غدا يحج أطفال المغرب إلى الشواطئ وفضاءات المرح والترفيه ينطلق موسم التخييم لهذه السنة ابتداء من يوم غد الخميس فاتح يوليوز ويستمر إلى غاية بداية شهر شتنبر المقبل عبر أربعة مراحل موزعة على مخيمات قارة تهم 38 فضاء لوزارة الشباب والرياضة، وفضاءات خاصة للقطاع العام والخاص والجمعيات بالإضافة إلى مخيمات حضرية تنظم بحوالي 40 فضاء حضريا. ومن المتوقع أن تصل حمولة هذه السنة، بالنسبة للمخيمات القارة إلى حوالي 160 ألف مستفيد، وبالمخيمات الحضرية تصل الحمولة إلى حوالي 70 ألف مستفيد، على أن يوزع الباقي على فعاليات تربوية موضوعاتية ليتجاوز سقف الاستفادة هذه السنة 250 ألف مستفيد. وذكر حميد زيان رئيس مصلحة المخيمات بوزارة الشباب والرياضة في تصريح لبيان اليوم، أن هذه السنة تتميز بفتح مخيمات جديدة لأول مرة في إطار الإصلاحات الكبرى التي همت عددا من المراكز، منها على الخصوص مركز التخييم تافوغالت (أقدم مخيم بالمغرب والذي أنشاء سنة 1944) ومخيم تاونات ومخيم تاغازوت بأكادير بالإضافة إلى مخيمي سيدي حجاج بسطات وتاورطة بالداخلة.. وأضاف حميد زيان أن الوزارة حرصت على ضمان تهيئ جيد لهذا الموسم حيث أن جميع الإجراءات والاستعدادات المالية والإدارية اتخذت في وقت مبكر وتم إشعار الأطر المعنية بالعملية التخييمية بأماكنها مبكرا وذلك لإشراكها في الاستعدادات، إلى جانب توقيع اتفاقيات شراكة وتعاون مع «الهيأة الوطنية للتخييم» واتحاد المنظمات التربوية بالمغرب. وذكر حميد زيان أن الوزارة تسعى من خلال البرنامج الوطني للتخييم إلى جعل المخيم خدمة عمومية، وجعل مراكز التخييم مؤسسات مفتوحة طيلة السنة، تقدم خدماتها التربوية والتأطيرية خلال كل العطل، وعدم الاقتصار على المخيمات الموسمية، وذلك من أجل توسيع رقعة المستفيدين، بالإشراك الفعلي لأطفال الفئات المعوزة والعالم القروي. من جانبه، ذكر محمد القرطيطي رئيس الهيئة الوطنية للتخييم في تصريح لبيان اليوم أن موسم التخييم لهذه السنة ينظم وفق مقاربة تشاركية ما بين الهيئة الوطنية للتخييم والوزارة بعد فترة من التجاذبات بين الطرفين على خلفية الشراكة التي سبق للوزارة أن طرحتها من جانب واحد، وأضاف القرطيطي أن الهيئة حضرت لهذا الموسم منذ السنة الماضية وتوصلت بعد تفريغ جميع الطلبات المعبر عنها من طرف المنظمات التربوية والجمعيات المحلية والقطاعات الاجتماعية وهو ما مكن حسب القرطيطي من إجراء توزيع ديمقراطي يراعي مكونات المشاريع التي عبرت عنها هذه الجمعيات. وأورد رئيس الهيئة الوطنية للتخييم أن هذا الموسم يتم تنظيمه وفق المنهجية التي كانت معتمدة في السابق حيث أن التغذية ستدبر من طرف الوزارة بمنحة تصل قيمتها إلى 20 درهم للطفل، في حين تقوم الجمعيات بعملها الاعتيادي المتمثل في التأطير والتنشيط والتنظيم على أن تبقى جميع المكتسبات السابقة معمول بها كالتخفيض على النقل السككي بنسبة 50% والتأمين على كل المستفذين، وأضاف القرطيطي أن الهيئة منخرطة في وضع أسس استراتيجية وطنية للحقل التربوي، من أجل جعل المغرب جدير بأطفاله، وكذا تبني الجودة والحكامة الجيدة في التدبير والتسيير، مشيرا إلى أن ما يميز هذه السنة هو تزامن فترة التخييم مع شهر رمضان مؤكدا على أن هذا الشهر العظيم لن يؤثر على البرنامج التربوي لهذا الموسم بل على العكس من ذلك فالعديد من المبادرات والإنتاجات التربوية عادة ما تكون خلال هذه الفترة. وليمر موسم هذه السنة في أحسن الظروف، دعا رشيد روكبان رئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب إلى ضرورة تهيئ شروط وظروف استقبال وتأطير أضمن لسلامة وأمن الأطفال وأفضل لراحتهم وأن يتم إشراك حقيقي لكل الفاعلين من جمعيات ومنظمات وهيئات ومؤسسات حكومية محلية ووطنية قصد تحديد مخطط وطني فعال وواضح المعالم وفق إستراتيجية دقيقة بعيدة عن الحلول الترقيعية، مشيرا إلى أن كل قراءة موضوعية للعملية التخييمية يجب أن تبرز الجوانب الإيجابية قصد تثبيتها وتثمينها كمكتسبات يجب المحافظة عليها بالإضافة كذلك إلى تشخيص وإبراز الجوانب السلبية والنقائص قصد تجاوزها في المستقبل، مؤكدا على أن التطرق للسلبيات والمشاكل لا يعني أبدا معارضة المشروع أو محاولة التنقيص منه، بل على العكس من ذلك فمنظمة الطلائع – أطفال المغرب تقر بالإنجازات الكبيرة التي بذلت في هذا القطاع. ودعا روكبان إلى الاجتهاد من أجل إقرار مجانية نقل الأطفال إلى المخيمات، وتوفير طاقم طبي يترأسه طبيب وتوفير سيارة إسعاف وأدوية في كل مخيم، والرفع من وتيرة إصلاح مراكز التخييم الحالية وتجديد مكونات بنياتها التحتية ومواصلة عمليات هيكلة وتطوير التجهيزات الأساسية وتعميمها على مختلف مراكز التخييم، مبرزا الأدوار الأساسية التي تلعبها المخيمات على المستوى التربوي والاجتماعي والترفيهي والتي لها عميق التأثير في شخصية الطفل حيث تساهم في صقل ملكاته ومؤهلاته وتحديد معالم شخصيته، وتكاد تعتبر الفرصة الوحيدة للغالبية العظمى من الأطفال المنتمين للأسر محدودة الدخل، وهو ما يفرض، في نظر رئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب، الحفاظ عليها كخدمة عمومية ذات طابع اجتماعي والعمل ما أمكن على أن تصبح مجانية مائة بالمائة.