«...بكل صراحة لا أعتقد بأن أمر تدخين «الشيشا» يمكن أن يزعج أحدا، أعتبر ذلك عاديا جدا، فمثلا هنا بإيطاليا من المألوف أن تصادف لاعبا بصيت عالمي ويمارس الكرة في أعلى المستويات يدخن السجائر بدون أدنى إحراج ولو أمام مدربه، بل يمكن أن يتعدى الأمر ذلك إلى تناول الكحول حتى... صحيح بأن صورة عادل تاعرابت ومروان الشماخ وهم يدخنون الشيشة عممتها جريدة «الدايلي ميل» البريطانية، أثارت بالفعل حفيظة مدربي اللاعبين المذكورين مارك هيوز وأرسن فينغر، لكن يتضح، بأن غضب الأخير على اللاعب الشماخ مبعثه تداعيات خسارة فريق أرسنال بهدفين لواحد أمام كوينز بارك رانجرز، فضلا عن تمادي الشماخ في السهر لساعات متأخرة من الليل وتواجده برفقة مواطنه تاعرابت بمكان مشبوه وسط العاصمة الإنجليزية لندن، وعليه لا أعتقد بأن موضوع «الشيشا» يكتسي أهمية إلى الحد الذي يثير كل هذه الضجة». هذا التصريح هو جزء من الحوار الذي خص به عميد الفريق الوطني لكرة القدم الحسين خرجة الزميلة المساء، نشر في عدد الخميس 12 من الشهر الجاري، وتركيزنا على هذا الجزء بالذات من الحوار، الهدف منه إثارة الانتباه إلى اعتراف صادر عن قائد منتخب. يقول المثل العربي الشائع «العذر أقبح من الزلةّ»، كما أن هناك مثل مغربي شعبي رائج يقول «الفقيه لي نتسناو باراكتو دخل الجامع ببلغتو»، وهذان المثلان يجسدان بالفعل الحالة التي توجد أمامنا. فبالنسبة لخرجة فلا الشيشا ولا حتى تناول الكحول يعد مشكلة، مبررا ذلك بما يقع بايطاليا من تجاوزات مماثلة دون إثارة ذلك نفس ردود الفعل... هذا الاعتراف يؤكد إلى درجة كبيرة صدق الأخبار التي كثيرا ما تتحدث عن التجاوزات التي تعرفها المعسكرات التدريبية للفريق الوطني، وغياب الانضباط وعدم احترام الواجب الوطني، ولعل آخر الحالات ما حدث بمعسكر ماربيا وبعد المشاركة بالكأس الأفريقية الأخيرة. ففي الوقت الذي كان من المفروض فيه على خرجة بصفته عميدا، توجيه ملاحظات تفيد بعدم قبول السلوك أو على الأقل تفادي الحديث في الموضوع، خرج خرجة مدافعا عن سلوك انتقده الجميع، خصوصا وأنه صادر من لاعب محترف المفروض أن يكون سلوكه نموذجا للأجيال الرياضية الصاعدة، أو على الأقل تحاشي الظهور بالأماكن العامة، سريا على هدى الحديث القائل: «اذا ابتليتم فاستتروا». وقد سبق للمتتبعين أن لاحظوا الحركة اللارياضية التي سبق أن قام بها هذا العميد تجاه الطبيب عبد الرزاق هفتي، خلال دورة الغابون وغينيا الاستوائية، حيث قام خلال اللقاء ضد النيجر بدفع الطبيب بعنف، ولم يكتف بهذا القدر، بل رمى شارة العمادة أرضا، وحسب العارفين بخبايا الأمور، فان سلوك العميد تجاه الطبيب - والذي بقى بدون عقاب من طرف الجامعة - جاء كرد فعل على التقرير الذي أعده هفتي حول ما دار بمعسكر ماربيا قبل المشاركة بالمونديال الأفريقي. وإذا كانت الأسماء التي شملها التقرير بقيت حتى الآن غير معروفة، فان ردة الفعل تؤكد أن صاحبنا إما أنه متورط أو تصرف بدافع الغيرة عن «فريقه الخاص» المكون من أربعة إلى خمسة لاعبين يتحكمون منذ سنوات في كل شؤون الفريق الوطني، دون أن يتمكن مسؤولو لا الجامعة ولا حتى الأطقم التقنية المتعاقبة من تفكيكه، وفي مقدمة هذا الفريق الخاص هناك بطبيعة الحال مروان الشماخ. سنة 2006، تخلى المدرب الوطني امحمد فاخر عن خرجة، بسبب عدم توفره على فريق، وهو سلوك مدرب محترف، يعرف أن اللاعب الفاقد لإيقاع المنافسة الرسمية غير مجدي تماما، وهو ما وقفنا عليه خلال دورة 2012، حيث ظهر الفريق الوطني بصورة مهزوزة في كل اللقاءات التي خاضها، ردة فعل خرجة بعد إقصائه من اللائحة الرسمية التي خاضت دورة 2006 بمصر كانت عنيفة، حيث دخل في عطلة مفتوحة بمنطقة المهدية المجاورة لمدينة القنيطرة، وشرع من هناك في مهاجمة المدرب، والأكثر من ذلك أقسم أن لا يستمر فاخر مدربا للفريق الوطني، وهو ما كان بالفعل، حيث تم الاستغناء عن المدرب مباشرة بعد العودة من مصر، حيث تمكن «الفريق الخاص» من الإطاحة بفاخر، وتعويضه بهنري ميشال... ما جاء على لسان خرجة بالحوار المذكور من تبريرات بخصوص سلوك كل من الشماخ وتاعرابت مرفوض، والكرة الآن بمرمى الجامعة المفروض أن تكون في مستوى الإشراف على فريق وطني يمثل شعبا بكامله...