توجه عدد من كبار المسؤولين الليبيين في مقدمتهم وزير الدفاع أسامة الجويلي إلى مدينة غريان جنوبطرابلس، لمعالجة التوتر القائم بين المدينة ومنطقة الأصابعة المجاورة لها، بعد مواجهات مسلحة أدت إلى مقتل شخصين وجرح أكثر من أربعين. وفور وصوله التقى الجويلي قائد المجلس العسكري في غريان العميد عمار هويدي في محاولة لوقف إطلاق النار. وقال هويدي للوزير إن مقاتلي الأصابعة أطلقوا 120 صاروخا على غريان مساء الجمعة واستخدموا السبت راجمات الصواريخ، وأضاف أنه لا يمكن أن يطلب ممن يردون على النيران عدم الرد. وذكر أن لديه قائمة تضم نحو 70 شخصا من الكتائب السابقة الموالية للعقيد معمر القذافي في الأصابعة وأنه يسعى للقبض عليهم، وطالب أيضا بتسليم مقاتلين من الأصابعة نصبوا كمينا في سبتمبر قتلوا فيه تسعة أشخاص من غريان. وبدوره قال عضو المجلس العسكري لمدينة غريان العقيد صلاح معتوق إن الاشتباكات جاءت نتيجة لتداعيات وقوف بعض الأطراف في مدينة الأصابعة مع النظام السابق. واعتبر أحد مقاتلي المدينة -واسمه ناجي عبد الله- أن الأصابعة أصبحت مرتعا لفلول القذافي وأن الاشتباكات ليست بين قبيلة وأخرى، وإنما بين الثوار وبقايا النظام السابق الذين يديرون المعارك ضد الثوار. ولم يتسن الاتصال بمقاتلي الأصابعة للتعليق. لكن جويلي وصف في تصريحات لوكالة رويترز هذه الاتهامات بالمستفزة، وقال بعد وصوله إلى مقر المجلس العسكري في غريان إنه لا يصدق رواية أي طرف عندما يتعلق الأمر باتهام الطرف الآخر بأنهم مؤيدون للقذافي، واعتبر أن ما يحدث هو اشتباكات بين الشبان من البلدتين. واندلعت الاشتباكات مساء الجمعة واستمرت حتى أمس السبت، واستخدمت فيها المدافع الرشاشة والصواريخ، في أحدث أعمال العنف المرتبطة بجماعات مسلحة ترفض تسليم أسلحتها بعد خمسة أشهر على الإطاحة بالقذافي. ووقعت اشتباكات بين مجموعات للثوار منذ مقتل القذافي، آخرها في 3 يناير الجاري بين ثوار كل من مدينتي طرابلس ومصراتة أوقعت أربعة قتلى. وخرجت مظاهرات في وقت سابق في العاصمة تطالب المجلس الوطني الانتقالي بنزع سلاح الثوار وإنهاء المظاهر المسلحة. وتحاول الحكومة المؤقتة جاهدة كبح مجموعات الثوار التي لعبت دورا هاما في الإطاحة بالقذافي، ولكنها ترفض نزع سلاحها الآن وتعبر عن تشككها في حكام البلاد الجدد.