سلطت الصحيفة الإلكترونية اللندنية (ميدل إيست أونلاين)، أول أمس الثلاثاء، الضوء على الدعم الأمريكي للمخطط المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية وهو الدعم الذي أعادت كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التشديد عليه، الأحد الماضي بمناسبة زيارتها للمملكة. وأوضحت الصحيفة أن كاتبة الدولة الأمريكية لم تدخر أي جهد، أثناء «زيارتها التاريخية» للمنطقة، للتقريب بين الجزائر والمغرب لما يتمتعان به من ثقل استراتيجي وباعتبارهما محركي المغرب العربي. وشددت الصحيفة على أن المسؤولة الأمريكية راغبة في تقديم الدعم لعملية إحياء اتحاد المغرب العربي وكذا للإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقضائية بالمنطقة? مذكرة بزيارتها لتونس والجزائر قبل أن تحل بالمغرب. وأشارت الصحيفة إلى أن الدعم الأمريكي للمشروع المغاربي تم التعبير عنه في وقت سابق من طرف الإدارات الأمريكية على عهدي الرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش? مذكرة بمبادرة إيزنستات التي تروم توطيد الاندماج الاقتصادي بالمنطقة. وأبرزت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوربي ليس لهما أية مصلحة في أن يظل الفضاء المغاربي «مبلقنا» وكشفت أن الولاياتالمتحدة منذ إدارة نيكسون وحتى الإدارة الحالية بقيادة أوباما، على وعي كامل بالوزن الإستراتيجي للمغرب في الهندسة الأمنية لمنطقة المغرب العربي. وأضاف الموقع أنه، لهذا السبب، يتبنى المغرب والولاياتالمتحدة مواقف متقاربة بخصوص ضرورة تطوير وتعزيز شراكة إستراتيجية، مبرزا في هذا السياق الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للولايات المتحدة في يونيو 2000. وتعززت هذه العلاقة على المستويات الاقتصادية والعسكرية، يضيف نفس المصدر، مذكرا بكون المغرب منح وضع حليف متميز غير منتمي لحلف شمال الأطلسي طيلة ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. وبالعودة إلى قضية الصحراء المغربية سجلت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة تسعى لإيجاد حلول ذكية ومستدامة للنزاعات بمنطقة المغرب العربي، مشددة على كون الرباط وواشنطن اتفقتا على كون مخطط الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة يوفر الأرضية الأساسية للمفاوضات غير الرسمية حول الصحراء في مانهاست، بضواحي نيويورك، تحت إشراف الأممالمتحدة. وذكرت الصحيفة بأن خبراء ومحللي قضايا محاربة الإرهاب نجحوا في تحديد الروابط الكارثية بين «البوليساريو» والمجموعات الإرهابية التابعة للقاعدة بمنطقة المغرب العربي والساحل. وشدد نفس المصدر على أن المغرب فرض نفسه كحليف لامحيد عنه بالنسبة للولايات المتحدة، مذكرا بالتقارب الذي تشهده العلاقات المغربية الجزائرية في أعقاب الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني للجزائر. وذكر الموقع بأن تولي المغرب لرئاسة مجلس الأمن سمح للمملكة بلعب دور مؤثر في الدفاع عن القضايا الإفريقية والعربية وتعزيزها.