تم انتخاب الحسين بن المومن كاتبا وطنيا للمركزية النقابية اللجان العمالية المغربية خلفا لسلفه عبد المجيد الدويب الذي شغل هذا المنصب منذ التأسيس. ويأتي انتخاب الكاتب الوطني الجديد بالإجماع خلال المؤتمر الوطني الثاني للمركزية النقابية المنعقد تحت شعار «الطبقة العاملة قوة التغيي» يوم الأحد 13 يونيو 2010. وشارك نحو 150 مؤتمرا في فعاليات هذه المحطة الانتخابية التي مرت في جو من الانضباط والشعور بالمسؤولية من قبل مناضلات ومناضلين يمثلون جميع القطاعات المنضوية تحت لواء المركزية النقابية، من تعليم، صحة، موانئ، بلديات، خدمات، نقل حضري لمدينة بيس، وفوسفاط إضافة إلى طرقيين ومستثمري النقل الطرقي وحاملي البضائع. ومن أهم ما جاء خلال كلمات الضيوف، الرسالة التي بعث بها نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إلى المؤتمرين والتي نوه فيها بخصال عبد المجيد الدويب الكاتب الوطني السابق للمركزية النقابية وبتضحياته الجسام إلى جانب الطبقة العاملة منذ ستينيات القرن الماضي، مما جعل رفاقه في حزب التقدم والاشتراكية، تقول الرسالة، يبؤونه المكانة اللائقة به كعضو بمجلس رئاسة الحزب اعترافا له بما قدمه من خدمات للطبقة الشغلية، وتعبيرا أيضا على قدرته على مواصلة العطاء. ودعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، المؤتمرين إلى المزيد من العمل والاجتهاد داخل التنظيمات النقابية، خاصة الفئات الاجتماعية والمهنية وغيرها من القطاعات التي يعتبرها على الدوام أحد روافد إغناء الحزب وتجديد كفاءاته، مشددا في ذلك على ضرورة وحدة نضالات الطبقة العاملة ووحدة المصير، ومتمنيا في ختام رسالته النجاح للمؤتمر. وقد تمت المصادقة في ختام أشغال اللجن المنبثقة عن المؤتمر على القانون الأساسي ودفتر المطالب العامة والبيان العام، كما تم انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية للمركزية وعددهم 58 عضوا، هذه الأخيرة التي انتخبت بدورها مكتبا وطنيا يضم 32 عضوا يمثلون مختلف القطاعات. وأفاد الحسين بن المومن الكاتب الوطني للمركزية النقابية، بأن المؤتمر الثاني للنقابة يأتي في سياق الإجابة عن انتظارات الطبقة العاملة المنضوية تحت لواء المركزية النقابية للجان العمالية، من خلال لجان العمل حسب الأقاليم والجهات وضبط لوائح المناضلين وتحيينها، من أجل تجديد هياكل النقابة وجعلها تتقوى بأفكار وتصورات جديدة من شأنها ليس فقط إعطاء دينامية للعمل بل وأيضا الحفاظ على شروط استمرارية هذه الدينامية. وأضاف الكاتب العام الجديد في تصريح لبيان اليوم، أن عملا هائلا ينتظر المركزية مستقبلا، وأن إنجاز هذا العمل رهين بتظافر جهود جميع المناضلين، هؤلاء الذين اعتبر تواجدهم داخل النقابة رافعة أساسية لتهييء الدخول الاجتماعي وباقي المحطات القادمة. مبرزا في الوقت نفسه، أن الحفاظ على الدينامية المطلوبة يقوم على مرتكزين أساسيين، أولهما، ضمان تمثيلية جميع القطاعات داخل الهياكل المسيرة للنقابة، وثانيهما، التأكيد على الموقف المعادي للتوجه الليبرالي داخل المركزية النقابية، هذا التوجه الذي لايخدم بأي حال من الأحوال المصالح الحيوية للطبقة العاملة. وأشار الحسين بن المومن إلى أن عمل المركزية النقابية ينصب أساسا على دعم وتهيئ التنظيمات النقابية المنضوية تحت لواء اللجان العمالية عبر حلقات التكوين التي تنظمها الجامعة العمالية التابعة لهذه المركزية، مع ترك اتخاذ المواقف والمبادرات لهذه التنظيمات في تعاملها مع الجهات الرسمية. وعلى الإكثار من الاجتماعات العادية والاستثنائية بغرض التواصل وفتح إمكانات إيجاد نوع من التقاطع بين القطاعات لتسهيل تشخيص المشاكل واقتراح الحلول. ومن جانبه أفاد عبد المجيد الدويب الكاتب الوطني للمركزية النقابية للجان العمالية، سابقا، بالمغزى من عدم رغبته في الترشح لمنصب الكتابة الوطنية للنقابة، والمتمثل في فسح المجال لباقي المناضلين الآخرين ممن تتوفر فيهم الشروط اللازمة لتحمل المسؤولية، إعمالا لمبدإ التداول على المنصب وإغناء لتجربة المركزية النقابية وتوسيع حجم تراكماتها النضالية، مشددا في ذلك على ضرورة الاقتداء في تدبير الشؤون النقابية بالتوجهات العامة كما ينص عليها الميثاق الاجتماعي للمركزية النقابية. هذه الوثيقة الأساسية التي تنص على أن اللجان العمالية دأبت منذ التأسيس على اتخاذ موقف معادي للتوجه الليبرالي الذي لا يخدم المصالح الحيوية للطبقة العاملة، وتعكس الموقف الطبقي للمركزية في كل شأن اقتصادي واجتماعي. وتؤكد المركزية النقابية للجان العمالية على العمل الوحدوي كخيار لابد منه لرص الصفوف ووحدة نضالات الطبقة الشغيلة، لأن العمل الوحدوي، يندرج ضمن توجهاتها كنقابة طبقية أممية تشكل جزء لايتجزأ من التنظيمات النقابية العالمية التي تصارع الرأسمالية الليبرالية. وتنضم المركزية النقابية للجان العمالية على الصعيد الدولي إلى الفدرالية العالمية للنقابات. وتطمح إلى بناء ميزان قوى جديد في المغرب ووضع حد للسياسات الحكومية التي لا تخدم بأي حال الأوضاع الاجتماعية للمأجورين وظروف عملهم. وعبر البيان الختامي للمؤتمر عن رفضه تمييع وتبخيس العمل النقابي، من خلال ابتكار أساليب جديدة للحوار الاجتماعي المغشوش والمفرغ من مضمونه قصد الإجهاز على حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة، منددا، بما يتعرض له العمال – خاصة بالقطاع الخاص- من حرمان من أبسط الحقوق وطرد تعسفي وتسريحات جماعية، معلنا بهذا الخصوص، تضامن اللجان العمالية المطلق مع عمال شركة «ايرمو» للاسمنت بالمزوضية بشيشاوة، ومع الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للصحة الذي تطالب بإرجاعه إلى عمله فورا، وتنفيذ الأحكام الصادرة في هذا الشأن، كما تعبرعن تضامنها مع كافة عمال المناجم بالمغرب قصد تحسين ظروف عملهم والاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة. وشدد البيان الختامي على وحدة العمل النقابي وفقا لمنظور اللجان العمالية الوحدوي الاستراتيجي وذلك لرص صفوف الطبقة العمالية وللدفاع عن مصالحها المشتركة ذلك لأن ملفها المطلبي كل لا يتجزأ. وطالب البيان ذاته، بتحسين أوضاع الشغيلة وفق سياسة أجور عادلة ومنصفة من خلال تفعيل مقتضيات السلم المتحرك للأجور وحماية القدرة الشرائية وضمان تغطية صحية واجتماعية لكافة العمال والأجراء والشغالين في إطار ميثاق اجتماعي يضمن للمواطن الكرامة والعيش الكريم. كما يطالب بإرساء جهوية موسعة تنبني أساسا على تحقيق فرص التكافؤ والتنمية والتضامن والانسجام، ضمانا لتطلعات كافة المواطنين. وقد أدان المؤتمرون بشدة الهجمة الوحشية التي تعرضت لها قافلة الحرية من قبل الآلة الحربية الصهيونية التي لا تفوت أية فرصة لفرض المزيد من الحصار والتقتيل والتجويع على الشعب الفلسطيني الأعزل. الحسين بن المومن في سطور بن المومن الحسين من مواليد مدينة الرباط في فاتح ماي 1954، متزوج وأب لطفلة واحدة، مهنته أستاذ. حاصل على شهادة الإجازة تخصص تاريخ من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة الدارالبيضاء. مثل اللجان العمالية في منتديات عديدة، كان آخرها تمثيل المركزية النقابية بدولة الصين الشعبية في إطار الكنفدرالية العالمية للنقابات. التشكيلة الجديدة للكتابة الوطنية للجان العمالية المغربية الكاتب الوطني: الحسين بن المومن النائب الأول: محمد حجاب النائب الثاني: عبد العالي خافي النائب الثالث: التهامي أوفي أمين المال: البوكيلي الحسين مولاي ادريس نائب أمين المال: عبد الكريم كارا المستشارون: نور الدين طلال- أحمد عكراش- نور الدين أبو نعيم- عبد الغني بلهروش- عبد العالي بن العواد- مصطفى البغدادي - موسى لحلي - بوشعيب بورادي - محمد البركالي - الحسين وبير - عبد الحق ديدي - أحمد ايدر- ولد بابا- مصطفى الرجالي - عبد الحق لشهب- الميلود الصافي- رشيد روكبان - فاطمة قيجو- محجوبة عبو الشريف - عبد الرزاق المواق – نور الدين الأعرج- يونس بولاق - حميد مبروك – أحمد بنيس- عبد الحق صدار – أحمد عدال.