إصرار على مواصلة الطريق رغم الجدل والإكراهات المالية يصمم المهرجان الدولي للسينما المتوسطية بتطوان٬ أكثر من أي وقت مضى٬ على مواصلة طريقه بالرغم من الجدل المثار حوله في الأيام الأخيرة بالمدينة والإكراهات المالية التي طغى عليها التوقف الغامض للدعم الذي كانت تقدمه الجماعة الحضرية. وتجري فعاليات هذه التظاهرة الثقافية ٬ التي بلغت دورتها الثامنة عشرة ٬ في الفترة ما بين 24 و 31 مارس الجاري ٬ وتعرض خلالها أزيد من 50 فيلما من بينها 12 فيلما متوسطيا و15 فيلما قصيرا و 12 وثائقيا يعكسون التنوع والغنى الثقافي والسينمائي للمتوسط ٬ ومن هنا ينبثق الاهتمام الذي يتم إيلاؤه لهذا المهرجان باعتباره أهم موعد سينمائي بالمدينة. ومع ذلك٬ فإذا كانت الدورات السابقة قد مرت في هدوء٬ فإن دورة العام الجاري عرفت جدلا تمخض عن تصريح مثير للجدل أدلى به المستشار الجماعي والبرلماني السابق للمدينة السيد أمين بوخبزة (حزب العدالة والتنمية) الذي انتفض بقوة ٬ خلال إحدى الدورات العادية للمجلس الجماعي ٬ ضد أهم مهرجانين بتطوان أي «أصوات النساء» و» مهرجان السينما المتوسطية». وأثارت هذه التصريحات احتجاجا عارما من طرف المنظمين وجانب كبير من المجتمع المدني. وكان هذا الجدل الذي انضاف له توقف الدعم المالي (مليون درهم) الذي تمنحه منذ العام 2009 الجماعة الحضرية بموجب عقد تم ابرامه بين الجانبين في صلب مؤتمر صحافي عقد يوم الإثنين الماضي بدار الثقافة من طرف مدير المهرجان أحمد حسني واثنين من مساعديه. ووصف حسني الخرجة غير المنتظرة لهذا المنتخب بكونها «تصريحا ايديولوجيا» مشددا على أن هذا التصريح لن يؤثر في شيء على تصميم المنظمين على المضي قدما في تنظيم هذه التظاهرة ٬ التي تعد المرآة الوحيدة للمدينة في مجال الفن السابع. واستنادا اليه فإن تصريحات من هذا القبيل تهدف الى عرقلة العمل الثقافي بالمدينة الذي يعاني أًصلا من عجز على هذا المستوى٬ لكن المدهش أكثر والمخيب لآمال المنظمين هو رفض رئيس الجماعة ٬ أياما قليلة فقط قبل افتتاح المهرجان ٬ للإفصاح عن موقفه بشأن الدعم السنوي٬ وهو ما يؤثر على ميزانية المهرجان المقدرة في المجموع بخمسة ملايين درهم (متوقعة)٬ علما أن المهرجان يتلقى هذه السنة دعما من وزارة الاتصال ب 5ر 1 مليون درهم وكذا من مجلس الجهة بمبلغ مماثل. وأطلق أحمد حسني ٬الذي ألقى المسؤولية على عاتق القطاع الخاص الذي أقل ما يمكن القول بشأنه أنه غائب ويتردد في تقديم الدعم لأي نشاط ثقافي بالمدينة ٬ نداء ملحا وجهه الى عمدة المدينة ليفي بمقتضيات العقد المبرم بين الطرفين. وأشاد مدير المهرجان خلال الندوة الصحفية بوضع وزير الاتصال الجديد مصطفى الخلفي لدفتر تحملات خاص بالمهرجانات ٬ واصفا إياه بالإجراء « الهام جدا « بالنظر إلى أنه ينظم هذا النوع من الأحداث عبر مختلف أرجاء البلاد. ومن جهة ثانية أوضح أن هذه الدورة الحالية المخصصة للازمة الأروبية والربيع العربي٬ ستنفتح على المؤسسات المدرسية للمدينة بهدف تمكين التلاميذ والطلبة من الاستفادة والاستمتاع بهذا الفن. كما أشار إلى أن هذا المهرجان الذي تمت دعوة 200 ضيف لحضوره سيكرم مدينة تطوان وسينمائييها. وفي هذا السياق ستكرم هذه الدورة الممثل محمد مجد والمخرج محمد إسماعيل وكذا الممثلة الفرنسية ساندرين بونيغ والمخرج والسيناريست الإسباني ايسيار بولون والتونسي هشام رستم. ويتضمن برنامج المهرجان تنظيم ندوة حول السينما في العصر الرقمي ومائدتين مستديرتين حول :»تطوانالمدينة المتوسطية بامتياز»، و»الربيع العربي على المستوى السينمائي» موازاة مع عرض العديد من الافلام في القاعتين السينمائيتين الشهيرتين أفينيدا واسبانيول.