احتضن المدرج الرئيسي لكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء عرسا احتفاليا زوال يوم الجمعة 20 يناير 2012 تكريما للبروفسور الحسين الوردي الذي حظي بشرف تحمل حقيبة الصحة بالحكومة الحالية. وقد حضر هذا اللقاء التكريمي العديد من الشخصيات والفعاليات التي تناولت الكلمة نوهت فيها بالكفاءة العلمية للبروفيسور الوردي وأخلاقه الفاضلة وسلوكه الاجتماعي اتجاه جميع شرائح المجتمع. وما ميز هذه الكلمات هو التعبير عن الإرادة الجماعية للمتدخلين لمد يد المساعدة لوزير الصحة حتى يقوم بمهامه الحكومية في هذا القطاع الاجتماعي على الوجه لأكمل. ويعتبر مسار البروفسور الحسين الوردي مثالا يقتدى به، ذلك أنه قطع أشواط التسلسل الوظيفي من طبيب داخلي الى أستاذ جامعي الى مستشار في منظمات دولية، وهذا ما أهله لترشيحه باسم حزب التقدم والاشتراكية وبالتالي نيل ثقة صاحب الجلالة الملك محمد السادس واختياره ليقود قافلة قطاع الصحة نحو الأفضل في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المغرب والدول المحيطة به. وفي تناوله الكلمة، شكر وزير الصحة المتدخلين وعرض بعض الخطوط العريضة للبرنامج الحكومي في الشق المتعلق بالصحة مؤكدا أن الهدف الأساسي من ورائه يتجلى في تمكين المواطنين من الولوج الى الخدمات الصحية والاستشفائية بشكل متكافئ وعادل. كما ركز على الاهتمام بالعنصر البشري نساء ورجال الصحة باعتبارهم العمود الفقري لتنفيذ سياسة الدولة في مجال الصحة وفق مقاربة تشاركية مبنية على الحوار والاتصال الدائم مع الشركاء الاجتماعيين. وعرف حفل التكريم لحظات مؤثرة، عندما تناول الكلمة البروفسور الوردي، حيث أجهش في لحظة بالبكاء عندما تذكر صديقه الراحل عبد الرحيم الهاروشي، موجها كلامه إلى كلوديا زوجة الراحل بالقول: «لقد فقدنا.. أخا وصديقا عزيزا علينا جميعا»، قبل أن يرفع نظارتيه الطبيتين وينخرط في نوبة نحيب، جعلت الحاضرين يقفون ويبادلونه بالتصفيقات». وقال الوردي، إن فضل الهاروشي عليه كان كبيرا، إذ يعود له الفضل في توجيهه والأخذ بيده في مجال الطب والتدريس. وفي معرض كلمته، دعا البروفسور الحسين الوردي الى عقد مناظرة وطنية بشراكة مع جميع الفاعلين في المجال الصحي وكل المهنيين بالقطاعين العام والخاص لتحديد استراتيجية جديدة غايتها تدبير مجالات الصحة وتمكين المواطنين من العلاجات الأساسية بغض النظر عن امكانياته المادية ليكون المواطن في صلب العملية الصحية. دعا جميع الاستاتذة والأطباء والممرضين والإداريين والتقنيين الى مد جسور التعاون والتشارك للتغلب على مختلف التحديات ليكون هذا القطاع الحيوي في مستوى طموحات الجميع.