يشكل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2962 مناسبة لساكنة إقليمالحسيمة لممارسة طقوس وتقاليد موروثة وعادات راسخة تعكس تشبثهم بتراثهم الغني. ويعتبر شهر «يناير» حسب المهتمين بالتراث الأمازيغي مناسبة تؤرخ للمرور إلى العام الجديد بالنسبة للأمازيغ، الذي يصادف 13 يناير من كل سنة، وفرصة للتلاقي بين الأقارب والأصدقاء في جو احتفالي أمازيغي شعبي، والتصالح بين القبائل المتنازعة والتضرع لله لينعم عليهم بموسم فلاحي جيد. ويتم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة، الذي تطلق عليه مسميات عديدة (إناير، أسكاس، أو حكوزا)، بوصفه عيدا تقليديا مرتبطا بالفلاحة مصدر عيش القبائل الأمازيغية بمنطقة الريف منذ القدم، والذي ترجع بداية الاحتفال به إلى 950 قبل الميلاد. وفي هذا السياق، أبرز رئيس جمعية ذاكرة الريف عمر لمعلم في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الجمعية دأبت منذ تأسيسها 2005 على الاحتفال بحلول السنة الأمازيغية في يوم 12 يناير من كل سنة الذي يصادف آخر يوم من السنة الأمازيغية 2961 باعتباره احتفال مغربي صرف يكرس عشق الإنسان وتمسكه بالأرض. وأوضح أن السنة الأمازيغية التي تبدأ في 13 يناير من السنة الميلادية تعتبر مناسبة قديمة كانت تحتفل بها الشعوب الأمازيغية بدول شمال إفريقيا لارتباطها بالموسم الفلاحي، مشيرا إلى أن هذا اليوم الاحتفالي تمارس خلاله مجموعة من التقاليد والطقوس منها تناول أنواع من الحلويات والفطائر والمأكولات المحلية والفواكه الجافة. وأشار إلى أن جمعيات المجتمع المدني بالإقليم أصبحت تحتفل بهذه المناسبة في الفضاءات العمومية بعد أن تحول هذا الاحتفال الشعبي من العمق الأسري إلى العمق الجماعي، وذلك بتنظيم ندوات ثقافية وأمسيات فنية ولقاءات بين المنخرطين والمدعوين للمناقشة والتشاور في بعض الأمور مع تناول اللبن والحلويات المحلية والفواكه الجافة. من جانبها, قالت الفنانة المسرحية أنيسة إكري إن نساء منطقة الريف حرصن في هذه المناسبة على تحضير أنواع من الحلويات والفطائر والمأكولات المحلية وأطباق من الفواكه الجافة منها على الخصوص (اللوز والجوز والتين والزبيب وكاوكاو والقمح) تعكس تراث منطقة الريف تعبيرا عن ارتباط الأمازيغ بالأرض. كما يتم بالموازاة مع ذلك تنظيم أمسيات فنية تتميز بالغناء والرقص المحلي. وأبرز عبد الإله الشيخي مهتم بالتراث أن النساء بمنطقة تارجيست يحضرن في أول يوم من السنة الجديدة بعد الاحتفال بليلة رأس السنة فطورا يشمل أساسا الفطائر ك»البغرير» المعروف محليا ب»حرطيطا» ثم الملاوي المعروف أيضا ب «المسمنات» والسفنج، والشاي، إضافة للبيض المقلي مع الزبدة البلدية والسمن والعسل، أما وجبة الغذاء فتشمل أساسا الدجاج البلدي بالبيض المسلوق، والعشاء بالأرانب أو الدجاج البلدي. وبالمناسبة يصنع الآباء والأمهات أو الإخوة الكبار للأطفال أكياسا صغيرة من القماش، يضعون بداخل كل واحدة اللوز والجوز غير مقشر، ويطلبون منهم أن يعلقوها في أعناقهم ولا يفتحونها إلا بحلول اليوم الرابع من السنة الجديدة، أي يوم خامس عشر يناير بتقويم الميلادي، ويخيفونهم بأن من فتح كيسه قبل ذلك ستأكله «حاكوزا» وهي إشارة ربما «للغولة»، وبحلول اليوم الرابع يتم إفراغ محتويات كل الأكياس ويوزع ذلك على الأطفال سواسية. وتتميز هذه المناسبة باستحضار الأطفال لألعاب شعبية خاصة، كلعبة تعرف ب»كركوبة»، حيث تهيئ أرضية مائلة بها مجرى، ويجتمع الأطفال للعب، حيث يرمي الأول بحبة جوز، ثم الثاني فالثالث والرابع،،، و من لامست جوزته جوزة الآخر، فإن الثاني يسلم للأول حبة جوز أو حبات اللوز حسب اتفاق مسبق بين اللاعبين.