استقال المدرب السويسري ميشيل دوكاستل، أو ربما (استقالوه) من تدريب فريق الوداد بسبب توالي السلبيات والعجز عن تحقيق نتائج في مستوى الامكانيات المرصودة بشريا وماديا.. وحرك القلق الطلاق بين الطرفين وديا وبالتراضي لاستحالة استمرار التعامل. ويبدو أن المدرب دوكاستل أعلن فشله عندما طلب حضور أعضاء في المكتب المسير إلى الحصص التدريبية بهدف الوقوف على لاعبين لاينضبطون. وجاء ذلك بعد دخوله في صراع طاحن مع مجموعة من اللاعبين، بعضهم يرفضون وضعهم في دكة الاحتياط.. وتابعنا ماحدث مع القديوي، سكومة، زيدون ثم فابريس وباسكال.. وموازاة مع هذه الخلافات التي أثرت سلبا عن المردود الجماعي، وخلقت انشقاقا داخل المجموعة الودادية، تتراجع النتائج وتضيع الألقاب التي راهن عليها الفريق بالمال والرجال، حيث أخفق الفريق في الفوز بلقب كأس عصبة الأبطال، وخرج في دور نصف نهاية كأس العرش، وتعذر عليه ربح مبارياته المؤجلة وتسلق سلم الترتيب في اتجاه المقدمة ورغم تشبث المسيرين والمدرب بالاستمرار والصبر وفرض الوضع التوقف والإنفصال!! وإذا كان المدرب دوكاستل قد تعاقد بسرعة مع فريق الترجي التونسي، ولم يضيع والوقت بانتظار الذي يأتي أو ى يأتي، فإن فريق الوداد يعيش حالة من الفراغ على المستوى التقني رغم الاتفاق المبدئي مع المدرب امحمد فاخر للإشراف عليه في مرحلة الإياب. نعم... هكذا انتقل دوكاستل لتأطير الترجي التونسي الذي جسد التنافس معه نسبة من الأوجاع في المسار القاري ووجد فريق الوداد نفسه في ورطة عند الإتفاق مع المدرب امحمد فاخر مبدئيا.. هذا الاتفاق الذي يساهم في الجدل المطروح حوله في مدار كرة القدم في الدارالبيضاء وخارجها. وبلغنا أن الطرفين، مسؤولو الوداد والمدرب فاخر بعد أن اتفقا مبدئيا انتقلا إلى دراسة مضامين العقد.. ويبدو أنهما اختلفا حول المدة التي يريدها المدرب محددة في ستة أشهر وتنتهي بانتهاء الموسم الحالي، في حين يفضل المسؤولون أن تمتد إلى نهاية الموسم المقبل. وخارج مدار مسؤولي الوداد والمدرب فاخر، تحرك الجدل وظهر من يرفضون هذا التعاقد ومن يؤيدونه ويباركوه. وفي انتظار الحسم في الموضوع وزمنه مقرون بعودة رئيس الوداد عبد الإله أكرم إلى المغرب بدأ المدرب فاخر تراجع في حماسه لما يواجه من انتقادات وتهديد بالرسائل!! فما مصير الاتفاق المبدئي بين الطرفين في هذا الوضع؟؟ وهل يمكن للمدرب فاخر (المحترف) ابن الرجاء أن يدرب فريق الوداد؟ وهل هناك ما يمنع أو يحرم هذا التعامل؟؟، باعتبار أن العديد من الاعبين حملوا قميص الغريمين التقليديين، بالرغم من الصراع القائم بين مكونات قطبي كرة القدم البيضاوية. يبدو أن أمورا أخرى أعمق مما نراه على الواقع، والذين تابعوا ما قاله رئيس الوداد عبد الإله أكرم يوم حفل توديع المدرب السويسري ميشيل دوكاستل، فوجئوا بإشارات يرمي بها الرجل إلى وجود تشويش على الفريق، وأن هناك من يسيء للفريق.. معلنا استعداده للجهر بأسماء المعنيين بذلك إذا تطلب منه الأمر ذلك.. وكانت الخرجة الإعلامية لأكرم غير مسبوقة، خاصة وقد عودناعلى الهدوء ونذرة تصريحاته. إذن أسدل ستار التعاقد مع المدرب فاخر لأسباب متعددة حسب الأخير، وليفي بالوعد الذي قطعه على نفسه بعد أن صرح لإحدى الإذاعات الخاصة، بأنه لن يدرب أي فريق هذا الموسم احتراما لجماهير الرجاء... وأنه بصدد قضاء سنة بيضاء.. الجميع ينتظر عودة رئيس الوداد سويسرا للحسم في أمر هوية المدرب الجديد، وإصلاح ما يمكن إصلاحه داخل البيت الأحمر بالرغم من كل الشروط التي تم توفيرها للقيام بموسم استثنائي، لكن الهزيمة في المباراة النهائية بدوري عصبة أبطال إفريقيا أدخلت الفريق في دوامة النتائج السلبية، وبالتالي أظهرت بعض الأصوات المعارضة لسياسة المكتب المسير الذي لم يقو على الصمود أمام العاصفة التي ضربت أركان القلعة الحمراء. ويبدو أن الأيام القادمة ستكشف عن الأسباب الكامنة وراء مشاكل الوداد ومن يقف وراءها، خاصة أنه بصدد إنشاء حركة تصحيحة مناهضة للرئيس أكرم والتي تضم رؤساء ومسيرين ومنخرطين سابقين... فلننتظر؟؟