عاد من جديد الحديث حول إمكانية تشكيل منتخب محلي لكرة القدم يعتمد على لاعبي البطولة الوطنية فقط. هذا الحديث جاء مرتبطا بالمشاركة الكارثية للفريق الوطني الأول خلال نهائيات كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، والتي أسالت كثيرا من مداد النقد في جنبات الصحف للاعبين وللمدربين وللجامعة الملكية على حد سواء. أما المثير في هذا كله أنه في الوقت الذي ما يزال الحديث عن منتخب المحليين غير رسمي، بدأت الترشيحات للأسماء المؤهلة للإشراف على هذا المنتخب الذي لم ير النور بعد، والاسم المطروح بقوة على طاولة الترشيحات يعرفه الجميع، وهو: محمد فاخر الذي يبقى اسما مقبولا لدى الشارع المغربي بفضل قدراته التدريبية التي لا ينكرها أحد آخرها إنجازاته رفقة الرجاء وقبلها مع الجيش وحسنية أكادير.. هذا حسب ما يتداول في الأوساط الكروية، فيما يظل القرار النهائي بيد جامعة الكرة، ولكن - بطبيعة الحال - بعد أن يولد منتخب البطولة. بيد أن الخبر الأكثر إثارة هو إمكانية إشراف مدرب منتخب الكبار إيريك غيريتس على هذا المنتخب، ولعل هذا الاحتمال الأقرب إلى الحدوث، بالنظر إلى الحفاوة التي يتمتع بها غيريتس عند جامعة علي الفاسي الفهري. هذا الأخير لن يجد أنسب من المدرب البليجيكي ليسلمه مفاتيح إدارة المنتخب المحلي، خاصة وأن غيريتس قام مؤخرا بلفتة مشكوك في نزاهتها، عندما رفع حصة اللاعب المحلي إلى (7) لاعبين في المباراة الودية أمام منتخب بوركينا فاسو، ولو أننا نعلم أنه لولا الإصابات التي اجتاحت كتيبة المحترفين، لما كان بإمكان الزكرومي والهلالي والبحري الظهور بالقميص الوطني، بالرغم من الانفتاح الذي أبداه غيريتس خلال تصريحاته الأخيرة حول كون أبواب المنتخب مفتوحة أمام الجميع، لا فريق بين محترف ولا محلي إلا بما يراه غيريتس. ولنعد إلى هوية المدير الفني لهذا المنتخب المنتظر. فالمعطيات فقد تفوض الجامعة صلاحيات الإشراف على هذا المنتخب للناخب الوطني (غيريتس)، دون الأخذ بعين الاعتبار أنه من المفروض أن يكون مدربه محليا هو الآخر. ولا يهم إن كان فاخر أو غيره، بغض النظر عن التحفظات التي يمكن تسليطها على هذين الاسمين. لكن علينا أن نتفهم أن اختيار غيريتس سيأتي ضمن اعتبارات الجامعة التي لا تراعي المنطق في الغالب، علما أن القرارات الفردية غالبا ما تسلك الطريق المعاكس لطريق العقل في دواليب جامعة الفهري. اعتبارات ستكون مرة أخرى أمام إقصاء الأطر الوطنية من تدريب فريق لا مكان فيه للاعب متعدد الأجناس، وقد ترفع من درجة الضغوطات على الجامعة بقرارها هذا، بسبب الانتقاد الموجه للناخب الوطني الذي لم يتمكن لحد الآن من إيجاد توليفة مناسبة من الأسماء المحترفة لفريق الكبار، فما عساه يفعل بلاعبي بطولة لا يعتبرها هو نفسه ذات قيمة تذكر .!!! إن فكرة إنشاء منتخب محلي لا تبدو فكرة سيئة، ولعل الكثيرين طالبوا بمنح لاعبي البطولة الوطنية فرصة في تمثيل المغرب على الصعيد القاري بدل من الأسماء المحترفة التي باتت ضرورة لا مناص منها، رغم أنها أثبتت فشلا ذريعا في المشاركة الأخيرة بالبطولة الإفريقية، لعدة عوامل تتعلق بغياب الروح القتالية لدى مجموعة من اللاعبين، وغياب الجاهزية عند آخرين، بالإضافة إلى صعوبة تأقلمهم مع الكرة الإفريقية من الناحيتين بدنيا تكيتيكيا. هي فكرة ستتيح للمحليين إمكانيات الظهور مع الكبار، خصوصا وأنها ستمثل المغرب في التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الإفريقية للمنتخبات المحلية. فمن يدر .!!! فقد ينجح الفريق المحلي فيما فشل في تحقيقه منتخب الكبار بكوكبة نجومه المحترفة بأوروبا. إذن.. على جامعة كرة القدم أن تفكر بشكل ملي قبل اتخاذ قرار تسليم المنتخب المحلي لإطار أجنبي لم يثبت إلى حد الآن جدارته في تدريب الفريق الوطني. فليس المهم أن تخصص ميزانية مهمة له أو توفر له كافة المستلزمات، بل إن جعله منتخبا فاعلا في الحياة الكروية أمر مطلوب، ولما لا أن يصبح منبعا للفريق الأول بأفضل الأسماء المحلية.!!! بيد أن أهم مطلب سيكون عدم تهميش هذا المنتخب على حساب الفريق الأول، هذا الأخير أصبح بمثابة الغول الذي يلتهم باقي المنتخبات، ناهيك عن امكانية تعيين غيريتس أو أجنبيا غيره ستقدح في جوهر هذا المنتخب المنتظر، والذي من المفروض أن يكون معدنه مغربيا خالصا لا تشوبه أي شائبة...