فيما أكد وزير الخارجية العراقي أن انسحاب العراق من القمة العربية التي تعقد في سرت شرق ليبيا نهاية الأسبوع الحالي “لم يعد مطروحاً”، اعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الخميس 25-3-2010 ان وزراء الخارجية العرب اقروا تخصيص 500 مليون دولار لدعم القدس خلال اجتماعاتهم التحضيرية للقمة العربية التي ستلتئم السبت والاحد في سرت، شرق طرابلس. وقال موسى في مؤتمر صحافي في ختام اجتماعات وزراء الخارجية العرب ردا على سؤال حول ما اذا كان الوزراء اقروا الطلب الفلسطيني يتقديم دعم قدره 500 مليون دولار “نعم تم اقراره”. ومن المقرر ان يرفع هذا القرار الى القادة العرب لاعتمادة. وكانت فلسطين وسوريا تقدمتا بمشروع قرار تحت عنوان “خطة تحرك لانقاذ القدس” يقضي بدعم صندوق الاقصى الذي اسس بمبادرة سعودية عام 2001 في اعقاب الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام. واضاف موسى ان لجنة متابعة مبادرة السلام العربية ستعقد اجتماعا مساء الجمعة “لمناقشة ما هو الموقف الذي سنتخذه في حالة فشل” الجهود الامريكية والدولية لوقف الاستيطان الاسرائيلي معتبرا ان “احتمالات الفشل اكبر بكثير”. وتابع “لا نستطيع ان نقبل استمرار الاستيطان بأي شكل من الاشكال”. واكد انه “من الواضح ان هناك تحديا (اسرائيليا) لاي سياسة امريكية او اوروبية او عربية”. وقال موسى انه سيتم خلال هذا الاجتماع الاستماع الى تقرير من امين عام الاممالمتحدة بان كي مون حول قرارات الاجتماع الاخير للجنة الرباعية” وسنناقش معه “سبل تنفيذها”. وكانت اللجنة الرباعية الدولية دعت في اجتماع عقدته في التاسع عشر من اذار (مارس) الجاري الى وقف الاستيطان وتحديد جدول زمني للتوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين واسرائيل. أزمة العراق وليبيا أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مساء الخميس 25-3-2010 أن انسحاب العراق من القمة العربية التي تعقد في سرت شرق ليبيا نهاية الأسبوع الحالي “لم يعد مطروحاً”. وأوضح زيباري في تصريحات للصحافيين “إن مسألة انسحاب الوفد العراقي لم تعد مطروحة وسوف نساهم ونشارك ونأمل في إنجاح هذه القمة المهمة في الجماهيرية”. وفي وقت سابق، أكد دبلوماسي رفيع المستوى أن زيباري تلقى تعليمات من بغداد بالانسحاب من اجتماعات القمة العربية احتجاجاً على استقبال العقيد الليبي معمر القذافي وفداً من المعارضة البعثية العراقية. وأفادت تقارير أن المسؤول العراقي عاد في وقت لاحق لاستكمال مشاركته في الاجتماعات التحضيرية للقمة. وأوضح المصدر الدبلوماسي أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تدخل من أجل عدم خفض مستوى التمثيل العراقي خلال إفطار مع زيباري صباح الخميس. كما ناشد العديد من الوزراء نظيرهم العراقي عدم الانسحاب خلال الجلسة المغلقة للمجلس الوزاري للجامعة بعد ظهر الخميس، ولكنه أكد لهم أن التعليمات الصادرة إليه حتى الآن هي بالمغادرة فور انتهاء اجتماعات الخميس. وكان العقيد القذافي استقبل الأحد في سرت وفداً من المعارضة العراقية البعثية ضم صلاح عمر العلي عضو مجلس قيادة الثورة العراقي السابق وعصام جلبي وهو وزير نفط عراقي سابق ومحمد الدوري مندوب العراق السابق في الأممالمتحدة، وفق وكالة الأنباء الليبية الرسمية جاناً. من جهة أخرى، أفاد أعضاء في الوفود العربية أن مناقشات دارت كذلك في الاجتماع المغلق الخميس حول طلب العراق استضافة القمة العربية المقبلة على أراضيه العام المقبل إذ تحفظت العديد من الوفود بسبب الأوضاع الأمنية في العراق، كما أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بلاده لا يمكنها حضور القمة في العراق إلا بعد الانسحاب الكامل للقوات الأميركية والأجنبية منه. واقترح موسى أن يتم التأكيد على حق العراق في رئاسة القمة المقبلة على أن يتم عقدها في بغداد أو في مقر الجامعة العربية إذا تعذر ذلك. وكان يفترض، وفقاً لقاعدة عقد القمة بشكل دوري كل عام وفقاً للترتيب الأبجدي، أن تعقد القمة هذا العام في العراق، ولكن بغداد اعتذرت فحلت محلها ليبيا على أن يستضيف العراق القمة في العام 2011.