التأم المؤتمر الوطني التأسيسي للنقابة الديمقراطية للاتصال السمعي البصري بإشراف عبد الحميد فاتحي نائب الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل والإخوة العربي الحبشي وعبد الرحمان الهاشمي عضوي المكتب المركزي ، وذلك يوم السبت 18 أبريل 2009 بالمقر المركزي للنقابة بالرباط، وبحضور حسن طارق عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومحمد العوشاري عضو المكتب السياسي للحزب العمالي، والطيب منشد أحد رموز الحركة النقابية بالمغرب، وعبد القادر أزريع فاعل اجتماعي، ومحمد بنداوود الكاتب العام للاتحاد المحلي بالرباط ومحمد رشيد عزوز الكاتب العام للاتحاد المحلي بطنجة. وتمثلت نوعية الحضور لهذه المحطة التأسيسية في مختلف المنابر الإعلامية الموجودة ببلادنا كالقناة الأولى، والقناة الثانية، والسادسة، والرابعة، والأمازيغية، الإذاعة الوطنية، ومديرية البث والمديرية التقنية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وإذاعة طنجة ، وبعض القنوات الفضائية : العربية، الجزيرة دبي والبي بي سي وإعلاميين متقاعدين وإعلاميين متعاقدين، وتعذر الحضور على إعلاميي قناة العيون لأسباب لوجيستيكية. في بداية أشغال هذا المؤتمر قدم محمد عباسي باسم أعضاء اللجنة التحضيرية كلمة أكد فيها أن هذا اليوم يعتبر لحظة تاريخية مملوءة بالأمل والتفاؤل نحو المستقبل للإعلان عن تأسيس نقابة تهتم بالقطاع السمعي والبصري ببلادنا، كإطار وحدوي وديمقراطي وحداثي، تلتقي فيه كل مكوناته وفعالياته لتشكل قوة اقتراحية وتفاوضية في كل ما يتعلق بالتحولات والتطورات التي يعرفها هذا القطاع، ومن أجل تطوير الممارسة الديمقراطية في بعدها النقابي والثقافي، وتقنين حرية الإعلام وضمان استقلالية العمل المهني بوضع مواثيق ومجالس تحرير، والالتزام بأخلاقيات المهنة واحترام حقوق العاملين سواء تعلق الأمر بالقطاع العام أو الخاص. وأكد محمد عباسي على أن المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى توحيد الصفوف من أجل رسم اختياراتنا المنطلقة من إيماننا العميق لحماية حقوقنا، والدفاع عن مطالبنا المشروعة قي شقيها المادي والمعنوي، وهي بالتأكيد الدافع القوية المحركة حتى نساير هذه المتغيرات ونواكب التطور السريع في مجال السمعي والبصري والبحث عن آليات مناسبة قادرة على استيعاب كل الفعاليات وتأطير أكبر عدد من العاملين بالقطاع. وبعد ذلك ألقى عبد الحميد فاتحي كلمة باسم المكتب المركزي للفدرالية، أكد من خلالها على المسار الفدرالي القصير والغني بالعطاءات والمكتسبات، والذي جاء تأسيسه استنادا على تجربة طويلة في العمل النقابي بالمغرب، انطلاقا من علاقة النقابي بالسياسي، وعلاقة النقابي بالدولة، وتجربة التدبير النقابي للمركزيات بالمغرب. كما تم استحضار التحولات السياسية التي عرفتها بلادنا منذ دستور 1996 وتجربة التناوب التوافقي والعهد الجديد، لذلك كان لابد لنا في الفدرالية الديمقراطية للشغل في مرحلة التأسيس من الارتكاز في بناء هذه المؤسسة على مقومات أساسية كالديمقراطية الداخلية والاستقلالية والشفافية في التدبير المالي، وتحديد مفهوم الانتماء النقابي، وذلك من أجل تحديث الفعل النقابي ببلادنا وبث مقاربة جديدة للمطلب النقابي، وترسيخ مقاربة جديدة لمفهوم التفاوض في العلاقة مع الآخر. وأبرز عبد الحميد فاتحي على أن هذا اليوم سيبقى يوما مشهودا في تاريخ العمل النقابي لقطاع السمعي البصري، ليس فقط لأنه لبنة أساسية لتأسيس فعل نقابي بالقطاع يستجيب لطموحات وتطلعات الشغيلة، ولكن لأن الفدرالية الديمقراطية للشغل تراهن على التوسع في كل القطاعات العمومية، وخاصة قطاع الإعلام الذي سيغني ويقوي المسار الفدرالي، باعتبار أن الإعلام يشكل سلطة رابعة في المجتمع، بالإضافة على أنه يؤثر في الفعل المجتمعي، دون أن ننسى أن الإعلام يعتبر أداة رادعة لكل انحراف أو زيغ عن الطريق في المجتمعات. وأشار فاتحي الى أن الوضعية الحالية لقطاع السمعي البصري ببلادنا والتطورات الأخيرة، تجعل لحظة تأسيس هذا الإطار النقابي ضرورة ملحة كآلية لخلق شروط الاشتغال الملائمة والإبداع، وذلك من أجل تحسين الأوضاع المادية والمعنوية ودمقرطة العلاقات المهنية وخلق المسافة الضرورية مع الإدارة، ونسج استقلالية عن كل التعليمات. وتناولت أشغال المؤتمر بالدراسة والتحليل في جو ديمقراطي ومسؤول، كلمتي المكتب المركزي واللجنة التحضيرية، واقتراحات تصب في عملية البناء التنظيمي للنقابة الديمقراطية للاتصال السمعي البصري من أجل تأسيس الفروع في جميع المؤسسات التي حضرت هذه المحطة التأسيسية والمؤسسات الأخرى التي لم تسعفها الظروف لتتبع أشغال المؤتمر التأسيسي. وبعدها انتقل المؤتمر بإشراف الأخ العربي الحبشي عضو المكتب المركزي إلى انتخاب لجنة إدارية للنقابة، التي انتخبت مكتبا وطنيا للنقابة يضم 25 عضوا.