مع البداية، اتضح جليا أن لاعبي فريق الرجاء البيضاوي دخلوا المباراة مشتتين ذهنيا، وفاقدين للتركيز، وهذه أول الملاحظات، أما ثاني الملاحظات فتتجلى في الأخطاء التكتيكية التي تتوزع بين أنانية اللاعبين في التقيد بالخط التكتيكي الذي يعتمده المدرب، وبين غياب العقل المفكر داخل الفريق. فالتفكير الجماعي للاعبين يعتبر المدرب الثاني، نظرا لتحكمه في تدبير الجانب التقني داخل الملعب سواء تعلق الأمر بالجانب الإيقاعي لفريقه في مواجهة الفريق الخصم، أو في القيام بتغييرات بأماكن اللاعبين للتمويه تارة وخلخلة الفريق الخصم، هذه الملاحظات كانت واضحة سلوك اللاعبين داخل الملعب، ورد فعل المدرب مارشان ومساعده جريندو الذي طرده الحكم النوني، لتصبح المباراة مباراة احتجاجات لاعبي الرجاء وإنذارات وبطائق صفراء وطرد المدافع بلمعلم. وأغلب الظن أن فريق الرجاء قد حل بأسفي وهو يعتقد أنه يضع في جيبه ثلاث نقط بحكم المرتبة التي يحتلها فريق أولمبيك أسفي ضمن فرق المؤخرة (تجاوزا)، مما ضيع على الجمهور الذي تابع المباراة مشاهدة مباراة ذات قيمة فنية عالية، فالرجاء بملعب المسيرة ليست هي الرجاء ذات مباريات سابقة. لكن بالمقابل، قدم لاعبو أولمبيك أسفي وجها مغايرا لما ألفه المتتبعون لهذا الفريق، حيث يبدو جليا أن نتيجة التعادل باكادير كانت بمثابة شحنة نفسية ايجابية، اذ احتفظ المدرب السكتيوي بنفس التركيبة البشرية للدورة الماضية، لكن الشحنات النفسية وهو ينازل الرجاء، الشىء الذي لعب دورا ايجابيا وحماسا وسط الجماهير التي قدمت تيفوهات رائعة في التنسيق والإخراج والأفكار، نالت إعجاب الحاضرين الذين غصت بهم مدرجات ملعب المسيرة، الذي لا يصلح حتى لتربية الدواجن في زمن الاحتراف. ...ويستمر الهداف حمد الله في الريادة من خلال قراءة في حصيلة الفريقين، فيبدو أنهما على خط واحد، فهجوم الرجاء سجل 21 هدفا، بينما وقع هجوم أسفي 20 هدفا، أما وجه الاختلاف فيتجلى في نقطة مهمة، وهو استمرار عبد الرزاق حمد الله في ريادة هدافي البطولة ب11 هدفا من أصل21، أما الرجاء فتملك أكثر من هداف، في حين يعتبر دفاع أسفي أضعف دفاع في بطولة هذه السنة، وقد سجلت عليه 30 هدفا كانت أقواها في مباريات المغرب الفاسي بفاس والحسيمة ب5 أهداف و3 أهداف أمام الوداد الفاسي، وهذه النتائج كانت ضربة موجعة للفريق، أدخلته في دوامة من المشاكل وتصدع المكتب المسير والذي لم يلتئم منذ أكثر من خمسة أشهر. ويبقى السؤال؟... - هل ينفض الفريق عنه غبار النتائج السلبية؟ - هل يتم تصالح أعضاء المكتب المسير؟ فالمتتبعون يلاحظون فوضى في تنظيم وتدبير مباراة السبت بين أولمبيك أسفي والرجاء، مما يبعث على القرف ولا يمت بتدبير فريق ينتمي إلى البطولة الاحترافية بصلة... آخر الكلام.. قدم جمهور «الشارك» لوحات فنية تجسد الدور الحقيقي للجمهور، وما يمكن أن يلعبه كعنصر داعم ومساند، وقد جسدت اللوحات عراقة، وأصالة مدينة أسفي وعلاقتها بالبحر وزرقة الماء والسماء.