الرومانسية تستقطب زوار من كل الأعمار لقضاء وقت في جو من الرومانسية، وفي طبيعة خلابة، وهي مجاورة لمتحف اقيم لإحياء ذكرى زلزال أكادير. وادي الطيور حديقة حيوان مصغرة تهتم بكل أنواع الطيور وبعض الحيوانات الأخرى، تقع على بضع خطوات من الشاطئ، تجلب إليها الصغار والكبار على حد سواء لما تقدمه من معلومات تخص الطيور وأنواعها وهجرتها. ساحة الأمل أهم ساحة بمدينة اكادير. ففيها تقام مهرجانات متنوعة. تجلب سياحا من مختلف مناطق العالم واهم هذه المهرجانات، مهرجان «تيميتار» (كلمة امازيغية تعني علامات) عن طريق هذه المهرجانات... تعرف المدينة بتراثها الفني والثقافي. القصبة المعروفة محليا ب «أكادير اوفلا» ومعناها القصبة الموجودة في الأعلى، وهي عبارة عن معلمة تاريخية حية، تجسد تاريخ المدينة، كيف لا وهي التي شهدت الزلزال دون أن تتأثر به وبقيت شامخة. تقع القصبة على قمة جبل يعلو ب 236 متر عن سطح البحر وذلك بشمال مدينة أكادير التي يشرف عليها.