الرباط : التهامي بورخيص رفع الستار على خشبة المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، ليعلن رسميا عن افتتاح الدورة الأولى لمهرجان البينالي الدولي لمسارح العالم وذلك ابتداء من الثلاثاء الماضي إلى غاية يوم 27 من الشهر الجاري والذي يتزامن مع اليوم العالمي للمسرح. والغاية من هذه التظاهرة هو تنمية الممارسة المسرحية بالمغرب وفق منظور تسعى من خلاله إدارة مسرح محمد الخامس لرد الاعتبار للمسرح المغربي وتبويئه المكانة الاسمى على الساحة الوطنية والدولية كما جاء في كلمة السيد عبد اللطيف نسيب المسناوي مدير ومؤسس المهرجان وأضاف أيضا «أن هذا المهرجان سيجعل بلادنا ضمن خريطة المهرجانات العالمية التي تهتم بالفنون الدرامية الحية ليؤكد أن المغرب بلد الانفتاح على الثقافات والحضارات الانسانية، والمساهم دائما في نشر قيم السلم والتسامح من جهة، ومن جهة أخرى، سيكمل الحلقة المتبقية ضمن العقد المتميز لخريطة المهرجانات الوطنية الراقية، كمهرجان مراكش الدولي للسينما ومهرجان موازين لايقاعات العالم الخاص بالموسيقى» وتعرف هذه الدورة مشاركة 13 فرقة أجنبية وهي: فرنسا، اسبانيا، تونس، الجزائر، السعودية سويسرا، جورجيا، فلسطين والبلد المنظم المغرب الذي سيقدم بدوره أكثر من 78 عرضا مسرحيا موزعا على 16 فرقة مسرحية بكل من الرباط والدار البيضاءومراكش ومدن أخرى بالمملكة، فيما تبقى مدن الشمال خارج التغطية المسرحية، ولم تستفد ولو بعرض واحد من هذا المهرجان الدولي. وقد تضمن حفل الافتتاح تكريم العديد من رواد المسرح المغربي والعربي والدولي، حيث سجل هذا المهرجان رقما قياسيا في عدد المكرمين من الفنانين المغاربة والذي وصل في أمسية واحدة، تكريم أكثر من 15 فنانا مغربيا من بينهم الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد رائد المسرح الاحتفالي، إضافة إلى تكريم الفنانين العرب، فمن مصر تم تكريم ضيف شرف المهرجان الفنان عزت العلايلي والفنان رشوان توفيق وشريف عبد اللطيف مدير المسرح القومي بمصر. ومن السعودية كرم مدير مهرجان المسرح السعودي أحمد الهذيل كما كرم من اسبانيا مدير المعهد الدولي للمسرح المتوسطي «خوسي مونليون»، ومن فرنسا كرم مدير مسرح نورسكي بمارسيليا «ريشارد مارتان» وغاب محمد بنكطاف مدير المسرح الجزائري، و «ما وريزيو سكابارو» مدير بينالي البندقية في ايطاليا. واللافت للانتباه في هذا الافتتاح هو الارتجالية التي اتسم بها المقدمون والتي أبخست من رونق هذه التظاهرة الدولية لأبي الفنون، وفي اختتام الافتتاح تم عرض «فاطمة» لفرقة «لون الشرقي» من فرنسا، وهو حفل موسيقي سينمائي يمتح من روح الموسيقى الشرقية وروائعها، أحياه مجموعة من العازفين بموسيقاهم الحية، استرجعوا فيها ذاكرة كوكب الشرق، الفنانة أم كلثوم، تصحبها لقطات من فيلم «فاطمة» التي مثلث فيه الفقيدة والذي أنتج سنة 1947 وبث على ستار شفاف في مقدمة الخشبة، مما أضفى على الحفل جمالية خاصة وفنية عالية الجودة.