اطلع أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، يوم الجمعة بمسجد محمد الخامس بأكادير، على برنامج تأهيل أئمة المساجد الذي رصدت له اعتمادات سنوية تبلغ 125 مليون درهم والذي يندرج في إطار خطة ميثاق العلماء . ويهدف هذا البرنامج إلى ضمان الأمن الروحي للأمة عن طريق توعية الأئمة بالإطار الشرعي لعملهم، وتمكينهم من تحمل مسؤوليتهم في جعل المساجد منبعا للخير والنور، وكذا تعبئة الوازع الديني لدى المواطنين عن طريق تأهيل الأئمة والخطباء والوعاظ لتنزيل التوجيه القرآني والهدي النبوي تنزيلا يراعي المقاصد ويتخذ التيسير أسلوبا للتبليغ، ودعم رسالة الأئمة بالتواصل المستمر مع العلماء، والرفع من المستوى العلمي والعملي لأئمة المساجد. كما يروم البرنامج تأهيل الأئمة تأهيلا يمكنهم من الاضطلاع بمهمتهم الجليلة على الوجه الأكمل، وتأهيلهم للمساهمة في خطة الارتقاء بالمساجد وكذا في إشاعة الأمن الروحي. ويشمل البرنامج أربع مواد تهم الثوابت التي تحكم التزام الإمام في مساجد المملكة (مذهب أهل السنة والجماعة، العقيدة الأشعرية، المذهب المالكي، التصوف السني، إمارة المؤمنين)، وشروط صحة الإمامة، وتعليم القرآن الكريم ومتطلبات الوعظ والإرشاد وخطبة الجمعة، والثقافة المطلوبة لإعادة بناء الدور الروحي والتربوي الإصلاحي للإمام في صيانة المجتمع لتنميته. ويتضمن برنامج تأهيل أئمة المساجد لقاءين في الشهر بين مؤطر ينتدبه المجلس العلمي الأعلى وبين الأئمة في جماعة قروية أو جماعة حضرية، ويشمل جميع أئمة مساجد المملكة وعددهم 44 ألف و600 إمام يؤطرهم 1426 مؤطرا بحسب عدد الجماعات. وبهذه المناسبة، قدم السيد أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عرضا بين يدي أمير المؤمنين، أبرز فيه أن السياق العام للبرنامج يندرج في إطار تنفيذ التوجيهات السامية التي تضمنها الخطاب السامي لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، في 26 رمضان 1429 (27 شتنبر 2008) ، حيث أمر جلالته بتدشين مرحلة جديدة من الإصلاح الديني بإطلاق برنامج تأهيل أئمة المساجد ضمن خطة ميثاق العلماء، وذلك وفق برنامج محدد يشرف عليه المجلس العلمي الأعلى بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وأشار إلى أن المجالس العلمية المحلية عملت، بتنسيق مع الوزارة، على وضع برنامج عام وشامل ومحكم لتحقيق الأهداف المرسومة، مع ما يقتضيه ذلك من تعزيز القدرات الإدارية وتعبئة الوسائل البشرية والمادية اللازمة للتدخل في هذا الميدان. وأوضح الوزير أن كل تدابير إصلاح الشأن الديني، تستمد شرعيتها وروحها من مقتضيات إمارة المؤمنين ، مبرزا في هذا السياق الدور المحوري للأئمة في تدبير الدين، باعتبارهم المؤتمنين على تسيير المساجد، وما يجري فيها من أمور التبليغ والتوجيه. وأكد السيد أحمد التوفيق على الدور المحوري للأئمة في تدبير شؤون الدين الإسلامي الحنيف وتسيير المساجد وما يجري فيها من أمور التبليغ والتوجيه. وأضاف السيد التوفيق أن الشروع في تنفيذ مقضيات برنامج تأهيل الأئمة تطلب وضع منهجية سديدة تقوم على إجراء فحص عام للمستوى العلمي والمعرفي للأئمة، قبل الشروع في هذا البرنامج، مشيرا إلى أنه أمكن ، على أساس هذا الفحص، تحديد أهداف البرنامج وطبيعته ومضمونه مع مراعاة حاجات المستهدفين. وأوضح أن الفحص أظهر وجود تفاوت في مستويات الأئمة حيث أن 18 بالمائة منهم فقط دخلوا مدارس التعليم العمومي، فيما بلغ عدد الذين ولجوا التعليم العتيق نسبة 37 في المائة، بينما يمثل الأئمة الذين اقتصروا على حفظ القرآن الكريم، مع تحصيل الضروري من الأدنى من علوم الدين نسبة 45 في المائة. وأشار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى أن هذا التفاوت انعكس على ثلاثة جوانب تتمثل في نوعية الأداء ومحصول المعارف العامة المؤهلة للإرشاد، ودرجة التمكن من اللغة العربية بصفة خاصة. وعلى هذا الأساس وضع المجلس العلمي الأعلى، بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، برنامجا عاما شاملا ومحكما لتحقيق الأهداف المرسومة، مع ما يقتضيه ذلك من تعبئة الوسائل البشرية والمادية اللازمة للتدخل في هذا الميدان. وقال السيد أحمد التوفيق إن تأهيل الأئمة، بهدف تحسين القيام بمهمتهم التي يوجد في قلبها ضمان الأمن الروحي للأمة، يتطلب التدخل وفق أربعة محاور تهم توعية الأئمة بالإطار الشرعي لعملهم; وتمكينهم من تحمل مسؤوليتهم في جعل المساجد منبعا للعلم والتوجيه الديني الصحيح; وتقوية فعاليتهم من أجل تنشيط الوازع الديني لدى المواطنين من خلال تنزيل التوجيه القرآني والهدي النبوي تنزيلا يراعي الاعتدال ويتوخى المقاصد ويتخذ التيسير أسلوبا للتبليغ، إضافة إلى دعم رسالة الأئمة بالتواصل المستمر مع العلماء. ومن الناحية العملية، يضيف الوزير، فإن البرنامج يتم تنفيذه في لقاءين في الشهر، ويتم كل لقاء بين عالم مؤطر، ينتدبه المجلس العلمي الأعلى، وبين الأئمة في جماعة قروية أو مجموعة حضرية، حيث تتكون كل مجموعة تأهيل مما بين 20 و 40 إماماوأشار إلى أن هذه العملية الفريدة، التي تبلغ كلفتها السنوية حوالي125 مليون درهم، تشمل جميع أئمة مساجد المملكة وعددهم 44 ألفا و600 إماما يتولى تأطيرهم 1426 مؤطرا. أما بخصوص مضمون البرنامج العلمي الذي تسهر على إعداد مادته لجنة مختصة من علماء المجلس العلمي الأعلى، فيشمل أربع مواد تهم الثوابت التي تحكم التزام الإمام في مساجد المملكة (مذهب أهل السنة والجماعة، العقيدة الأشعرية، المذهب المالكي، التصوف السني، إمارة المؤمنين)، وشروط صحة الإمامة، وتعليم القرآن الكريم ومتطلبات الوعظ والإرشاد وخطبة الجمعة، والثقافة المطلوبة لإعادة بناء الدور الروحي والتربوي الإصلاحي للإمام في صيانة المجتمع لتنميته. وبالمناسبة ذاتها ، استقبل أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مجموعة من العلماء الذين يمثلون منطقة سوس.