دعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) إلى التفكير في مستقبل اللغة العربية من خلال التركيز على السبل والوسائل الكفيلة بإخراجها من «الوضع الصعب الذي تتخبط فيه وتمكينها من احتلال المكانة اللائقة بها إلى جانب لغات الأمم الأكثر تقدما في العالم». وحثت المنظمة، التي اعتادت منذ ثلاث سنوات، الاحتفال في الأول من شهر مارس من كل سنة بيوم اللغة العربية، في بيان صدر اليوم، من مقرها بالعاصمة التونسية، العرب على «التفكير في وضع اللغة العربية القومية راهنا ومستقبلا ، باعتبارها عماد هويتهم والدرع الواقي لثقافتهم لاحتوائها كنوز تراثهم العلمي الأدبي والديني واحتضانها لإبداعهم الفكري والأدبي المعاصر». وشدد البيان على أن اللغة العربية «مهددة في وجودها من جراء ما تلقاه من منافسة شرسة في المؤسسات التربوية ووسائل الإعلام ومعلقات الإشهار ومطبوعات المصارف المالية وأسماء المحال العمومية والوثائق الطبية، إما من اللغات الأخرى وإما من الدوارج المحلية? وإما من كلتيهما معا». واعتبرت المنظمة أن الخطر الأكبر الذي يهدد اللغة العربية يتمثل في كون الطفل العربي نشأ في محيط لغوي لا يسمح له باكتساب لغته وإتقان استعمالها على الرغم من الجهود التي بذلها المربون في تلقين الناشئة قواعد اللغة العربية وترغيبها في المطالعة. وأرجعت الألكسو «الأسباب العميقة» للواقع الراهن «المتردي» للغة العربية إلى «غياب السلطة اللغوية اليقظة، التي تسهر على سلامة اللغة القومية وتتمتع قانونيا بصلاحية التدخل الفوري لحمايتها من التشوه والتحريف بإصلاح ما يرتكب فيها من أخطاء وتوفير اللفظ الفصيح كلما استعمل محله لفظ أعجمي أو دارج، ما عدا ما أقرته المجامع من ألفاظ غير عربية لكنها منسجمة مع البنى الصوتية والصيغية للكلم العربي الفصيح». وشددت المنظمة على ضرورة التفكير في مستقبل اللغة العربية من خلال التركيز على السبل والوسائل الكفيلة بإخراجها من «الوضع الصعب الذي تتخبط فيه وتمكينها من احتلال المكانة اللائقة بها إلى جانب لغات الأمم الأكثر تقدما في العالم»، داعية العلماء والخبراء من كل الأقطار العربية للعمل على الارتقاء بها إلى أعلى المراتب. وبعد أن ذكرت المنظمة بالمشاريع والبرامج التي أنجزتها من أجل صيانة اللغة العربية وتطويرها، كمشروع «النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة»، أعربت عن أسفها لكون هذه الجهود «لم تفض إلى تحقيق الأهداف المنشودة»، معتبرة أن الأمر مرتهن «بقرارات سياسية موحدة ينبغي أن تتخذها الدول العربية وتلزم بها هياكلها ومؤسسات القطاع الخاص فيها». ودعت الألكسو إلى إصدار قرارات سياسية عربية «جريئة تضع حدا لوضع اللغة العربية الراهن وتفتح أمامها كل السبل التي تتيح لها الاضطلاع بدورها في نقل الأمة العربية إلى مجتمع المعرفة».