بعد عودة أولمبيك آسفي بتعادل مهم من ملعب الانبعاث أمام حسنية أكادير في الدورة السابقة، وبعد سلسلة النائج الإيجابية التي حققها فريق الرجاء البيضاوي لدورات عديدة، امتلأت جنبات ملعب المسيرة بآسفي يوم السبت الماضي بالجماهير الوفية للفريقين،تحت حراسة أمنية مشددة. المباراة كانت قوية في مجملها، وشهدت سيطرة الفريق المحلي، مع احتجاجات قوية على تحكيم ثلاثي عصبة سوس النوني وسينا وأماضي، كان من نتائجها طرد المدافع الأوسط للرجاء إسماعيل بلمعلم والمدرب المساعد عبد اللطيف جريندو، مع توزيع خمس بطاقات صفراء للفريق الزائر، مقابل واحدة لاعب الرجاء سابقا يونس بلخضر. وبالرجوع إلى تفاصيل اللقاء، فمنذ الدقيقة 2 كاد هداف البطولة الوطنية حمد الله افتتاح حصة التسجيل، لولا ارتطام قذفته بالقائم الأيمن للحارس الحظ، مما شكل بالفعل إشارة قوية على قوة المباراة وشدة تنافسيتها، خصوصا مع التشجيعات المتواصلة لجماهير الفريقين وكذلك الخطة المفتوحة التي اعتمدها المدربان. وكانت هجومات الرجاء البيضاوي محتشمة في مجملها، بحيث لم يستطع لاعبوه مجاراة إيقاع المباراة، والدليل هو خلقه فرصة واحدة خلال هذا الشوط، في حدود الدقيقة 15 بواسطة لاعب الوسط الحافيظي، لكن الحارس مارويك سيغير اتجاهها نحو الزاوية، لتستمر سيطرة الفريق المحلي على أطوار اللقاء، وأثمرت الهدف الأول في الدقيقة 26 بواسطة العميد كمال الواصيل، الذي استغل ارتباك الدفاع الرجاوي والخروج الخاطئ للحارس الحظ. أكثر من ذلك سيضيع لاعب الوسط رفيق عبد الصمد هدفا محققا في الدقيقة 39، على بعد مترين من الخشبات الثلاث للحارس الرجاوي، وأمام اندهاش الجميع، ليعلن الحكم بعدها عن انتهاء هذا الشوط بتفوق الفريق الأسفي، الذي استطاع التحكم بالفعل في تمرير الكرة بين لاعبيه، في حين فشل لاعبو الرجاء في خلق فرص التسجيل، بتقديم واحد من أسوأ الأشواط التي خاضها الفريق البيضاوي هذا الموسم. أهم ما ميز الجولة الثانية من المباراة هو اعتماد المدربين على الدفع بكل أوراقهما التكتيكية، باعتماد كل التبديلات المسموح بها: دخول العنصري والبزغودي والدمياني من جهة والطاير وديوب والصهاجي من الجهة الثانية. وبالفعل سيرتفع إيقاع المباراة بشكل ملحوظ، خصوصا من طرف الفريق الزائر الذي سيضيع لاعبوه بعض الفرص السانحة للتسجيل: ديوب د 55 و مالكويت د 56. لكن متغير المباراة سيحصل في الدقيقة 61، عندما انسل قلب الهجوم، حمد الله، داخل مربع العمليات في هجوم خاطف، لم يجد معه المدافع الأوسط بلمعلم حلا سوى إسقاطه. الحكم النوني لم يتردد في الإعلان عن ضربة جزاء وطرد المدافع الرجاوي أمام احتجاجات قوية للاعبيه. حمد الله سيتولى تنفيذ هذا الامتياز، مسجلا هدف الإطمئنان، والذي أشعل فتيل التشجيعات بين جماهير الفريق الآسفي، في حين ستتواصل أخطاء لاعبي الفريق البيضاوي وكذاك نرفزتهم الزائدة، خصوصا اللاعب الصالحي الذي بالغ في الاحتجاجات بطريقة غريبة، أظهرت تساهل الحكم الذي لم يتوان في طرد مساعد المدرب جريندو، بعد تشاور مع الحكم المساعد. وفي حدود الدقيقة 71 سيستغل الصالحي خروجا خاطئا واحتكاكا بين الحارس مارويك والمهاجم البديل الصهاجي ليسجل هدفا مقلصا الفارق بين الفريقين، بعده كوكو سيضيع فرصة التعادل في الدقيقة 93، حينما مرت قذفته عاليا عن المرمى، ليعلن بعدها الحكم عن انتهاء المباراة بانتصار مستحق ومهم لفريق أولمبيك أسفي، الذي كان في أمس الحاجة إليه في هذا الوقت بالذات، في انتظار مستقبل الدورات.