في إطار أنشطتها الثقافية، نظمت جامعة محمد الخامس السويسي الدورة الثالثة للملتقى الجامعي الدولي للارتجال المسرحي، بتعاون مع البلدان المنضوية تحت لواء المنظمة الدولية للفرنكوفونية الممثلة بالمغرب، والمسرح الوطني محمد الخامس، ومسرح الأجيال بالرباط؛ وذلك في سياق الاحتفال باليوم العالمي للمسرح. خلال الحفل الافتتاحي للملتقى، الذي نظم بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، أجريت مباراة دولية في فن الارتجال المسرحي، شارك فيها مسرحيون من فرنسا، وبلجيكا، وسويسرا، وكندا، والمغرب، كما تم تكريم الفنان إيفون ليديك من كندا، والفنان محمد بن ابراهيم من المغرب، وذلك بحضور فنانين مغاربة، وأجانب، وسفراء الدول المشاركة، وعدة شخصيات مهمة. وانسجاما مع فلسفة فن الارتجال المسرحي، انخرط جمهور مسرح محمد الخامس في تفاعل لحظي مع العرض، معبرا عن إعجابه بمشهد وسخطه على آخر، مصوتا بإحدى بطاقتين لهذا الفريق أو ذاك، في أجواء جمعت بين كوميديا الموقف واختبار مقدرة التعبير اللحظي وفتح آفاق التواصل الفني العابر للغات والثقافات. وكانت الدورة الثالثة للملتقى الجامعي الدولي للارتجال المسرحي، مناسبة لإنشاء الرابطة الجامعية المغربية الارتجال المسرحي. وتضمن برنامج الملتقى كذالك تداريب في فن الارتجال المسرحي لفائدة طلبة المؤسسات التابعة لجامعة محمد الخامس-السويسي ومن تأطير أساتذة من كندا، وفرنسا، وسويسرا والمغرب؛ وأقيم حفل الاختتام، بكلية علوم التربية مدينة العرفان-الرباط، والذي شهد إقامة المقابلة النهائية للفرق الجامعية، وحفل توزيع الجوائز على المتفوقين لتحفيز الطلبة وتشجيعهم على المزيد من البذل والعطاء. وترجع ورقة تقديمية للمهرجان تطور فن الارتجال إلى المسرحيين الكنديين إيفون ليديك وروبير غرافيل، اللذين لاحظا تحول جماهير المسرح نحو ملاعب الهوكي ليقترحا تصميما جديدا للعرض يفسح المجال أمام تفاعل مباشر للجمهور مع عرض مسرحي يتخذ شكل مباراة رياضية بحكم رئيسي ومساعدين اثنين وفريقين، كل منهما بقميص موحد اللون. تلك كانت بداية تاريخ فن يجمع بين الشكل الرياضي والجوهر المسرحي، ليكتسح بلدانا عديدة من أهمها فرنسا وبلجيكا وسويسرا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا وصولا إلى المغرب.