ما يصدر عن بعض الفقهاء مجرد أراء شخصية لا ترقى إلى مستوى الإفتاء لم ينف أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وجود انفلاتات في بعض الخطب التي تلقى من على منابر المساجد في مختلف أنحاء المغرب. وأوضح التوفيق خلال اجتماع لجنة الخارجية والدفاع والشؤون الإسلامية، بمجلس النواب، أول أمس الاثنين أنه من الطبيعي أن تقع انفلاتات ببعض الخطب التي تلقى بالمساجد بالنظر إلى أن أزيد من مليون خطبة تلقى بمساجد المملكة سنويا، مشيرا إلى أنه لا يمكن وصف جميع الخطباء بالضعف لأن الوزارة على علم بمؤهلات وكفاءات خطبائها ومستواهم الدراسي والمعرفي. واعتبر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أن ما يصدر عن بعض الفقهاء من فتاوى تكون مثار جدل بين الناس ويتم تسويقها عبر الإنترنت، هي مجرد آراء شخصية ولا ترقى إلى مستوى الإفتاء الذي تحكمه قواعد علمية دقيقة وتكلف به لجنة الافتاء بالمجلس العلمي الأعلى التي تفتي في قضايا عامة تهم المجتمع، كما أن الإفتاء، يقول التوفيق، هو «استنباط لم يسبق إليه أحد». وبخصوص ما ينشر على نطاق واسع في المواقع الإليكترونية، ذكر الوزير أنه لا يستطيع التدخل في كل ما ينشر عبر الإنترنت، وأنها في جميع الأحوال مجرد أراء شخصية لا تلزم أحدا وهي تلزم فقط أصحابها، وأكد أحمد التوفيق أن عبد الله النهاري الذي بات مشهورا بخرجاته الإعلامية، لا تربطه أية صلة بوزارة الأوقاف وهو مفصول منها منذ مدة ليست بالقصيرة، ولم تعد له أية علاقة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مشيرا إلى أن الوزارة تتوفر على 46 ألف إمام بمختلف مساجد المملكة، يؤطرهم حوالي 1050 من العلماء. من جانب آخر، قال أحمد التوفيق إن وزارته تحتاج إلى 6 مليار درهم لتدبير شؤونها وحل بعض المشاكل العالقة، وأفاد أن الوزارة أقدمت على إغلاق 1600 مسجد آيل للسقوط منها 1395 تحتاج إلى إعادة الترميم بكلفة إجمالية قدرها الوزير في أزيد من 3 مليار درهم. واعتبر الحديث عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كأغنى الوزارات، مجرد كلام عار من الصحة. وقال في هذا الصدد «إن الوزارة لا تتوفر سوى على 80 ألف بقعة بشبر وشبر ونصف وهي غير قابلة للمساومة»، مشدد اعلى أن الوزارة لن تتنازل عن أوقافها في إشارة إلى ما وصفها ب «مناورات» البعض من الذين يريدون الاستيلاء على تلك الممتلكات بأثمنة زهيدة. وحول ما تم تداوله من أن الوزارة تعتزم إنهاء التعليم بالمدارس العتيقة، نفى الوزير أن تكون هناك أية نية في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن هذه المدارس لا زالت قائمة وتعمل على تحفيظ القرآن مع التقيد ببرامج وزارة التربية الوطنية، وأن الطلبة يدرسون بهذه المدارس 9 سنوات فيها الإعداد والثانوي ويلتحقون بالمعاهد في مختلف التخصصات، واستغرب الوزير عدم لجوء الخواص لفتح مدارس التعليم العتيق الخصوصي وفق الضوابط القانونية المعمول بها في هذا المجال. إلى ذلك ذكر أحمد التوفيق أن تلاوة القرآن في المغرب تتم وفق رواية ورش، مشيرا إلى أن معهد الدراسات القرآنية الذي أمر جلالة الملك بإنشائه سيضطلع بتعليم مختلف القراءات القرآنية، وأن حوالي 350 ألف طفل يلجون الكتاتيب القرآنية.