خيارات غيريتس وراء فشل المنتخب.. والحرب ضدي سبب اغترابي بقطر تحدث الإطار المغربي حسن حرمة الله الدكتور في علوم الاقتصاد والتربية والرياضة والمدرب، عن الخروج «المذل» للمنتخب الوطني من الدور الأول لنهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بغينيا الاستوائية والغابون، معتبرا أن النتيجة السلبية التي حصدها «أسود الأطلس» كانت بسبب اعتمد الناخب الوطني إيريك غيريتس على تشكيلة وصفها حرمة الله ب «غير جاهزة ومنهكة العناصر». ومزق حسن حرمة الله حاجز الصمت، حيث صرح المدرب المغربي في حوار مع «بيان اليوم» أن السبب الذي يدعوه إلى تفضيله الاغتراب والابتعاد عن أرض الوطن، أن أشخاصا حاربوه وتآمروا عليه وعرقلوا مبادراته العلمية الرامية إلى تكوين المدربين وتحضيرهم، في انتظار أنيفتح مسؤولو الرياضة الوطنية هذا الملف ليعرفوا من كان وراء هجرة هذا الإطار المغربي الذي تستفيد منه كرة القدم في دولة قطر، ويقدم لها تجاربه العلمية وخبراته. وبخصوص الإقصاء المبكر للمنتخب المغربي، قال حرمة الله «بالفعل أقلقني هذا الإقصاء، خاصة وأن الجميع كان يأمل ويتمنى تجاوز الدور الأول والخروج بنتيجة إيجابية، لأن منتخبنا يتوفر على لاعبين من العيار المميز، وجامعة كرة القدم وفرت كل الإمكانيات ووضعتها للمنتخب الوطني ومدربه البلجيكي إيريك غيريتس، وهذه الإمكانيات بحجمها وقيمتها المادية والمعنوية لم توفر قط للمدربين المغاربة، والذين سبق أن دربوا المنتخب وأعني بذلك بادو زاكي، محمد فاخر وغيرهما». وأضاف «المدرب غيريتش لم يحقق المطلوب وكان الفشل. والأسباب واضحة، وتتمثل في اعتماده على لاعبين لا يمارسون في أنديتهم الاحترافية وليسوا أساسيين. وأعتقد أن دراسة مستوى وقيمة الفرق المنافسة لم تتم، وذلك بسبب الغرور واستصغار الخصم، وكأن منتخب تونس لا يتوفر على مدافعين ومهاجمين». وأوضح الإطار المغربي أن «لاعبي منتخبنا الوطني ظهروا بحماس مفرط، وبدون طريق منضبطة تأخذ بعين الاعتبار قيمة الخصم. وهذا العامل تعود مسؤوليته للإدارة الفنية التي تتكلف بدراسة وتقييم مستوى الفرق المنافسة وترصد مواطن القوة والضعف لديها وتضعها في تقارير نوجهها للمدرب الذي بدوره يستثمرها في تداريبه التحضيرية. وقبل موعد المنافسات بأسبوعين يكون لاعبو المنتخب قد تمرنوا واستعدوا وفق ما ينتظرهم من منافسات وما يملكه الخصم من مؤهلات تقنية وتكتيكية، وهذا العمل يتم تلقينه نظريا وميدانيا. ويبدو أن نهجا مماثلا افتقده المنتخب الوطني». وعن مدى صحة رفضه العودة لأجل الاشتغال في المغرب، قال حرمة الله «من يروجون أنني أرفض العمل في بلدي أعتقد أنهم من المجموعة التي حاربتني عندما كنت أشتغل في الإدارة الفنية بجامعة كرة القدم. حاربوني وضربوا البرنامج الذي كنت أعتمده. وضمن ذاك البرنامج كنت أهدف إلى تكوين لاعبي المنتخب الوطني ومن اللائحة: ظلمي، الحداوي، بودربالة، التيمومي، وغيرهم وحتى بعض اللاعبين الذين حملوا قميص المنتخب في السبعينات». وتابع «جميع اللاعبين الذين كانوا في المنتخب الوطني كنت قد اتصلت بهم لدخول مجال التدريب من بوابة التكوين والدراسة. وطلبت من رئيس الجامعة آنذاك الكولونيل الحسين الزموري ليرخص إلي بطلب التنسيق مع الاتحادات الفرنسية، الهولندية، والبلجيكية لكرة القدم. وطلبت من الاتحاد الفرنسي أن نوحد الدروس، ونستعين بخبرائه في دورات تكوينية بالمغرب». وأضاف حرمة الله «أعددت المرحلة الأولى في التكوين في سنة 1994. وآنذاك اقترحت أن تكون الشهادة المحصلة في المغرب معترف بها بأوروبا. وكنت أشتغل بهدف التنسيق بين وزارتي الشباب والرياضة في المغرب وفرنسا، لينعكس العمل على اتحادي الكرة بالمغرب وفرنسا. لكن وللأسف بعض الناس ممن أزعجهم تكوين الأطر المغربية خافوا منه، ومنهم من أعلنها جهرا». وقال المدرب السابق لنادي أم صلال القطري «أتذكر أنه في يوم الاثنين 4 أكتوبر 1994 موعد انطلاق التكوين، تحرك الشخص الذي ناهض ورفض المبادرة. عرقل التكوين وأغلق أبواب معهد مولاي رشيد ومنعني من العمل. وبعد ذلك تعرضت لمشاكل ومناورات من نفس الشخص ومن معه ممن اجتهدوا في تشويه سمعتي بترويج الشائعات ضدي». وأضاف «أطلب منكم أن تحاوروا الأطر التي أشرفت على تكوينها في معهد مولاي رشيد مهنيا وأفتخر بهم ومن بينهم: الحسين عموتة، سعيد شيبا، عبد الهادي السكتيوي، جمال الدين لحرش، عمر، وغيرهم. اسألوا هؤلاء الأطر الكفأة من كان يحارب الزبونية والتلاعب في نتائج الاختبارات والتدخلات في المعهد. ويمكنكم أن تسأليهم كيف كنت أصر على أن يلتحق بالمعهد التلاميذ الأبطال من ذوي الكفاءات في إطار واضح وشفاف. وأسلوب عملي لم يكن يعجب الآخرين». وأشار المدرب المغربي إلى «أنه في سنة 1994 عندما تأهل المنتخب الوطني لمونديال أمريكا، أنا الذي كنت صاحب فكرة جمع فريق يتكون من لاعبين في سن 13 سنة ليحضر المونديال، حتى يستفيدو ويستعدوا للمنافسات القارية التي أقيمت في المغرب سنة 1997. وهو المنتخب الذي توج باللقب مع المدرب رشيد الطاوسي. ولا زلت أتذكر ما عشته عند اختيار لاعبي المنتخب (13 سنة) للسفر إلى أمريكا كيف تدخل بعض (الناس) ليدفع أولادهم بهدف الاستفادة من السفر... لكنني كنت صارما ورفضت التلاعب؟؟ والذين يروجون اليوم أنني أرفض الاشتغال في بلدي هم من كانوا دائما ضدي». واختتم حرمة الله حديثه قائلا «شخصيا سأعود إلى وطني في الصيف القادم (يونيو أو يوليوز). وسوف اشتغل في الإدارة الفنية بالجامعة إذا رغب المسؤولون في ذلك، أما إذا تعذر ذلك، فسوف ألتحق بناد طموح، وذلك بهدف المساهمة في تطوير منتوج كرة القدم المغربية».