أكد يوسف العمراني الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن المغرب متشبث بإرساء متوازن ومواكب لشراكته مع الاتحاد الأوروبي. وقال العمراني خلال ندوة، يوم الأربعاء الماضي بالرباط حول موضوع «الوضعية المتقدمة، المغرب الاتحاد الأوروبي: فاعلون جدد، آفاق جديدة»، إن « المغرب متشبث، بشكل خاص، بإرساء متوازن ومواكب لشراكته الثنائية مع الاتحاد الأوروبي، ولعلاقاته الثنائية مع الكيانات الإقليمية الأوروبية على غرار كاطالونيا، وكذا لعلاقاته الثنائية مع البلدان الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الاتحاد من أجل المتوسط». واعتبر أن «التفاعل بين الجوانب الثنائية، والإقليمية وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي يضفي مزيد من التماسك، والأهمية، والكفاءة، لتطلعه المتجدد على الدوام، لتحقيق تقارب نموذجي مع الاتحاد الأوروبي، وخلق شراكة متعددة الأبعاد معه من شأنها أن تواكبه في إصلاحاته الدينامية». وأضاف أن «المغرب منخرط بشكل كبير لإرساء فضاء للقيم المشتركة مع الاتحاد الأوروبي وكذا فضاء اقتصادي مشترك» مشيرا إلى أن العلاقات بين الجانبين «مدعوة في الوقت الراهن لأن تشهد دفعة جديدة في مستوى المستجدات الجديدة بأوروبا، والربيع العربي، وخاصة التطورات الكبيرة التي حققتها المملكة في الفترة الأخيرة». وذكر المسؤول المغربي في هذا الإطار أن الوضع المتقد الذي منحه الاتحاد الأوروبي إلى المغرب عام 2008، يستمد قاعدته الأساسية من الخصوصية والأهمية الاستراتيجية للعلاقة بين الجانبين والتي تتميز بثلاث ملامح رئيسية من بينها، تجذر تاريخي قوي، وانسجام اقتصادي وثقافي وإنساني مكثف بشكل متزايد، وإدارة متزايدة لتلك العلاقة من قبل فاعلين اقتصاديين وجمعويين وجهات غير حكومية. واعتبر العمراني أن تبني البرلمان الأوروبي لاتفاقية التبادل الحر في المجال الفلاحي دليل جديد على الشراكة الخاصة القائمة بين الجانبين، ويعكس قوة هذه الشراكة وعودة الوعي لدى البرلمانيين الأوروبيين بخصوص الطابع الاستراتيجي المفيد للعلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وأوضح أن مشاركة المغرب في برامج ووكالات الاتحاد الأوروبي تشكل دعما وتشجيعا للجهود المبذولة من قبل المملكة لإرساء الإصلاحات التي باشرتها. وأكد العمراني أن المغرب يعتبر أن الوقت مناسب لتبني مقاربة للشراكة أكثر طموحا وتتماهى مع المستجدات الإقليمية، مشيرا إلى وجود توافق تاريخي بين المغرب والاتحاد حول السبل الواجب اتباعها اعتبارا «لتفرد شراكتهما المتميزة بالثقة والهدوء والطموح». وذكر أن «بإمكان الجانبين بناء شراكة متقدمة، تشكل نموذجا للمنطقة الأورومتوسطية» داعيا في هذا الإطار إلى اعتماد رؤية أكثر وضوحا وتدابير مواكبة في إطار سياسة الجوار.