فرضت تداعيات الأزمة السورية٬ في ظل الاحتجاجات غير المسبوقة التي تتعرض لقمع وقتل عنيفين ومأساويين من قبل قوات النظام السوري٬ نفسها بقوة على اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي بدأ أشغاله أمس الأربعاء إعدادا للقمة العربية التي تنعقد يومه الخميس بالعاصمة العراقية بغداد. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي٬ في تصريح للصحافة أول أمس الثلاثاء٬ أن الوضع في سورية٬ التي لم تتم دعوتها إلى القمة بسبب قرار تعليق مشاركتها في الجامعة٬ سيتصدر جدول أعمال وزراء الخارجية، ومن بعده اجتماع القمة يومه الخميس٬ مشيرا إلى أن اجتماع وزراء الخارجية سيتداول بشأن إصدار توصية تدعم الخطة التي قدمها المبعوث المشترك لهيئة الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي عنان من أجل حل الأزمة السورية. وتتزامن اجتماعات القادة العرب في بغداد مع إعلان كوفي عنان٬ أول أمس الثلاثاء٬ موافقة دمشق على خطته للحل٬ التي تنص على وقف كل أعمال العنف المسلح وهدنة إنسانية يومية لساعتين وتسهيل وصول الإعلاميين إلى كل المناطق المتضررة من جراء القتال في سورية وإطلاق عملية سياسية والإفراج عن المعتقلين٬ مشيرا إلى دعم الصين وروسيا لها. وأضاف الأمين العام للجامعة العربية أن «أهم الموضوعات التي سيناقشها وزراء الخارجية هي القضية الفلسطينية والأوضاع في الصومال وتطورات الأوضاع في سوريا واليمن»٬ مضيفا أنه سيتم التداول بشأن «قضايا أخرى مهمة منها بند حول مخاطر التسلح النووي الإسرائيلي وأسلحة الدمار الشامل على الأمن القومي العربي». وفي المجمل٬ يتضمن مشروع جدول أعمال القمة التي تحتضنها العاصمة العراقية بعد مضي 22 سنة على آخر قمة انعقدت فيها٬ عشرة محاور أساسية تتمثل٬ على الخصوص٬ في تقرير الأمين العام للجامعة بخصوص العمل العربي المشترك خلال الفترة الفاصلة بين القمتين وتطوير أداء الجامعة والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته٬ بما في ذلك الوضع في الجولان السوري المحتل والتضامن مع لبنان٬ فضلا عن بحث الأوضاع في اليمن والصومال.