طليقة الضحية خططت للجريمة وخليلها نفذها بمعية صديقه في أقل من أسبوع، تمكنت عناصر الشرطة القضائية بالمحمدية، من فك لغز جريمة قتل، ذهب ضحيتها المسمى قيد حياته محمد حلمي في عقده السادس، بعد أن وجدت جثته صبيحة يوم الأحد رابع فبراير الجاري، بشقته الكائنة ب»مجموعة الياسمين»، بعالية المحمدية، تحمل آثار عدة طعنات سكين في مختلف أنحاء جسمه، حيث أحيل ثلاثة متهمين صبيحة أمس على الوكيل العام لدى استئنافية الدارالبيضاء، بعد انتهاء البحث التمهيدي معهم، ويتعلق الأمر بمطلقته ثورية وخليلها نبيل.ر وصديقه طارق. وهذان الأخيران من ذوي السوابق العدلية، ويتراوح سنهما ما بين 23 و 24 سنة. وقد أعيد تمثيل هذه الجريمة الشنيعة التي اهتزت لها ساكنة المدينة، بعد زوال يوم الأحد الماضي، بعد أن تم وضع حواجز أمنية أمام الإقامة السكنية التي نفدت فيها الجريمة. وتحت حراسة أمنية مشددة، شاركت فيها مختلف الأجهزة الأمنية، تحت إشراف مسؤولين أمنيين، تمت إعادة تمثيل أطوار الجريمة، التي كانت تقاطعها صيحات مئات المواطنين المتجمهرين، الذين نعتوا المتهمة ب»المجرمة والقاتلة والفاسقة» مطالبين بالكشف عن وجهها أمامهم، لكونها كانت تضع خمارا على وجهها، كما طالب آخرون بإعدام جميع المتهمين حتى يكونوا عبرة للآخرين، فيما أجهش مواطنون آخرون بالبكاء أغلبهم من عائلة الضحية وأصدقائه ومعارفه الذين أجمعوا على دماثة أخلاقه وطيبوبته وحسن أخلاقه واستقامته. ووفق المعطيات التي قدمتها عناصر الشرطة القضائية من جهة، التي أشرفت على إعادة تمثيل الجريمة، فقد كان هناك اتفاق مشترك بين المتهمة وخليلها بعد أن أقنعته بتصفية طليقها الذي انفصل عنها قبل شهور، وسرقة ماله، معتقدة أن الأموال التي تم تحصيلها عبر بيعه لفيلا باللويزية توجد بشقته. هكذا، وبعد أن تعرف الخليل على الضحية، من خلال الصور التي قدمتها له المتهمة، ترصد له داخل العمارة، ليلة عيد المولد النبوي، وبمجرد أداء الضحية لصلاة العشاء، ولج شقته، ليفاجئه المتهم بطعنات سكين متتالية أردته قتيلا، بعد أن قاومه الضحية، حيث أصابه بدوره على مستوى رأسه. وبعد أن تأكد من موته، قام بتفتيش باقي الغرف حيث وجد مبلغ 300 درهم كما قام بسرقة هاتف الضحية وثلاثة بطائق بنكية وبعض دفاتر الشيكات، ليتصل هاتفيا بعد ذلك بطليقة الضحية، التي «هنأته» على جريمته، بقولها له «على سلامتك»، وتأمره في الوقت نفسه بفتح قنينة الغاز، لخلفيات متعددة، منها إضرام النار في الشقة لتبديد كل معالم الجريمة. في حين ظل صديقه ينتظره خارج الإقامة يراقب محيطها بعد أن تعذر عليه الدخول لكون باب العمارة أغلق تلقائيا بعد ولوج الضحية. بعد ذلك، وفي نفس الليلة، تخلص القاتل من أداة الجريمة برميها بوادي المالح، وبالضبط تحت قنطرة سامير، مع التخلص من هاتف الضحية وهاتفه الشخصي وكذا ملابسه بإضرام النار فيها، وهي المشاهد التي أعاد تمثيلها المتهم الرئيسي. ولم يخف المتهم الرئيسي ندمه على اقترافه هذه الجريمة، حيث كان يصيح بأعلى صوته في إحدى اللحظات، وهو ينظر إلى الحشود التي كانت تطالب بإعدامه، موجها كلامه إلى المتهمة: «...سيري يا القتالة، لعبتي بيا ونا قد واحد في ولادك، لعنة الله عليك». وقد توصلت الشرطة القضائية إلى المتهم الرئيسي، عبر بحث تقني في أرقام هاتفي الضحية وطليقته، حيث تبين لهم أن صاحب رقم هاتفي كان يتصل بالضحية وطليقته في نفس الوقت، وبعد تعميق البحث مع المتهمة، كشفت عن هوية صاحب الرقم الهاتفي الذي كان مجهولا لدى الفاعل الاتصالاتي. وبعد محاصرته بدوره، اعترف بجريمته، وبكون طليقة الضحية، هي من حرضته على ذلك، مقابل أن تتزوجه، قبل أن يستعين بدوره بصديقه من أجل تنفيذ الجريمة. وكان القاتل قد اتصل في وقت سابق بالضحية، من أجل التقائه، قبل أيام قليلة من وقوع الجريمة، لكونه لم يكن يعرفه، لكن اللقاء لم يتم، ربما خوفا من أن يكشف عن هويته. وكانت إحدى بنات الضحية، هي التي اكتشفت جثة والدها، وسط بركة من الدماء، عندما قامت بزيارته صبيحة يوم عيد المولد النبوي، حيث حضرت إلى عين المكان عناصر الشرطة التقنية والعلمية التي قامت بأخذ البصمات الجينية من مسرح الجريمة، كما حضرت طليقته التي كانت تظن أنه بنواحها ودموعها المثيلة بدموع التماسيح ستبعد عنها الشبهات، أكثر من ذلك، قامت بارتداء لباس أبيض، تعبيرا منها عن حزنها... كما أقامت حفل عشاء في اليوم الموالي لدفن الضحية،..لكن كل هذه الخرجات والشطحات، ستضع لها عناصر الشرطة القضائية بالمحمدية حدا باعتقالها، بعد أن أكدت كل الدلائل التي تم تجميعها على أنها العقل المدبر لهذه الجريمة. تجدر الإشارة، أن الضحية متقاعد من شركة» كريسطال» بعين حرودة، له أربعة أبناء، انفصل عن زوجته منذ شهور قليلة، بعد أن شك في خيانة زوجته له، وهو الأمر الذي أكدته التحريات، حيث اعترف القاتل بأنه كانت تربطه علاقة غير شرعية بالمتهمة التي كانت تستضيفه بمنزلها في غياب أبنائها، كما كان يستضيفها بدوره بمنزله.