أسدل الستار مساء الجمعة المنصرم على البينالي الدولي لمسارح العالم بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط على إيقاع مسرحية عقد هلين لفرقة لا باراكا عن المسرح الوطني الفلسطيني، التي اتسمت رغم طغيان اللغة الفرنسية بحكم الراوية، باحترافية عالية على مستوى الإخراج والأداء وبطرحها لموضوع معاناة اللاجئين مع الظلم والقهر لخصها الكاتب في جملة(صرخة) لم نعد نقدر أن نعيش هكذا. كان الهدف من تنظيم هذا البينالي هو أساسا التبادل الفني و الثقافي بين مختلف التجارب المسرحية المغربية و الأجنبية. و هذا الهدف هو الذي أيده الفنان الإسباني خوسي مولينيون بقوله بعد قرون من الخلاف بين المغرب وإسبانيا، لقد حان الوقت لتعزيز العلاقات بين البلدين من خلال مشاريع ثقافية. و هو ما انخرط فيه ريشارد مارتان احد مديري المسارح الفرنسية قائلا: في العالم الذي نعيش فيه اليوم، هناك حل واحد فقط لمشاكلنا: الثقافة، وهي شيء يجب علينا التمسك به. لكن إذا كان الكل قد اجمع على أن هذه التظاهرة الفنية حققت إشعاعها خصوصا في المدن الصغرى التي تفاعلت مع العروض المسرحية المغربية ، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو: ـ هل راعت العروض المسرحية خصوصا الأجنبية منها الخصوصيات الثقافية للمتلقي المغربي؟ ـ هل أخذ منظمو البينالي بعين الاعتبار هوية المجتمع المغربي المسلم وهم يستدعون فرقا أجنبية لا تعير اهتماما للضوابط الأخلاقية والثقافية كما هي راسخة لدى الشعوب الإسلامية؟ فبقدر ما استمتع الجمهور المغربي (بمدينة الرباط) بعروض مسرحية عربية جد هامة شكلا ومضمونا، وإن كان العرض التونسي جاء محملا بطرح سياسي علماني تتبناه الجهات الرسمية بتونس، بقدر ما شكلت بعض العروض الأوروبية الخاصة بالرقص نشازا فنيا وثقافيا بحكم تعاطيها مع جسد المرأة و الرجل كما هو الشأن بالنسبة لفرقة استرا روما للباليه وفرقة اسبانية من مركز الكوريغرافيا بغاليس، التي قدمت عرضا راقصا سودويا تخللته طقوس وصور ذات إيحاءات جنسية.