كان أسامة بن لادن مسلّما بأن شخصًا قريبًا منه قد يخونه وأن موته سيكون خلاصًا ينهي سنوات من اعتلال صحته، كما تذهب رواية جديدة عن حياة زعيم القاعدة في باكستان. ويذهب الجنرال الباكستاني المتقاعد شوكت قادر في تقرير نشره بعد سنوات من البحث والاستقصاء أن تنظيم القاعدة أجبر بن لادن على «التقاعد» من منصب الأمير وقضاء أيامه معزولاً عن الحركة التي أسسها. وأشار البريغادير المتقاعد قادر إلى أنه اتخذ على عاتقه كشف الحقيقة على حسابه الخاص بعدما راج من روايات متضاربة عن مقتل بن لادن في أيار (مايو) العام الماضي. واستخدم قادر علاقاته العسكرية لدخول الفيلا التي قُتل فيها بن لادن والاطلاع على محاضر استجواب زوجته الأصغر التي ما زالت حتى الآن في عهدة السلطات الباكستانية من أرملتيه الأخريين. ولكن مراقبين قالوا إن الصورة التي يرسمها الجنرال قادر عن زعيم إرهابي أقعدته الشيخوخة والمرض مدفوعة باعتبارات تتعلق بالإحراج الكبير الذي سببه للحكومة الباكستانية وجود بن لادن طيلة سنوات في باكستان وبجوار أكبر أكاديمية حربية في البلاد. وقال الجنرال قادر إنه على اقتناع بأن الأجهزة الأمنية الباكستانية كانت تقترب من القبض على المطلوب الأول في العالم وان من كشفت أمره زوجته الثالثة خيرية صابر التي وصلت إلى مدينة أبوت آباد في أوائل عام 2011. وذهب قادر إلى العلاقة اختلت في بيت يضم زوجتين وعددا كبيرا من الأطفال والأحفاد بوصول الزوجة الثالثة الأكبر سنا. وبحسب شهادة زوجة بن لادن الأصغر أمل احمد عبد الفتاح الصداح فان خيرية أعلنت فور وصولها أن عليها واجبا أخيراً يجب أن تؤديه لزوجها. وفي حين أن شكوكا ساورت آخرين من أفراد العائلة في نيات خيرية فان بن لادن بدا مستسلما لمصيره، كما يذهب الجنرال الباكستاني المتقاعد في روايته التي تنسب إلى بن لادن القول «إذا كان هذا ما ستفعله فليكن، فان من واجب الزوجة أن تريح زوجها». ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الجنرال المتقاعد شوكت قادر الذي كان يتحدث في منزله في مدينة راولبندي أن بن لادن حاول إقناع زوجاته الأخريات بأن يأخذن الأطفال معهن ولكنهن رفضن وقلن إنهن لن يغادرن بدونه. ويُعتقد ان نحو 27 شخصا كانوا يعيشون في المجمع المكتظ هم بن لادن وزوجاته الثلاث وخمسة أطفال وأربعة احفاد مع عائلات اثنين من سعاته. ويُقال إنهم وصلوا بعد إقصاء بن لادن من قيادة تنظيم القاعدة عام 2003 وسط مخاوف من تردي قواه العقلية واصابته بالخرف.