لاحظ كل المتتبعين الحركة اللارياضية التي قام بها عميد الفريق الوطني لكرة القدم الحسين خرجة اتجاه الطبيب عبد الرزاق هفتي، حيث قام اللاعب المذكور بدفع الطبيب بعنف، رافضا خضوعه للعلاج من طرفه، بعد الإصابة التي لحقت به خلال آخر لقاء ضد النيجر. وحسب شهود عيان، فإن خرجة لم يكتف بهذا القدر، بل رمي شارة العمادة أرضا، ليغادر أرضية الملعب غاضبا نحو مستودع الملابس، في وضع لا يشرف المنتخب الذي حمل قميصه منذعدة سنوات... وبدون أدنى شك، فإن حركة خرجة، تنم عن الحالة السيئة التي تسود كل مكونات البعثة، كما تؤشر على غياب الانضباط والتسيب الذي يسود المنتخب الذي يكلف المغاربة ميزانية مهمة... إن قيام عميد الفريق بمثل هذه الحركة أمام أنظار الجميع، فهذه قمة الإنحطاط والفوضى وغياب الوازع الأخلاقي وانعدام الإحترام، وهي شروط أساسية من المفروض أن يتحلى بها الجميع وبدون استثناء. وحسب مصدر مقرب، فإن سلوك الحسين يعتبر رد فعل على التقرير الذي رفعه الدكتور هفتي إلى رئيس الجامعة، قدم فيه معطيات حول معسكر ماربيا، وما شهده من غياب للانضباط من طرف مجموعة من اللاعبين المحترفين. وإذا كانت الأسماء التي شملها التقرير غير معروفة حتى الآن، فان ردة الفعل تؤكد أن صاحبنا إما أنه متورط أو تصرف بدافع الغيرة عن «فريقه الخاص» المكون من أربعة إلى خمسة لاعبين يتحكمون منذ سنوات في كل شؤون الفريق الوطني، دون أن يتمكن لا مسؤولو الجامعة ولا حتى الأطقم التقنية المتعاقبة من تفكيكه، وهي خطوة كانت ضرورية حفاظا على وحدة المجموعة، وعدم تمكين جهة معينة من سلطة لا تخدم في الأخير مصالح الفريق ككل... الذي حدث أن مسؤولي الجامعة سواء القدامي أو الجدد، وجدوا أنفسهم لسبب من الأسباب مضطرين لمسايرة رغبات هذا الفريق الخاص، ليتحول أفراده بتوالي السنوات الى سلطة تقرر في مصير كل شىء، الى درجة تمكن من فرض الأمر الواقع فيما يخص الاستشهار، إذ قام بتوقيع عقد مع شركة منافسة للمستشهر الرسمي للجامعة، وهو ما كان له تبعات سلبية هددت بفسخ العقد المبرم مع اتصالات المغرب، نفس الفريق الخاص انفرد بعقود إشهارية أخرى، دون باقي اللاعبين الذين يشكلون ثقلا خاصا من بينهم بنعطية، المياغري، بوصوفة، السعيدي وغيرهم... الذي يعرف الجميع، أن الفريق الوطني احتضن اللاعب الحسين خرجة اسما لا يعرفه أحد، ومنذ عهد بادو الزاكي وهو لاعب أساسي حتى ولو لم يقنع في الكثير من المناسبات، كما أن الصفة الدولية التي اكتسبها سمحت له بالانتقال نحو أندية كبرى خاصة بايطاليا، وحتى ولو لم يتمكن من البقاء طويلا، فانه استطاع تدوين اسمه ضمن سجلات أندية كبيرة، كأسي روما، أنتير ميلانو وفيورنتينا. سنة 2006، تخلى المدرب الوطني أمحمد فاخر عن خرجة، بسبب عدم توفره على فريق، وهو سلوك مدرب محترف، يعرف أن اللاعب الفاقد لإيقاع المنافسة الرسمية غير مجدي تماما. ردة فعل خرجة بعد إقصائه من اللائحة الرسمية التي خاضت دورة 2006 بمصر جاء عنيفا، حيث هاجم المدرب وأقسم أن لا يستمر مدربا للفريق الوطني، وهو ما تم بالفعل اذ تم الاستغناء عن فاخر، بعد تمكن «الفريق الخاص» من الإطاحة به، وتعويضه بهنري ميشال، وبقية الحكاية يعرفها الجميع... وكل متابع لمسيرة الفريق الوطني يقر أن مستوى بعض اللاعبين في تراجع مستمر، ومع ذلك يحافضون على رسميتهم، والأكبر الأمثلة على ذلك هناك كريتيان بصير، المدافع الأيمن الذي لايدافع ولا يقدم أدنى إضافة لخط الهجوم، هناك كذلك المهاجم الأوسط مروان الشماخ الذي لايسجل الا ناذرا، كما لا يسهل مهمة باقي زملائه في الخط الأمامي، هناك يوسف حجي، بصفه لاعب وسط متقدم قدم الكثير، لكنه في السنوات الأخيرة لم يعد قادرا على العطاء، ومع ذلك استمر لاعبا أساسيا. بالإضافة الى هذا الثلاثي، هناك بطبيعة الحال عميدهم الحسين خرجة، فهو لاعب الوسط يعرف كيف يختفي طيلة مباراة ليظهر في الوقت المناسب، أما دوره كمنسف وحائط أول لخط الدفاع فلا يقوم به، وغير قادر على انجاز هذه المهمة الأساسية والحيوية في تركيبة أي فريق، لتجده طيلة المباراة يستغل تجربته وذكاءه في كيفية التواري عن الأنظار، وعدم اثارة الإنتباه الا في الكرات السهلة، كما حدث مؤخرا أمام تونس والغابون. إنها بالفعل نهاية جيل استفاد كثيرا من تواجده بالفريق الوطني، ليرحل بدون رصيد دولي يذكر، وباستثناء وصوله الى نهاية دورة 2004 بتونس، فان الإخفاق كان مصير كل التشكيلات التي تحكم «الفريق الخاص» في مصيرها...