سكان كريان الرحامنة يخوضون مسيرة احتجاجية للمطالبة بالسكن اللائق نظمت ساكنة كريان الرحامنة بسيدي مومن، صبيحة اليوم الأحد 15 يناير 2012 مسيرة جابت معظم شوارع وأزقة الكريان المتربة والضيقة، وذلك من أجل المطالبة بالحق في السكن وتطبيق الفصل 31 من الدستور الجديد، هذا، وقد وصلت المسيرة إلى ساحة اقامة اليقين بشارع الحسين السوسي، حيث وقف المحتجون لترديد الشعارات التي المطالبة بتسريع عملية إعادة الهيكلة ووضع جدول زمني لها، ومعلوم أن ملف السكن بالمنطقة يوجد على صفيح ساخن نتيجة غياب المحاسبة للمتورطين في تفريخ البراريك، وتكليف لجنة أطلق عليها لجنة الحكماء هذه الأخيرة التي كان يعول عليها في التخفيف من حدة المشاكل، تسببت في صراعات داخلية، كونها وذلك حسب الساكنة، كانت تخدم أجندة عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي الهادفة إلى تجميد الحركة الاحتجاجية المطالبة بالحق في السكن، حتى تتمكن بفضل ذلك من التنصل من التزاماتها المتعلقة بالقضاء على هذه الآفة التي أصبحت تشكل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة، كما أن سيدي مومن تتشكل أحياءه من مجموعة من الدواوير والبيوت الصفيحية، التي يسكنها الآلاف من الفقراء وتمثل منبتا خصبا للجريمة والدعارة وتجارة المخدرات، وظلت منسية تماما لعقود طويلة بل ظل البناء العشوائي تحت عتمة الليل هو السلوك السائد في هذا الجزء الجغرافي من العاصمة الاقتصادية للمملكة، والمتسم بالفوضى العمرانية. أجيال كثيرة ولدت في هذه الأحياء، تزوجت وولدت أجيال أخرى وتقضي حياتها وسط منازل عشوائية، تفتقر إلى أبسط شروط الحياة ,فكريان الرحامنة وطوما والسكويلة مرورا بكريان زرابة أصبحوا يمثلون مدينة قائمة بذاتها، كونهم يشكلون تجمعا سكنيا كبيرا في بيئة تفتقد لأبسط شروط الحياة الكريمة، لاتنتج سوى الإحساس بالمهانة والإقصاء والحكرة والعيش على هامش الحياة كمواطنين من درجات سفلى، وما أن تتوغل داخل هذه الأحياء حتى تلاحظ تداخل المباني العشوائية وتشابكها، أسر تعيش في أقفاص وسط الأزبال، غير بعيد عن حيوانات يتعايشون معها في انسجام تام لا تثير اهتمام أحد، أبقار، أغنام، ماعز، حمير، كلاب، دجاج، كل شيء يدل على أن هذه الطبقة المعوزة تفتقد إلى ابسط مقومات الحياة، والعيش الكريم، فهناك اسر تتكدس في حيز ضيق أثناء النوم، هذا إن استطاعوا أن يغمد لهم جفن سيما مع برودة الجو وتساقط الأمطار بغزارة ورطوبة وهشاشة البيوت التي بنيت أغلبها في الظلام وبدون أي مراعاة لمقومات البناء السلمي والمقاوم للرطوبة والحرارة. أما في فصل الصيف فحدث ولا حرج حيث إن السقف القصديري يبعث حرارة مزعجة تحس معها وكأنك في (بيت النار)، إضافة إلى تساعد على خلقه هذه البيئة القصديرية من الحشرات الزاحفة منها والطائرة التي تزعج المرء وتبعد عن جفونه النوم، خصوصا الصراصير، هذا إضافة إلى الإزعاج الذي تتسبب فيه بعض الحيوانات الأليفة حين تتعارك مع بعضها البعض أو تدخل في صراعات مع حيوانات أخرى. هذه المعارك الطاحنة التي غالبا ما يكون سقف البيوتات العشوائية مسرحا لها، والتي تقض مضجع القائمين فيها والذين يدفعون الثمن غاليا في فصل الشتاء لإصلاح أضرار التي تخلفه صراعات معارك هذه الحيوانات، حيث يسيل السقف من هنا وهناك. وتضطر بعض الأسر المقيمة في هذه العشوائيات تفاديا لغمر المياه لأفرشتها خلال الشتاء، لاستعمال الأدوات المنزلية (البانيوات/الطنجرات)، لتجميع مياه الشتاء المتسربة عبر الثقوب/ الأضرار، لأكواخها، وتسهر هذه الأسر طيلة الشتاء على هذه العملية حيث منهم من يبقى ياقظا دون أن يغمض له جفن. إضافة إلى هذه المعاناة التي يتخبط فيها سكان الأحياء القصديريه، هناك معاناة أخرى لا تقل أهمية، يعيشها بعض الشباب في هذه البيوتات، هؤلاء يضطرهم ضيق المجال في بيوت أسرهم لاسيما إن رافق هذا تعدد الأفراد وطغيان العنصر النسوي داخل هذه الأسر، للسهر ليلا و الخلود إلى النوم نهارا.