كرم الملتقى الدولي للارتجال المسرحي الذي انطلقت فعالياته مساء أمس الثلاثاء بالرباط الممثل المغربي محمد بنبراهيم. وفي أجواء مؤثرة٬ جاء تكريم بنبراهيم٬ في افتتاح الدورة الثالثة للملتقى الذي تنظمه جامعة محمد الخامس السويسي بالرباط٬ إلى غاية 23 مارس٬ اعترافا بالعطاءات التي قدمها على مدى مسيرته الفنية الطويلة على خشبات المسرح المغربي٬ وعرفانا لهذا الفنان في محنته الصحية. وتم بالمناسبة أيضا تكريم الفنان الكندي إيفون ليديك الذي يعد أحد رواد فن الارتجال المسرحي عبر العالم. وانطلقت أولى مباريات الملتقى٬ الذي نشط حفله الافتتاحي الفنان رشيد فكاك٬ بعرض مسرحي مختلط شارك فيه فنانون من فرنسا وسويسرا وكندا والمغرب٬ وتولى مهمة الحكم خلاله الممثل المغربي فريد الركراكي. وانسجاما مع فلسفة فن الارتجال المسرحي٬ انخرط جمهور مسرح محمد الخامس في تفاعل لحظي مع العرض٬ معبرا عن إعجابه بمشهد وسخطه على آخر٬ مصوتا بإحدى بطاقتين لهذا الفريق أو ذاك٬ في أجواء جمعت بين كوميديا الموقف واختبار مقدرة التعبير اللحظي وفتح آفاق التواصل الفني العابر للغات والثقافات. وستشكل الدورة الثالثة لهذا الملتقى ٬ الذي ينظم بتعاون مع البلدان المنضوية تحت لواء المنظمة الدولية للفرنكوفونية الممثلة بالمغرب٬ والمسرح الوطني محمد الخامس٬ ومسرح الأجيال بالرباط٬ مناسبة للإعلان عن ميلاد الرابطة الجامعية المغربية الارتجال المسرحي. ويتضمن برنامج التظاهرة تنظيم تداريب في فن الارتجال المسرحي لفائدة طلبة المؤسسات التابعة لجامعة محمد الخامس- السويسي٬ وذلك بتأطير أساتذة من كندا٬ وفرنسا٬ وسويسرا والمغرب. وترجع ورقة تقديمية للمهرجان تطور فن الارتجال إلى المسرحيين الكنديين إيفون ليديك وروبير غرافيل٬ اللذين لاحظا تحول جماهير المسرح نحو ملاعب الهوكي ليقترحا تصميما جديدا للعرض يفسح المجال أمام تفاعل مباشر للجمهور مع عرض مسرحي يتخذ شكل مباراة رياضية بحكم رئيسي ومساعدين اثنين وفريقين٬ كل منهما بقميص موحد اللون. تلك كانت بداية تاريخ فن يجمع بين الشكل الرياضي والجوهر المسرحي٬ ليكتسح بلدانا عديدة من أهمها فرنسا وبلجيكا وسويسرا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا وصولا إلى المغرب.