يحضر داخل تشكيلة المكتب الجامعي كمستشار فوق العادة لرئيس الجامعة السيد علي الفاسي الفهري، وكمرآة عاكسة لسنوات طويلة من الخبرة، ثم كنجم قيدوم يضطلع بمهمة حفظ الذاكرة الرياضية· المنتخب إلتقت العميد السابق لأسود الأطلس نورالدين نيبت على هامش اللقاء مع رؤساء الأندية وكان هذا الحوار الذي لامس جوانب كثيرة في معيشنا الكروي الحالي· المنتخب: ما هو تعليقك عن المبادرة التي تقوم به الجامعة في إطار الإجتماع برؤساء الأندية الوطنية؟ - نيبت: بصراحة البادرة جد حسنة، طالما أن ذلك يصب في مصلحة كرة القدم الوطنية، حيث لا بد من التنسيق بين الطرفين من أجل حوار بنّاء ومستمر وتبادل الرأي في كل صغيرة أو كبيرة تهم هذه الرياضة، إذ الإنطلاق يجب أن يكون من النادي الذي يشكل قاعدة ارتكاز، ومن تم أهمية هذا اللقاء الذي من شأنه أن يساهم في التحول الذي تنتظره كرة القدم الوطنية في إطار ولوج عالم الإحتراف الذي يعتبر المنفذ الوحيد للخروج من وضع لا يعكس واقع الكرة الوطنية قاريا، عربيا ودوليا· المنتخب: في نظرك أين يكمن الخلل؟ - نيبت: الوضع الحالي لا أعتبره مأساويا، بحكم أن الحلول موجودة وتنطلق من الإهتمام بالقاعدة التي هي النادي وبطولة قوية تفرز لاعبين في المستوى يلجون الإحتراف بجدارة واستحقاق ويكونون مرتكزات المنتخبات الوطنية على اختلاف فئاتها· أظن أن مخطط الجامعة يندرج في هذا الإطار وأن تنفيذه في إطار إحترافي لا بد أن يعطي الثمار التي نتوخاها· المنتخب: عشت مرحلة مماثلة خلال مونديال 1994، أين أوجه المقارنة بين الظرفيتين؟ - نيبت: لا أظن أن هناك أوجها للتشابه باعتبار أننا تأهلنا لمونديال 94 بقوة وقناعات وبمدرب مغربي هو عبد الله بليندة، إلا أن ظروف التي عاشها الفريق لم تساهم في ظهورنا بالصورة التي تعكس تواجد فريق أعتبره في مستوى منتخب 1986، والسر في ذلك أن جل العناصر المحترفة وافدة من البطولة الوطنية وحضور المحلي تجلى في الفريق الثاني الذي لعب على صعيد كأس إفريقيا، وهذا يبين أن البطولة كانت غنية ورفيعة المستوى، أما الفريق الحالي فجله من مدارس كرة القدم الأوروبية وهو ما يتطلب تأقلمهم، وهذا يتطلب الوقت وكثرة المقابلات الإعدادية وقيادة في المستوى· المنتخب: أين تكمن قوة منتخبات الأمس؟ - نيبت: أقولها وأكررها البطولة هي المحطة والنادي إطار لصقل المواهب وإعطاء بطولة قوية ولاعبين قابلين للإندماج في المنتخبات الوطنية، وكل تألق ينعكس على الجو العام ويعطي بطولة منتجة وغير استهلاكية فقط· قوة المنتخب الوطني بالأمس في لاعبين منحدرين من بطولة محلية قوية ومحترفين طوروا أساليبهم وأغنوا تجربتهم الدولية لوضعها رهن إشارة الفريق الوطني وبات تأقلمهم مع الجو الإفريقي واقعا، وبالتالي سمح ذلك بحضور وازن وقوي عالميا وإفريقيا· المنتخب: والمنتخب الحالي ما حكمك عليه؟ - نيبت: كعنصر عشت فترة طويلة في كنف المنتخب الوطني وذقت الحلو والمر عبر مواجهات دولية قوية وكلاعب لم يتأخر عن الحضور كلما تم استدعائي، يجب ألا ينتظر مني أن أنتقد الزملاء الحاليين، علما أن لا أحد يرغب في الخسارة وأن كل تألق له إنعكاس على حياة اللاعب في النادي الأوروبي، كل ما هناك أن الفريق الحالي يجتاز مرحلة صعبة هي واردة في كرة القدم· الوضع الحالي هو تواجد خليط، وأعتقد أن هذا الخليط لن يعطي أكله إلا إذا احترف المحلي وأصبح أقوى مستوى من المحترف الأوروبي· المنتخب: الظرفية التي تعيشها الكرة الوطنية تقتضي البحث على الطائر النادر لتدريب الأسود، ما هو بروفيل هذا الطرف في نظرك؟ - نيبت: أنا لا أستشر في هذا الموضوع، وسأتحدث بلسان طرف من الجمهور، حيث بات واضحا أن هناك نوعا من الغموض الناتج عن تسلسلية النتائج السلبية، وهذا يقتضي التغيير، إلا أن الإختيار يجب أن يكون على أسس علمية وواقعية، أنا لا أفرق بين المدرب المغربي والأجنبي إلا بالكفاءة، لذا فعلى المسؤولين أن يسلكوا المنهجية التي يتم بها اختيار الإطار التقني المناسب، حيث تتبع وافتحاص كل سلوكاته والنتائج التي حصل عليها قبل تعيينه، كما يجب أن نساعده للقيام بواجبه في اتجاه واحد هو الصالح العام· المنتخب: أين تكمن صعوبات الإختيار؟ - نيبت: من جهة أرى أن القاعدة موجودة على مستوى التركيبة البشرية، حيث يوجد لاعبون في المستوى، لذا فإن الإختيار يجب أن يركز على قدرة الطرف الجديد على خلق دينامية جديدة إعتمادا على الرصيد المتواجد، وأن ننطلق في إطار إعداد فريق للمنافسات القادمة عبر لقاءات ودية إعدادية وفي إطار برنامج هادف إلى العودة إلى الأضواء، أما جنسية المدرب فلا تهم، لطالما أن الأهم هو كفاءته· المنتخب: كلمة أخيرة حول المدرب المرتقب؟ - نيبت: قبل الحديث عن المدرب المرتقب يجب أن نتفق على شيء مهم، ألا وهو التركيز على البناء القاعدي، وأمامنا أمثلة كثيرة للدول الإفريقية التي تحضر أقوى المحطات العالمية على مستوى الناشئين، فلا تجد مشاكل في بناء منتخبات الكبار التي تسير في نفس النهج أي الحضور في المنافسات الكبرى، وإذا هيأنا كل الظروف سيكون من السهل التعامل مع مدرب وطني، وكما قال السيد الرئيس فنحن بحاجة لناخب وطني لأن مشكل الإختيار هو المهم في هذه الظرفية· المنتخب: هل تظن أن هناك أزمة ضمير عند بعض اللاعبين الذين قاطعوا المنتخب؟ - نيبت: هذا لا أقبله لأنني أعرف أن كل لاعبي المنتخب الوطني يحبون فريقهم ويخلصون للقميص الوطني، كما أخلص له القدماء، كل ما هناك أن ظروفا مر بها بعض اللاعبين وما أظن أن الذين قدموا رخصا طبية كان القصد منها إيجاد مبرر للغياب والتملص، لذا يجب أن يستمر الإعتماد عليهم حسب منظور المدرب الجديد إذا كان هناك جديد·