قال رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد مرسي، إن حزبه مقتنع بأهمية العلاقات المصرية الأميركية، لكن «هذه العلاقات يجب أن تقوم على التوازن»، وطالب واشنطن بأن تعيد حساباتها وتغير سياساتها مع الشعوب بما يتواكب مع ربيع الثورات العربية. وأثناء استقباله وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية طالب مرسي الولاياتالمتحدة بأن يكون موقفها من القضايا العربية والإسلامية إيجابيا، معتبرا أن انحياز الإدارات الأميركية في الماضي ضد القضايا العربية لم يكن في صالحها. وحسب بيان صادر عن الحزب، بدأ اللقاء الذى جرى بمقره بالقاهرة بتقديم بيرنز تهانيه للحزب على النتائج التي حققها في انتخابات مجلس الشعب المصري، والتعبير عن ترحيب بلاده بنتائج الانتخابات مؤكدا احترام واشنطن لخيار الشعب المصري في انتخابات تمتعت بالنزاهة وحرية الاختيار. وقال البيان إن بيرنز أكد استعداد بلاده لدعم مصر اقتصاديا لتجاوز الأزمة الراهنة التي تعاني منها حاليا، مؤكدا على أهمية مصر ودورها الرائد في المنطقة، وما يمكن أن تلعبه من تأثير إيجابي في مختلف القضايا المطروحة، ومشيرا إلى أن زيارته تهدف في الأساس إلى الاطلاع على وجهة نظر الحزب فيما يتعلق بالناحية الاقتصادية والمشهد السياسي في مصر وفي المنطقة عموما. في المقابل، رحب مرسي بالوفد الأميركي الزائر وقال إن حزب الحرية والعدالة يؤمن بأهمية التوافق بين مختلف القوى السياسية والحزبية للعبور بمصر إلى مربع الأمان والتغيير الذي بحث عنه الشارع المصري في ثورة 25 يناير بمصر. واعتبر مرسي أن الانتخابات البرلمانية المصرية عبرت عن قدرة شعب مصر على صناعة التغيير، كما أن المشاركة الكبيرة من الناخبين أوضحت اختيار الشعب للطريق الديمقراطي باعتباره بداية التغيير والتنمية والاستقرار في مصر. كما أكد مرسي أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الإدارة الأميركية لحل الأزمة الفلسطينية ووقف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني، نظرا لما تمثله هذه القضية من أهمية كبرى للشعب المصري وفي القلب منه حزب الحرية والعدالة، كما دعا الإدارة الأميركية إلي اتخاذ موقف أكثر وضوحا تجاه القتل الممنهج ضد الشعب السوري. يذكر أن اللقاء الذي يعد الأرفع من نوعه بين الجانبين أقيم بحضور نائب رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان والأمين العام المساعد للحزب أسامة ياسين، بينما حضره من الجانب الأميركي الوفد المرافق لبيرنز وسفيرة الولاياتالمتحدة في القاهرة آن باترسون.