إسرائيل تستنفر جيشها على الحدود مع سوريا ولبنان وتتوقع إقدام الأردن على منع وصول مسيرات يوم الأرض للحدود فيما تواصلت الدعوات في اليومين الأخيرين للمشاركة في المسيرات المليونية المقرر تنظيمها في ال 30 من الشهر الجاري نحو الحدود مع فلسطين من الخارج ونحو القدسللفلسطينيين من داخل الأراضي الفلسطينية بمناسبة يوم الأرض، حذرت إسرائيل من مغبة اقتراب تلك المسيرات من الحدود ومحاولة اجتيازها، معلنة عن الاستنفار في صفوف جيشها على الحدود مع سوريا ولبنان. وحذّرت الحكومة الإسرائيلية دول الطوق المجاورة لفلسطين من مغبّة السماح بتنظيم المسيرات والفعاليات التضامنية في ذكرى «يوم الأرض»، الذي يصادف يوم الجمعة المقبل. وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية بأن الجانب الإسرائيلي أطلق تحذيراً من مغبّة اجتياز حدود الأراضي الفلسطينية المحتلّة من قبل المشاركين في المسيرة المليونية العالمية للقدس والتي تنطلق في ذكرى «يوم الأرض» باتجاه مدينة القدس أو أقرب نقطة إليها من الدول العربية المجاورة ومن داخل الأراضي المحتلّة. وكان ائتلاف يضم عدّة فعاليات وجهات عربية ودولية أعلن مؤخراً، عن تنظيم سلسلة فعاليات تضامنية شعبية مع الشعب الفلسطيني إلى جانب «مسيرة القدس العالمية» إحياءً للذكرى السنوية السادسة والثلاثين ل «يوم الأرض»، بهدف إلقاء الضوء على قضية القدس وممارسات الاحتلال العنصرية والتهويدية ضد فلسطين أرضاً وشعباً ومقدسات. وذكرت مصادر إسرائيلية بأن إسرائيل تستعد لمواجهة المسيرة العالمية للقدس يوم الجمعة القادم، وتخشي من تلك المسيرة وخاصة على الحدود مع لبنان، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استنفر كافة جنوده على الحدود مع سوريا، لإمكانية حدوث مظاهرات بمناسبة يوم الأرض، على غرار ما حصل في شهري مايو ويونيو من العام الماضي بمناسبة ذكرى النكبة والنكسة، واحتمال حدوث عمليات اقتحام للحدود من قبل متظاهرين مدنيين والدخول إلى إسرائيل، كما حدث في المرة السابقة حيث قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار عليهم، مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرين متظاهرا سوريا. ونقل موقع القناة العاشرة الإسرائيلية على شبكة الأنترنت عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله :»إن الجيش سيرفع درجة الاستعداد على طول الحدود مع سوريا خشية من حدوث أعمال استفزاز يوم الجمعة القادم»، مضيفاً: «أن قوات الجيش الإسرائيلي تلقت تعليمات للاستعداد لمواجهة أحداث يوم الأرض»، وقال: «نحن نعتقد أن ما حدث في العام الماضي سيكون رادعاً لأية محاولات في هذا العام». ونقل مسئولون أمنيون إسرائيليون رسالة لقوات الأممالمتحدة العاملة على الحدود مفادها أنهم لن يقبلوا بأي انتهاكات للاتفاقيات الموقعة مع الجانب السوري، مشيرين إلى أن الخشية الأساسية لدى إسرائيل هي أن المنطقة تنزلق إلى فقدان السيطرة بالرغم من عدم وجود مؤشرات قوية على ذلك حتى الآن. هذا وأكدت مصادر إسرائيلية الأحد الماضي بأن تل أبيب وجهت تهديدات إلى لبنان قالت فيها إنها لن تتردد في استخدام القوة في حال وصول متظاهرين إلى منطقة الشريط الحدودي بين الدولتين في ذكرى يوم الأرض، وقال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن جهات إيرانية رفيعة المستوى تقف وراء تنظيم هذه التظاهرات في لبنان. وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن تل أبيب مررت رسائل إلى لبنان، بواسطة الولاياتالمتحدة وفرنسا والأممالمتحدة، طالبت فيها بمنع وصول متظاهرين إلى منطقة الشريط الحدودي بين الدولتين يوم الجمعة القادم»، مشيرة إلى أن طاقم الوزراء الثمانية الإسرائيلي بحث خلال اجتماع عقده الأحد في استعدادات جهاز الأمن الإسرائيلي لأحداث قد تقع عند حدود إسرائيل وفي الضفة الغربية خلال ذكرى يوم الأرض. وأضافت أن التظاهرات التي ستجري في يوم الأرض تنظمها منظمات بادرت في الماضي إلى تنظيم قوافل سفن إلى غزة لكسر الحصار عنها، وستأتي في يوم الأرض تحت عنوان «المسيرة العالمية إلى القدس». ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولها إن «المسيرات في هذه الذكرى ينظمها نشطاء من حركتي «فتح» و»حماس» في لبنان وجهات رفيعة المستوى في النظام الإيراني». ولفتت إلى أن «التقديرات في إسرائيل هي أن الحدود مع لبنان ستكون الجبهة الأكثر حساسية في ذكرى يوم الأرض وذلك خلافا لذكرى النكبة والنكسة العام الماضي حيث قتلت قوات الجيش الإسرائيلي عشرات المتظاهرين وأصابت المئات بجروح عند الحدود مع سوريا في هضبة الجولان». هذا وتواصلت الدعوات للمشاركة بفعالية وكثافة في المسيرات المليونية المنتظرة في الدول العربية المحيطة بفلسطين في ذكرى يوم الأرض. وكانت حركة فتح دعت للمشاركة في مسيرة «القدس العالمية» في ذكرى يوم الأرض، وقالت في بيان صدر عن مفوضية التعبئة والتنظيم إن الأرض هي مركز الصراع ولب القضية وبقاؤنا مرهون بالحفاظ عليها والتمسك بكل شبر منها. ومن جهتها دعت وزارة الثقافة والشباب والرياضة التابعة لحكومة حماس المقالة في غزة الأمتين العربية والإسلامية إلى ضرورة المساهمة الفعالة في مسيرة القدس العالمية والتي ستنطلق في يوم الثلاثين من الشهر الجاري في ذكرى يوم الأرض. وأوضح وكيل الوزارة المساعد مصطفى الصواف أن المشاركة في هذه المسيرة هي واجب شرعي وأخلاقي ومساهمة من قبل الشعوب العربية والإسلامية في دعم القضية الفلسطينية ومساندة لصمود الشعب الفلسطيني من أجل البقاء والتصدي لعملية التهويد التي تجري في القدس على قدم وساق من قبل الاحتلال ومؤسساته المختلفة. وأضاف الصواف أن الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات سيكون في مقدمة هذه المسيرة وسيقدم الغالي والنفيس من أجل القدسوفلسطين. هذا ودعت هيئة المتابعة للمقاومة الشعبية المنبثقة عن كافة اللجان الشعبية في غزة إلى أوسع مشاركة شعبية في فعاليات يوم الأرض، مطالبة بضرورة خروج أكبر عدد ممكن من المسيرات الشعبية في كافة المواقع الفلسطينية وفاء لكل قطرة دم نزفت على أرض فلسطين، ولكل أسير فقد حريته للدفاع عن أرضه. ومن جهته أكد الملتقى الإعلامي الفلسطيني لنصرة القدس على المشاركة الإعلامية الفاعلة في المسيرة العالمية للقدس التي تهدف لكسر الاحتلال وتحقيق اتساع لقضية القدس عبر إنماء وتعزيز الوعي العالمي بأهمية القضية الفلسطينية وبحق الفلسطينيين المشروع في المدينة المقدسة. وتأتي الدعوات للمشاركة في مسيرات الجمعة القادم في حين تواصل اللجنة المركزية المنظمة ل»مسيرة القدس العالمية» استعدادها لتنظيم الحدث الأضخم على مستوى العالم يوم 30 مارس الجاري الذي يصادف ذكرى «يوم الأرض»، والذي سينظم في أكثر من 64 دولة ويشارك فيه 400 شخصية عالمية. وقال الناطق الإعلامي باسم المسيرة، زاهر البيراوي: «إن فعاليات يوم الأرض الفلسطيني ستنظم في أكثر من 64 دولة عربية وإسلامية وأجنبية ويتوقع أن يشارك فيها ملايين الأشخاص الذين يؤيدون القضية الفلسطينية». وأوضح البيراوي أن الدول التي تحيط بفلسطين، وهي الأردن ولبنان ومصر وسوريا، ستنطلق منها مسيرات ضخمة تضامنا مع الحدث، حيث تستعد الفعاليات الشعبية والقوى الوطنية في الأردن لتحريك مئات الآلاف من المواطنين الأردنيين باتجاه الحدود مع الأراضي المحتلة، مشيرا إلى أنه ستكون هناك نقطة لتمركز الجماهير الحاشدة وذلك حفاظا على أرواحهم. وأوضحت مصادر إسرائيلية الأحد بأن التقديرات عند المسؤولين الإسرائيليين تؤكد أن الأجهزة الأمنية في الأردن لن تسمح بوصول مسيرة القدس العالمية للحدود مع فلسطينالمحتلة، مشيرة إلى أن العرب يحشدون إلى فعالية ضخمة تحت عنوان «مسيرة القدس العالمية» الجمعة المقبلة بمناسبة ذكرى يوم الأرض. وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية ذكرت بأن حالة ترقب وقلق شديدين تسود صفوف الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية على ضوء «مسيرة المليون» المخطط لها بتاريخ 30 مارس والتي سيشارك فيها مئات الآلاف من مصر وسوريا والأردن ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة وتتهم الاستخبارات الإسرائيلية إيران بأنها تقف من خلف المسيرة التي يميزها ما وصفته ب «الإسلام المتطرف».